أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1534
التاريخ: 13-02-2015
2485
التاريخ: 16-12-2015
3079
التاريخ: 15-02-2015
1483
|
عالج القرآن الجذور الأساسية للانحراف، ليستطيع أن يبنى الأسس الكفيلة لسعادة الإنسان، وعمارة الأرض، ببناء الأساس الأول وهو الأيمان بخالق هذا الكون، ثم دعوة القرآن إلى الأيمان بالنبي المرسل، ومن بعث من قبله، والإيمان بالقرآن نفسه وبما قبله من كتب جاءت للبشرية.
وقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة بقوله سبحانه وتعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة : 285] .
وفي مقابل ذلك فأن عدم التوجيه إلى هذه الفكرة والكفر بها، يعنى هدم الأساس الأول والقاعدة الرصينة التي يقوم عليها بناء المجتمع، وبالتالي ضلاله وانهياره. فيقول ربنا سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء : 136]
الإيمان باللّه هو المبعث الأول لانطلاقة المسلم في الحياة، فالقرآن الكريم أوجد في المسلمين الروح المعنوية العالية، التي تتحلى بالأخلاق الرفيعة والنفسية الطيبة، التي كانت وراء سعادتهم في الدنيا، حينما كانوا ملتزمين بكتاب اللّه عز وجل {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [آل عمران : 110] أي عند ما كنتم مطبقين لهذا الكتاب. ولكن حينما تخلى المسلمون عن كتاب اللّه، فلم يكونوا كما كانوا سادة في العالم. فلو أردنا الحياة السعيدة في الدنيا، والمجتمع السليم الخالي من الأمراض والمشاكل، والبعيد عن الويلات والأخطار، بإقامة كتاب اللّه، الذي يتجلى فيه الأيمان باللّه واليوم الآخر. حيث يقول سبحانه وتعالى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة : 66] ما لم تتوفر العناصر والمقومات السليمة النابعة من القرآن وتتهيأ الأرضية الصالحة لذلك، لن ينجح المجتمع في الوصول إلى قمة السعادة، والخطوة الأولى في ذلك هي التربية القرآنية في التقرب إلى كتاب اللّه، لمحاولة التطبيق العملي له، التي تتخذ أشكالها التنفيذية على الصعيد الفردي والاجتماعي، أو على صعيد المؤسسات الشعبية أو الأجهزة الحكومية في جعل الممارسات منطلقة من القرآن، مثل ما ورد أن أعرابيا جاء إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) وشهد الشهادتين واسلم ثم قال : يا رسول اللّه ما هو تكليفي الآن؟
فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : في جملة ما قال تعلّم القرآن.
فأخذ أحد المسلمين يعلمه سورة الزلزلة وقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم، {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة : 1 - 8] فقام الأعرابي يريد الانصراف فقال له المعلم المسلم : اصبر حتى أعلمك بعض السور الأخر.
فقال الأعرابي : كفاني ذلك.
فقال : كيف؟
قال : أني لم أكن أحتاج إلى كل هذه السورة حتى أستقيم في طريق الإسلام، بل تكفيني آيتان فقط، قوله سبحانه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } فأني علمت أن الإسلام في هاتين الكلمتين (1)
فالعلاج في القرآن يتمثل في تطبيقه ، وجعله الانطلاقة في الحياة والمبدأ هو كتاب اللّه عز وجل، فحينها نسعد في الدنيا والآخرة، ومن هنا علينا أن نحول القرآن إلى مدرسة كبيرة واسعة مترامية الأطراف، تسع البشرية كلها، حتى نستطيع أن نفهم كتاب اللّه ونفسره التفسير الصحيح.
القرآن كتاب الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجا وسلوكا نرجع إليه، فتظل قيمه وبصائره عالية تشرق على الإنسانية، ما دامت تسعى إليه، وتستنير بهديه.
وليس يعوزنا إلا تلك العقلية المنفتحة على القرآن، التي تحول المناهج إلى سلوك عملي، والشريعة إلى أحكام التزامية، والقيم والبصائر إلى واقع حي، ومراكز توجيه للبحث والدراسة والتنقيب في آيات كتاب اللّه، لكي تترجم إلى عمل.
____________________
1. الصياغة الجديدة ص 428 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|