أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-9-2020
5635
التاريخ: 14-9-2020
6250
التاريخ: 11-9-2020
4630
التاريخ: 13-9-2020
3709
|
قال تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ } [الأنبياء: 37 - 44]
{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} قيل فيه قولان (أحدهما) أن المعني بالإنسان آدم ثم إنه قيل في عجل ثلاث تأويلات منها أنه خلق بعد خلق كل شيء آخر نهار يوم الجمعة وهو آخر أيام السنة على سرعة معاجلا به غروب الشمس عن مجاهد ومنها أن معناه: في سرعة من خلقه لأنه لم يخلقه من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة كما خلق غيره وإنما أنشأه إنشاء فكأنه سبحانه نبه بذلك على الآية العجيبة في خلقه ومنها أن آدم (عليه السلام) لما خلق وجعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلان مبادرا إلى ثمار الجنة وقيل هم بالوثوب فهذا معنى قوله {من عجل} عن ابن عباس والسدي وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام).
والقول الثاني أن المعني بالإنسان الناس كلهم ثم اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن معناه خلق الإنسان عجولا أي: خلق على حب العجلة في أمره عن قتادة وأبي مسلم والجبائي قال يعني أنه يستعجل في كل شيء يشتهيه وللعرب عادة في استعمالهم هذا اللفظ عند المبالغة يقولون لمن يصفونه بكثرة النوم ما خلق إلا من نوم وبكثرة وقوع الشر منه ما خلق إلا من شر ومنه قول الخنساء في وصف البقرة
فإنما هي إقبال وإدبار (وثانيها) أنه من المقلوب والمعنى خلقت العجلة من الإنسان عن أبي عبيدة وقطرب وهذا ضعيف لأنه مع حمل كلامه تعالى على القلب يحتاج إلى تأويل فلا فائدة في القلب (وثالثها) أن العجل هو الطين عن أبي عبيدة وجماعة واستشهدوا بقول الشاعر
والنبع ينبت بين الصخر ضاحية والنخل تنبت بين الماء والعجل
ورواه ثعلب والنبع في الصخرة الصماء منبته فعلى هذا يكون كقوله وبدأ خلق الإنسان من طين (ورابعها) أن معناه خلق الإنسان من تعجيل من الأمر لأنه تعالى قال إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون عن أبي الحسن الأخفش {سأريكم آياتي} الدالة على وحدانيتي وعلى صدق محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيما يوعدكم به من العذاب {فلا تستعجلون} في حلول العذاب بكم فإنه سيدرككم عن قريب قال ابن عباس في رواية عطاء يريد به النضر ابن الحرث وهو الذي قال {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر} الآية ويريد بقوله {سأريكم آياتي} القتل يوم بدر.
{ويقولون} يعني ويقول المشركون للمسلمين {متى هذا الوعد} الذي تعدوننا يريدون وعد القيامة {إن كنتم صادقين} أي: ويقولون إن كنتم صادقين في هذا الوعد فمتى يكون ذلك ثم قال سبحانه { لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ} أي: لو علموا الوقت الذي لا يدفعون فيه عذاب النار عن وجوههم {ولا عن ظهورهم} يعني أن النار تحيط بهم من جميع جوانبهم {ولا هم ينصرون} وجواب لو محذوف وتقديره لعلموا صدق ما وعدوا به ولما استعجلوا ولا قالوا متى هذا الوعد ثم قال {بل تأتيهم} الساعة {بغتة} أي: فجاة {فتبهتهم} أي: فتحيرهم {فلا يستطيعون ردها} أي: فلا يقدرون على دفعها {ولا هم ينظرون} أي: لا يؤخرون إلى وقت آخر ولا يمهلون لتوبة أومعذرة .
