أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2021
2312
التاريخ: 23-3-2022
2293
التاريخ: 2024-10-14
427
التاريخ: 24/12/2022
1813
|
قال (عليه السلام): يا أسرى الرغبة اقصروا فإن المعرج على الدنيا لا يروعه منها إلا صريف انياب الحدثان(1).
ايها الناس تولو من انفسكم تأديبها ، واعدلوا بها عن ضراوة (2) عاداتها.
الدعوة إلى توقع زوال احوال الدنيا ، وتبدلها بغيرها ، مما يدفعنا إلى اختيار النهج الصالح الذي يضمن خير الدارين، وهذا ما يستدعي ان نتولى اصلاح نفوسنا، ونحاسبها باستمرار ، وننقد تصرفاتنا، وتقبل من غيرنا ذلك ، حيث يضيف لنا رصيدا ضخما ، لا يجتمع تلقائيا ولا يتهيأ دوما ، الامر الذي يؤسس لتفاعلنا مع النصائح والتوجيهات ، ولو لم تعجبنا ، كونها كالزاد النافع يوما ما ، او تلك التي تحويها بيوتنا من دون حاجة فعلا لها، إلا انها نافعة مستقبلا ، فلا يصح اعدامها وإلغاء وجودها ، وهذا ما تحتاج فيه إلى استذكار ما روي عنه (صلى الله عليه واله) : ان هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، قيل يا رسول الله فما جلاؤها ؟
قال : تلاوة القرآن (3)، وايضا قوله (صلى الله عليه واله): تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا ، فإن الحديث جلاء للقلوب ، ان القلوب لترينك ما يرين السيف، جلاؤها الحديث (4) ، ليمنحانا النشاط النفسي ، ويفيدانا طريقة معالجة القضايا ، حيث اتصلا بالمنبع الصافي الذي من شرب منه ارتوى ، بل لم يروه سواه، لنقائه ، وغنائه بمجموعة من القيم والمبادئ ذات الفاعلية المباشرة في حياتنا، حيث يتعدد ما نواجهه ، فنحتاج إلى الاحكام الشرعية ، والحكم والمواعظ ، وقصص الماضين ، لندرك الحقيقة الضائعة في ظل احداثنا اليومية.
فذو المال مغرور به ، وذو الجمال معجب به ، كما نجد ذا السلطة والنفوذ يتوهم الاستمرار ، وغيرهم لا يختلف عنهم ، مع ان الدنيا مما لا تدوم لأحد ، بل لها طريقتها التحذيرية ، التي نستطيع معرفتها بسهولة ، فأين السابقون ؟!
وهل دام الغنى ؟
أو الجمال أو المركز الاجتماعي ؟!
وماذا نجد عندما نتطلع في القبر المحفور ؟! وكفى.
وقد تميزت الحكمة المباركة بتصوير رائع ومعبر جدا للدنيا، حيث ابتدأ (عليه السلام) بخطاب المتورطين مع الدنيا الراغبين فيها، بضرورة ان يكفوا عن الانشداد إليها ، كونها ستفاجئهم بالانقلاب والتغير، لتبدأ مرحلة المعاناة الطويلة ، التي تذهل بنوائيها واحدائها، لتتركهم في دهشه وحيرة ، لأنها باغتتهم مرة واحدة بسلسلة من المصائب المؤلمة ، فقد العزيز وتغير الاحوال وانقلاب الناس وتدهور الصحة وخيبة الامل في الاولاد وسواها مما يترك أثره لو كان بمفرده ، فضلا عما لو اجتمع مع غيره ، كل ذلك من دون سبق انذار ، كهياج بعض الحيوانات ، فلا يشعر الانسان إلا بصوت الثائر غيظا وغضبا ، ليتملكه هول ما سمعه ، فيشغل عن اتخاذ التدابير ، وكذلك الدنيا لابد ان يسبقها العاقل بتدبير يقيه شر المنقلب وسوء المنظر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خطاب للمهتمين كثيرا بالدنيا : بأن ينتبهوا لتقلباتها ومفاجأتها المزعجة بالتحول، فهي كالحيوان المفترس عندما يهاجم الفريسة فيفجأها بصوت مخيف ، نتيجة هياجه.
(2) ضراوة عاداتها : التعود على ما أغرت به من أفعال.
(3) كنز العمال 1/545 / ح2441.
(4) الكافي 1/41 / ح8.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|