أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2018
1605
التاريخ: 9-6-2021
1990
التاريخ: 24-7-2019
1678
التاريخ: 4-12-2016
1608
|
[سبب إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه]
ذكر في إسناده إبراهيم بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن رجل من أسلم قال: مرّ أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وآله ومولاة لعبد الله بن جدعان فوق الصفا في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له وكان صاحب قنص يرميه ويخرج [1] له، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلّم وتحدّث معهم وكان أعز قريش وأشدها شكيمة [2] ، فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله ورجع إلى بيته قالت له: يا أبا عمارة! لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا قبل أن تأتي من أبي الحكم [3] بن [4] هشام وجده هاهنا جالسا فسبه وآذاه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله من كرامته فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان/ يصنع يريد الطواف بالكعبة معدا لأبي جهل إذا لقيه، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع قوسه فضربه بها ضربة شجّه [شجة-] [5] منكرة [6] ، ثم قال: أتشتمه وأنا [7] على دينه أقول ما يقول؟ فرد على إن استطعت، فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل عليه، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فأني والله لقد سببت ابن أخيه سبّا [8] قبيحا، وتم حمزة رضي الله عنه على إسلامه، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد عزّ وامتنع وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه وذهبت شجة أبي جهل هدرا ومن حديث [9] بني هشام ذكر ابن الكلبي عن أبيه قال: أخبرني رجل من بني سليم من أهل البصرة عن أبيه وعمّه قالا: خرجنا حاجّين في الجاهلية وقد أصابت الناس سنة فأتينا مكة فقضينا حجّنا وطلبنا طعاما نشتريه فلم نجده ولا أحدا يضيف، فأتينا تلك المواسم فإذا لا طعام يباع ولا أحد يطعم، فمكثنا ثلاثا أو أربعا، قال: فبينا نحن في المسجد الحرام إذ نحن بنحو من مائة رجل قد خرجوا من المسجد فقلنا: أين يريد هؤلاء؟ قالوا: الطعام، فقلت لأخي: مر بنا [10] فو الله ما نريد إلا الطعام، فدخلوا/ شعب بني مخزوم فإذا دار عظيمة فيها بيت عظيم له بابان وإذا سرير عليه رجل آدم خفيف العارضين مسنون الوجه [11] عليه حلة سوداء بيده قضيب وإذا جفان ما يبصر [12] الدرمك [13] مما عليها من الكبد والسنام، قال: فكنا أول من دخل وآخر [14] من خرج فشبعت قبل أخي فقلت: قم لا أشبع الله بطنك! قال: فرفع الذي على السرير رأسه وقال: لا يقوم [15] امرؤ حتى يشبع فإنما جعل الطعام ليؤكل، قال: وإذا هو أحول، قال: فخرجنا من الباب الآخر فإذا جزر موقوفة، فقلنا: ما هذه الجزر؟ فقيل لما رأيتم آنفا، فقلنا: من هذا؟ قالوا: هذا عمرو بن هشام هذا أبو الحكم [16].
ومن أخبارهم [17] أيضا أخبرني أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسحاق المسيبي قال حدثني أبي عن شيخ عن أصحابنا له قدر قال حدثني الوقاصى [18] عن الزهري عن أبي حية عن أبي ذر [19] قال: قدمت مكة معتمرا فقلت: أما مضيف؟ قالوا: بلى كثير وأقربهم منزلا الحارث [20] بن هشام، قال فأتيت بابه فقلت: أما من قرى؟ فقالت الجارية: بلى، ودخلت فأخرجت لي زبيبا في يدها، فقلت: صيّرية على طبق، فعلمت أني ضيف، فقالت: ادخل، فإذا أنا بالحارث على كرسي وبين يديه جفان فيها خبز ولحم وأنطاع [21] عليها زبيب، فقال لي: أصب، فأكلت ثم قال لي: هذا لك ما أقمت، فأقمت ثلاثا ثم رجعت إلى المدينة، / فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبره فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنه سريّ [22] ابن [23] سرى وددت أنه أسلم.
________________
[1] في سيرة ابن هشام ص 184 بعد- ويخرج له: وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان إذا فعل ذلك إلخ.
[2] الشكيمة كسفينة: الأنفة والانتصار من الظلم.
[3] يعني أبا جهل.
[4] في الأصل: ابن- بابقاء الهمزة.
[5] ليست الزيادة في الأصل، والشجة: الجراحة في الرأس خاصة.
[6] في الأصل كلمة «بها» بعد منكرة، والمحل لا يقتضيها.
[7] في الأصل: فأنا.
[8] في الأصل: سيبا.
[9] ذكر المؤلف هذا الحديث في المحبر أيضا ص 139 و 140.
[10] في الأصل: ع ينا.
[11] رجل مسنون الوجه: مخروط الوجه أو الذي في وجهه وأنفه طول.
[12] في الأصل: بنصر.
[13] الدرمك والدرمق بفتح الدال والميم: الدقيق الأبيض.
[14] في الأصل: وما آخر.
[15] في الأصل: يقم.
[16] يعني أبا جهل.
[17] ذكر المؤلف الخبر الآتي في المحبر أيضا ص 139.
[18] في الأصل: ابو قاصي، والوقاصي هو عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص المدني المكنى بأبي عمرو، روى عن الزهري وعنه العراقيون ضعّفته عامّة علماء الجرح والتعديل، وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الموضوعات، مات في خلافة الرشيد- أنساب السمعاني ص 585 وتهذيب التهذيب 7/ 133 و 134.
[19] يعني أبا ذر الغفار الصحابي المشهور المتوفي سنة 32 هـ، اختلف في اسمه، والمعروف أنه جندب بن جنادة.
[20] هو أخو أبي جهل عمرو بن هشام.
[21] واحدها النطع بفتح النون وكسرها وسكون الطاء المهملة: وهو بساط من جلد.
[22] السري بفتح السين وكسر الراء والياء المشددة: صاحب المروءة في شرف أو السخاء في مروءة، جمعه السراة والسروات.
[23] في الأصل: بن- بإسقاط الهمزة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|