لما تقدم ذكر استهزاء الكفار بالنبي والمؤمنين سلى الله سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) عند ذلك بقوله { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} كما استهزأ هؤلاء { فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي: حل بهم وبال استهزائهم وسخريتهم وقوله {منهم} يعني من الرسل قل يا محمد لهؤلاء الكفار {من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن} أي: يحفظكم من بأس الرحمن وعذابه وقيل من عوارض الآفات وهو استفهام معناه النفي تقديره لا حافظ لكم من الرحمن { بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ } أي: بل هم عن كتاب ربهم معرضون لا يؤمنون به ولا يتفكرون فيه وقيل معناه إنهم لا يلتفتون إلى شيء من المواعظ والحجج ثم قال على وجه التوبيخ لهم والتقريع { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا} تقديره أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم من عذابنا وعقوباتنا وتم الكلام ثم وصف آلهتهم بالضعف فقال {لا يستطيعون نصر أنفسهم} فكيف ينصروهم وقيل معناه إن الكفار لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا يقدرون على دفع ما ينزل بهم عن نفوسهم { وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} أي: ولا الكفار يجارون من عذابنا عن ابن عباس قال ابن قتيبة أي لا يجيرهم منا أحد لأن المجير صاحب الجار يقول العرب صحبك الله أي: حفظك الله وأجارك وقيل يصحبون أي ينصرون ويحفظون عن مجاهد وقيل لا يصحبون من الله بخير عن قتادة { بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ} في الدنيا بنعمها فلم نعاجلهم بالعقوبة { حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} أي: طالت أعمارهم فغرهم طول العمر وأسباب الدنيا حتى أتوا ما أتوا { أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} أي: أ لم ير هؤلاء الكفار أن الأرض نأتيها أمرنا فننقصها بتخريبها وبموت أهلها وقيل بموت العلماء وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال نقصانها ذهاب عالمها وقيل معناه ننقصها من أطرافها بظهور النبي على من قاتله أرضا فأرضا وقوما فقوما فيأخذهم قراهم وأرضيهم عن الحسن وقتادة ومعناه أنا ننقصها من جانب المشركين ونزيدها في جانب المسلمين {أ فهم الغالبون} أي: أ فهؤلاء الغالبون أم نحن ومعناه ليسوا بغالبين ولكنهم المغلوبون ورسول الله الغالب وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة الرعد.
___________________
1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج7،ص86-90.
{ خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ } . حذر النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) الكافرين من عاقبة الكفر ، وأنذرهم بعذاب اللَّه ان أصروا وتمردوا ، فازدادوا عتوا وطغيانا ، واستعجلوا العذاب ساخرين مستهزئين ، فقال لهم سبحانه : مهلا سترون صدق رسولي فيما وعدكم وأنذركم ، فلا تستعجلوا ما هو كائن ، فكم من مستعجل أمرا لو أتاه لضاق به ، وتمنى انه لم يأت . . وقال المفسرون ، وهم يشرحون هذه الآية : ان الإنسان عجول بطبعه وتكوينه ، تماما كما هو من لحم ودم . . ويلاحظ بأنه لو صح هذا ما وجد على ظهرها ذو روية وأناة ، بل وكان كل انسان عجولا في جميع أقواله وأفعاله بلا استثناء ، والصحيح ان نعت الإنسان بالعجول والكفور واليئوس ونحوه هو تفسير لسلوكه في بعض مواقفه ، وليس تحديدا لطبيعته وهويته . وقد بسطنا الكلام في ذلك عند تفسير الآية 9 من سورة هود ج 4 ص 213 وتفسير الآية 34 من سورة إبراهيم ص 449 من المجلد المذكور .
{ ويَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ } تقدم في الآيتين 70 و 107 من سورة الأعراف والآية 32 من سورة هود . { لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ولا عَنْ ظُهُورِهِمْ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ } . يستعجل الذين كفروا نار العذاب ، وهم أحقر وأضعف من أن يستطيعوا لها ردا أو يجدوا منها مهربا أو لهم ناصرا ، كيف وهي تغشاهم من فوقهم ومن تحتهم ومن أمامهم وخلفهم ؟
{ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها ولا هُمْ يُنْظَرُونَ } . الضمير المستتر في تأتيهم يعود إلى الساعة ، ولا ريب في إتيانها فجأة من غير إنذار لقوله تعالى : {يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ} - 63 الأحزاب} ومتى جاءت على هذه الحال وقعوا في الحيرة والدهشة ، فلا هم يملكون لها ردا ، ولا هي تمهلهم ليتدبروا أمرهم ويتوبوا إلى ربهم .
{ ولَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } . تقدم بنصه الحرفي مع التفسير في الآية 10 من الأنعام ج 3 ص 165 .
{ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ } . مهما احتاط الإنسان ، وبالغ في التحفظ من المخبآت والمفاجئات فلا ينجو منها إلا بعناية اللَّه وتوفيقه ، فكيف يحترس ويسلم من قضائه وقدره ؟ { بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ } . استهزأوا برسل اللَّه ، وأمنوا مكر اللَّه ، وأعرضوا عن ذكر اللَّه . . ولم ؟ لأنهم مترفون ، والترف في حسبانهم حصن حصين من كل نازلة وغائلة .
{ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا } فتدفع عنهم بأسنا وعذابنا ان أردنا هلاكهم واستئصالهم {لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ ولا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } . ضمير يستطيعون وما بعده يعودان إلى الآلهة ، والمعنى ان المشركين يستجيرون بالأصنام ، وهي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فكيف تملك النصر والاستجارة لغيرها . وفي تفسير الطبري ان أهل التأويل اختلفوا في معنى يصحبون ، وبعد أن نقل الأقوال اختار ان معنى يصحبون يجارون لأن العرب تقول : أنا لك جار من فلان وصاحب أي أجيرك وأمنعك منه . وهذا المعنى يتفق مع قوله تعالى : {وهُوَ يُجِيرُ ولا يُجارُ عَلَيْهِ} - 88 المؤمنون .
{ بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ }. أمهلهم اللَّه ، وأمد في حياتهم فاغتروا بالامهال ، وطغوا وبغوا ، وما دروا ان اللَّه لهم بالمرصاد ، وانه يستدرجهم من حيث لا يعلمون { أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ }. تقدم مع التفسير في الآية 42 من سورة الرعد ج 4 ص 416 .
__________________
1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 277-279.
قوله تعالى:{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} كان المشركون على كفرهم بالدعوة النبوية يستهزءون بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلما رأوه، وهو زيادة في الكفر والعتو، والاستهزاء بشيء إنما يكون بالبناء على كونه هزلا غير جد فيقابل الهزل بالهزل لكنه تعالى أخذ استهزاءهم هذا أخذ جد غير هزل فكان الاستهزاء بعد الكفر تعرضا للعذاب الإلهي بعد تعرض وهو الاستعجال بالعذاب فإنهم لا يقنعون بما جاءتهم من الآيات وهم في عافية ويطلبون آيات تجازيهم بما صنعوا، ولذلك عد سبحانه استهزاءهم بعد الكفر استعجالا برؤية الآيات وهي الآيات الملازمة للعذاب وأخبرهم أنه سيريهم إياها.
فقوله:{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} كناية عن بلوغ الإنسان في العجل كأنه خلق من عجل ولا يعرف سواه نظير ما يقال: فلان خير كله أو شر كله وخلق من خير أو من شر وهو أبلغ من قولنا، ما أعجله وما أشد استعجاله، والكلام وارد مورد التعجيب.
وفيه استهانة بأمرهم وأنه لا يعجل بعذابهم لأنهم لا يفوتونه.
وقوله:{ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ } الآية الآتية تشهد بأن المراد بإراءة الآيات تعذيبهم بنار جهنم وهي قوله لويعلم الذين كفروا حين} إلخ.
قوله تعالى:{ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} القائلون هم الذين كفروا والمخاطبون هم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنون وكان مقتضى الظاهر أن يقولوا؟ إن كنت من الصادقين لكنهم عدلوا إلى ما ترى ليضيفوا إلى تعجيز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمطالبته ما لا يقدر عليه إضلال المؤمنين به وإغراؤهم عليه والوعد هو ما اشتملت عليه الآية السابقة وتفسره الآية اللاحقة.
