أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
5108
التاريخ: 18-5-2016
5319
التاريخ: 3-06-2015
5624
التاريخ: 9-05-2015
6314
|
قد يتداعى من موقف الإمام الداعي للمصالحة بين الفلاسفة والعرفاء والفقهاء والتوفيق بين أنساق المعرفة الرئيسية ، معنى يفيد إسباغ الصحّة على جميع المعطيات التي تفرزها الفلسفة والعرفان والفقه ، أو الدفاع المطلق عن كلّ الفلاسفة والعرفاء والفقهاء، مع أنّنا نعرف بأنّه ليست معطيات تلك العلوم والمعارف وحيا منزلا ولا أصحابها معصومون.
الحقيقة أنّ الإمام ينتبه بنفسه إلى هذه النقطة، وقد صرّح مرّات عديدة بما يدفع هذا الإشكال، وأنّه ليس بصدد إشاعة جميع ما تفرزه عقول الفلاسفة والعرفاء والفقهاء وتصحيح نتاجاتهم كلّها، أو الدفاع المطلق عن جميع المشتغلين في هذه الحقول المعرفية. من ذلك مثلا قول سماحته : «الآن وأنا أريد المصالحة بين هذه الطوائف [الثلاث] وإلقاء حالة الوئام بينهم، فيما أذهب إليه من أنّهم يفعلون شيئا واحدا، فلا أقصد من ذلك أن أنزّه جميع الفلاسفة مثلا، أو كلّ العرفاء، أو الفقهاء كافّة. كلا، ليس هذا هو المقصود ... وإنّما مقصودي أنّ بين المنتمين لهذه الطوائف بأجمعها أشخاص كثيرون منزّهون، وأنّ هذا الاختلاف المدرسي [العلمي] الحاصل هو على حدّ الاختلاف المدرسي الكائن بين الأخباري والاصولي ، إذ يبلغ الأمر أحيانا إلى الحدّ الذي ربّما يكفّر فيه الأخباري الاصولي ، ويرمي الاصولي الأخباري بالجهل» (1)
في موضع آخر يثير الإمام النقطة ذاتها على نحو آخر، يدفع فيه أي وهم يمكن أن يساور الإنسان، في أنّ ما يقصده هو إسباغ الصحّة على جميع ما ذهب إليه الفلاسفة أو العرفاء، حيث يستدرك وهو في ذروة دفاعه عن العرفان والعرفاء، بقوله : «ذكرت [سابقا] بأنّني لا أريد أن أقول إنّ الجميع أصابوا، إنّما أريد أنّهم ليسوا مخطئين جميعا». ثمّ يضرب مثالا لذلك من واقع دفاعه عن العلماء وطلاب العلوم الدينية، ويضيف : «عند ما اؤيد العلماء وطلاب العلوم الدينية، فلا أقصد من ذلك أنّ كلّهم سواء» وهكذا الحال بالنسبة للعرفاء والفلاسفة، ومن ثمّ فإنّ ما يقصده الإمام هو عدم اللجوء إلى مصادرة الجميع بهذه الذريعة أو تلك، وبنص تعبيره :
«اعتراضي ، هو أن لا تبادروا إلى رفض الجميع، ولا أقصد أنّه ينبغي لكم قبول الجميع» (2)
ما يرمي إليه الإمام من مشروع التسوية هذا، هو إزالة العقبات من الطريق ، وفتح سبيل المعرفة أمام الجميع : «ما أركّز عليه أساسا هو إزالة الالتباس ، ورفع هذا الاختلاف المدرسي الموجود بين أهل العلم، على النحو الذي لا يتحوّل هذا الالتباس والاختلاف إلى عقبة تحول دون المعارف. فالإسلام ليس عبارة عن الأحكام الفرعية وحسب، فهذه فرع والأساس شيء آخر، ولا ينبغي لنا أن نضحّي بالأصل في سبيل الفرع» (3) ثمّ يواصل حديثه بروح الحرص ذاتها، ليقول بعد مقاطع : «إنّ أشدّ ما أركز عليه هو أسفي على طائفة من أهل العلم، هي من أهل الصلاح أن تبقى [نتيجة القطيعة والالتباس وسوء الظنّ بالفلسفة والعرفان] محرومة من مسائل معيّنة» (4)
____________________
(1)- تفسير الحمد : 176- 177.
(2)- نفس المصدر : 186.
(3)- نفس المصدر : 187.
(4)- نفس المصدر : 189.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|