المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



توقع زوال احوال الدنيا  
  
1586   04:09 مساءً   التاريخ: 3-2-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج2، ص289-290
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

قال (عليه السلام): يا أسرى الرغبة اقصروا فإن المعرج على الدنيا لا يروعه منها إلا صريف انياب الحدثان(1).

ايها الناس تولو من انفسكم تأديبها ، واعدلوا بها عن ضراوة (2) عاداتها.

الدعوة إلى توقع زوال احوال الدنيا ، وتبدلها بغيرها ، مما يدفعنا إلى اختيار النهج الصالح الذي يضمن خير الدارين، وهذا ما يستدعي ان نتولى اصلاح نفوسنا، ونحاسبها باستمرار ، وننقد تصرفاتنا، وتقبل من غيرنا ذلك ، حيث يضيف لنا رصيدا ضخما ، لا يجتمع تلقائيا ولا يتهيأ دوما ، الامر الذي يؤسس لتفاعلنا مع النصائح والتوجيهات ، ولو لم تعجبنا ، كونها كالزاد النافع يوما ما ، او تلك التي تحويها بيوتنا من دون حاجة فعلا لها، إلا انها نافعة مستقبلا ، فلا يصح اعدامها وإلغاء وجودها ، وهذا ما تحتاج فيه إلى استذكار ما روي عنه (صلى الله عليه واله) : ان هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، قيل يا رسول الله فما جلاؤها ؟

قال : تلاوة القرآن (3)، وايضا قوله (صلى الله عليه واله): تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا ، فإن الحديث جلاء  للقلوب ، ان القلوب لترينك ما يرين السيف، جلاؤها الحديث (4) ، ليمنحانا النشاط النفسي ، ويفيدانا طريقة معالجة القضايا ، حيث اتصلا بالمنبع الصافي الذي من شرب منه ارتوى ، بل لم يروه سواه، لنقائه ، وغنائه بمجموعة من القيم والمبادئ ذات الفاعلية المباشرة في حياتنا، حيث يتعدد ما نواجهه ، فنحتاج إلى الاحكام الشرعية ، والحكم والمواعظ ، وقصص الماضين ، لندرك الحقيقة الضائعة في ظل احداثنا اليومية.

فذو المال مغرور به ، وذو الجمال معجب به ، كما نجد ذا السلطة والنفوذ يتوهم الاستمرار ، وغيرهم لا يختلف عنهم ، مع ان الدنيا مما لا تدوم لأحد ، بل لها طريقتها التحذيرية ، التي نستطيع معرفتها بسهولة ، فأين السابقون ؟!

وهل دام الغنى ؟

أو الجمال أو المركز الاجتماعي ؟!

وماذا نجد عندما نتطلع في القبر المحفور ؟! وكفى.

وقد تميزت الحكمة المباركة بتصوير رائع ومعبر جدا للدنيا، حيث ابتدأ (عليه السلام) بخطاب المتورطين مع الدنيا الراغبين فيها، بضرورة ان يكفوا عن الانشداد إليها ، كونها ستفاجئهم بالانقلاب والتغير، لتبدأ مرحلة المعاناة الطويلة ، التي تذهل بنوائيها واحدائها، لتتركهم في دهشه وحيرة ، لأنها باغتتهم مرة واحدة بسلسلة من المصائب المؤلمة ، فقد العزيز وتغير الاحوال وانقلاب الناس وتدهور الصحة وخيبة الامل في الاولاد وسواها مما يترك أثره لو كان بمفرده ، فضلا عما لو اجتمع مع غيره ، كل ذلك من دون سبق انذار ، كهياج بعض الحيوانات ، فلا يشعر الانسان إلا بصوت الثائر غيظا وغضبا ، ليتملكه هول ما سمعه ، فيشغل عن اتخاذ التدابير ، وكذلك الدنيا لابد ان يسبقها العاقل بتدبير يقيه شر المنقلب وسوء المنظر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خطاب للمهتمين كثيرا بالدنيا : بأن ينتبهوا لتقلباتها ومفاجأتها المزعجة بالتحول، فهي كالحيوان المفترس عندما يهاجم الفريسة فيفجأها بصوت مخيف ، نتيجة هياجه.

(2) ضراوة عاداتها : التعود على ما أغرت به من أفعال.

(3) كنز العمال 1/545 / ح2441.

(4) الكافي 1/41 / ح8.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.