المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لا تعبر عن آراء ومشاعر القرين (الصديق ، الصديقة ، الخطيب ، أو أي شخص اخر )  
  
1802   01:51 صباحاً   التاريخ: 19-12-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص325-327
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-26 199
التاريخ: 28-4-2017 3104
التاريخ: 12-12-2021 1875
التاريخ: 3-1-2021 2404

((إنني أكره هذا عندما تعبر هي عن آرائي)) ، ((إنني لا أستطيع تحمل هذا عندما يقول كلاما عن لساني)) ، لم أستطع ان اخبرك كم مرة قد سمعت هذه العبارات وما يشبهها . ففي الواقع لقد كنت الاسبوع الماضي بولاية ويسكونسيم أقوم بارتباطات حوارية. كنت حاضرا في مساء قبل الحدث تجمعا اجتماعيا ، وقال لي رجل عندما تناولنا بعض الموضوعات مباشرة أمام زوجته ((إنها لا تتناول هذه المخبوزات فإنها لا تحبها)) ، ثم فيما بعد اقل من دقيقة ، عندما مشي بعيداً قالت لي: ((ممكن من فضلك ان تحضر لي واحدة من هذه المخبوزات ؟ فإنني أحبها)) ، عندما ترددتُ لثانية ، قالت (( لا ، لا تعر اهتماما بزوجي ، فإنني لا أحبها عندما يكون زوجي يعبر عن مشاعري وهذا ما يقوم به طوال الوقت )) .

انه لشيء محزن ، كانت هذه تلك العادة التي تعلمت ان تتوقعها بالرغم انني لم استطع ان احدد الى اي درجة يحدث ذلك ، فانه يبدو من الواضح ان هذه العادة قد تدفع لحدوث شرخ مدمر جدا بينهما . فقد اصبحت حاجته لان يعبر عن اراء ومشاعر زوجته مثل هذا الجزء العادي في علاقتهما التي جعلتها تفقد احترامه عندما تتسرع في القيام بذلك ، فانه ليس من اللائق ان تعبر عن اراء ومشاعر شخص اخر ، حتى اذا كنت لا تقصد أي إيذاء على وعي به ، فان ذلك بالتأكيد يعني ضمنيا انك تعتبر شريك الحياة (او اي شخص تعبر عن آرائه) غير مؤهل للتعبير عن اراءه ومشاعره بنفسه اي انك تعرفها بشكل افضل مما يعرف هو نفسه . تعرف ماذا يريد ، وماذا يفكر ، وماذا سيكون قرارته ، وانه لا يستطيع ان يغير رأيه او أن يفكر بطريقة مختلفة هذه المرة. على اية حال ، اذا قام بذلك ، فانك ستكون قادراً على توقع هذا ! تجعل هذه الافتراضات الغير اللائقة وما يصاحبها من حقيقة ان التعبير عن اراء ومشاعر اي شخص اخر يعد واحدا من الاشياء التي لا يتحملها الغالبية العظمى من الكبار ترشيحا رائعا لان تضع ((لا تحاول ان تقوم بذلك مرة اخرى)) في قائمتك.

تعد هذه واحدة من العادات التي يمكن ان تتسلل اليك في كل مرة في فترة من الفترات . عندما تعرف شخصا ما جيداً ، فإنه من السهل بالنسبة لك ان تفترض انك حقا تعرف فيما يفكر او تعرف امنياته ويمكن ان تكون محقا في معظم الاوقات ، لكنه ، بالرغم من عبقريتك الرائعة في عمل الافتراض الصحيح ، انه لا يزال الامر لا يستحق ذلك .

اني اعتقد ان كلينا انا وكريس نقوم بمهمة جيدة لتجنب هذه النزعة . لذا ، ارتكبنا هذا الخطأ ، فإننا نعرف على الاقل انها لم تكن من الاهتمامات الكبرى للشخص ، ولكن وجدنا ان كلينا يعبر عن اراء ومشاعر اطفالنا ، لذا فإننا ما زلنا نقوم بهذه العادة.

إذا وجدت نفسك تقوم بالتعبير عن اراء او مشاعر اي شخص اخر ، فكن متساهلا مع نفسك  فبدلا ان تجعل هذا الامر موضوعا كبيرا من الأحرى أن تذكر نفسك بطريقة لائقة أنها ليست بالفكرة الجيدة. واذا قام أحد الذين تكن لهم محبة بهذا ، حسناً ، فحاول ان لا تقلق لهذا بالا كبيراً.  

فمن ناحية اخرى ، عندما يكون التوقيت مناسباً ، يمكن أن تذكر بطريقة لائقة ذلك الشخص، كلما قمت بتقدير الفكرة ، فانك قادر على التعبير عن ذلك بنفسك ! 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.