أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
![]()
التاريخ: 16-11-2020
![]()
التاريخ: 2024-08-29
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]() |
قال تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } [البقرة : 121] .
القرآن حق، وهو قائم على هذا الأساس، فقراءته لا بد وان تقوم على أساس الحق، يعني ذلك أن تكون قراءة تامة أ ليس إعطاء الحق يعني تمام الشيء، فتلاوة القرآن لا بد أن تكون تامة أي تحمل كل الأبعاد، فليست قراءة الثواب فقط وإنما قراءة التفكير والتدبر والعمل والشفاء والثواب. كذلك لا تتحقق الاستجابة من المؤمن في قراءته للقرآن إلا إذا كانت مبنيّة على أساس الحق، فحينها يمكن له أن يقوم بتنفيذ الأوامر القرآنية التي يقرأها.
فعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في تفسير الآية السالفة الذكر قال : «يتبعونه حق اتباعه». (1)
ونسب إلى الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسيرها أيضا انه قال : يتلون آياته ويتفقهون فيه ويعملون بأحكامه ويرجون وعده ويخافون وعيده ويعتبرون بقصصه ويأتمرون بأوامره وينتهون بنواهيه ما هو واللّه حفظ آياته ودرس حروفه وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده إنما هو .. قول اللّه تعالى «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته فالذين آتاهم الكتاب وشرفهم بذلك يحزنهم ترك الرعاية والقصور والتقصير في مراعاته والذين آتاهم الشيطان الكتاب أو أخذوه من الآباء بحسب ما اعتادوه أو تلقفوه من الرجال بحسب ما تدارسوه فإنهم يعجبهم حفظ الرواية ولا يبالون بترك الرعاية». (2)
ولذلك جعل أمير المؤمنين (عليه السلام) التلاوة الحقة التي تحمل كل الأبعاد، من قواعد الإسلام السبع التي ذكرها في الحديث لسؤال كميل بن زياد قال : سألت أمير المؤمنين عن قواعد الإسلام فقال : قواعد الإسلام سبعة أولها العقل وبنى عليه الصبر.
والثانية صون العرض وصدق اللهجة.
والثالثة تلاوة القرآن على جهته.
والرابعة الحب في اللّه والبغض في اللّه.
والخامسة حق آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ومعرفة ولايتهم.
والسادسة حق الإخوان والمحاماة عليهم.
والسابعة مجاورة الناس بالحسنى. (3)
فحينما تكون التلاوة قاعدة من قواعد الإسلام فهي إذا ليست تلاوة عادية وإنما هي تلاوة لفهم قاعدة من قواعد الإسلام، بل هي ركيزة أساسية لفهم كتاب اللّه الذي يرشد الإنسان إلى طريق النجاة. لذا يقول سبحانه وتعالى : { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة : 18] أي أن هذه القراءة تتحول إلى إتباع واستلهام البصائر القرآنية والمناهج الربانية.
فالحق لا يتجسد في هذه القراءة إلا إذا أحكمت من كل نواحيها. وكان هم القارئ هو البحث عن الحقيقة، والمعاني السامية، والمفاهيم القيمة حين التلاوة للقرآن للارتفاع والسمو ولإدراك البصائر والحقائق، ولذا كان من دعاء على بن الحسين (عليه السلام) عند ختمه القرآن «اللهم فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته». (4)
وهذه القراءة تحتاج إلى توجه كامل إلى اللّه، وفراغ القلب من أية أفكار أخرى، أو وساوس شيطانية ليتوصل بها إلى معرفة الحق، وتكون وسيلة إلى المعرفة.
____________________
1. الدر المنثور (ج1) ص 111 .
2. تفسير بيان السعادة (ج1) ص 141 نقلا عن تفسير الفرقان (ج2) ص 116 .
3. تحف العقول ص 138 .
4. الصحيفة السجادية دعاء 42 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية ينظم ندوة ثقافية بذكرى فاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)
|
|
|