قوله تعالى:{ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}{لو} للتمني و{حين} مفعول يعلم على ما قيل وقوله{ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ} أي لا يدفعونها حيث تأخذهم من قدامهم ومن خلفهم وفيه إشارة إلى إحاطتها بهم.
وقوله:{ولا هم ينصرون} معطوف على ما تقدمه لرجوع معناه إلى الترديد بالمقابلة والمعنى لا يدفعون النار باستقلال من أنفسهم ولا بنصر من ينصرهم على دفعه.
والآية في موضع الجواب لسؤالهم عن الموعد، والمعنى ليت الذين كفروا يعلمون الوقت الذي لا يدفعون النار عن وجوههم ولا عن ظهورهم لا باستقلال من أنفسهم ولا هم ينصرون في دفعها.
قوله تعالى:{ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} الذي يقتضيه السياق أن فاعل تأتيهم ضمير راجع إلى النار دون الساعة كما ذهب إليه بعضهم، والجملة إضراب عن قوله في الآية السابقة:{لا يكفون} إلخ.
لا عن مقدر قبله تقديره لا تأتيهم الآيات بحسب اقتراحهم بل تأتيهم بغتة، ولا عن قوله:{لو يعلم الذين كفروا} بدعوى أنه في معنى النفي والتقدير لا يعلمون ذلك بل تأتيهم بغتة فإن هذه كلها وجوه يأبى عنها السياق.
ومعنى إتيان النار بغتة أنها تفاجئهم حيث لا يدرون من أين تأتيهم وتحيط بهم فإن ذلك لازم ما وصفه الله من أمرها بقوله:{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ:} الهمزة: 7، وقوله:{ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ:} البقرة: 24، وقوله:{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} الآية: 98 من السورة، والنار التي هذا شأنها تأخذ باطن الإنسان كظاهره على حد سواء لا كنار الدنيا حتى تتوجه من جهة إلى جهة وتأخذ الظاهر قبل الباطن والخارج قبل الداخل حتى تمهلهم بقطع مسافة أو بتدرج في عمل أو مفارقة في جهة فيحتال لدفعها بتجاف أو تجنب أو إبداء حائل أو الالتجاء إلى ركن بل هي معهم كما أن أنفسهم معهم لا تستطاع ردا إذ لا اختلاف جهة ولا تقبل مهلة إذ لا مسافة بينها وبينهم فلا تسمح لهم في نزولها عليهم إلا البهت والحيرة.
فمعنى الآية - والله أعلم - لا يدفعون النار عن وجوههم وظهورهم بل تأتيهم من حيث لا يشعرون بها ولا يدرون فتكون مباغتة لهم فلا يستطيعون ردها ولا يمهلون في إتيانها.
قوله تعالى:{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} قال في المجمع،: الفرق بين السخرية والهزء أن في السخرية معنى طلب الذلة لأن التسخير التذليل فأما الهزء فيقتضي طلب صغر القدر بما يظهر في القول.
انتهى والحيق الحلول، والمراد بما كانوا به يستهزءون، العذاب وفي الآية تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتخويف وتهديد للذين كفروا.
قوله تعالى:{ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ} الكلاءة الحفظ والمعنى أسألهم من الذي يحفظهم من الرحمن إن أراد أن يعذبهم ثم أضرب عن تأثير الموعظة والإنذار فيهم فقال:{بل هم عن ذكر ربهم} أي القرآن{معرضون} فلا يعتنون به ولا يريدون أن يصغوا إليه إذا تلوته عليهم وقيل المراد بالذكر مطلق المواعظ والحجج.
قوله تعالى:{ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} أم منقطعة والاستفهام للإنكار، وكل من{تمنعهم} و{من دوننا} صفة آلهة، والمعنى بل أسألهم أ لهم آلهة من دوننا تمنعهم منا.
وقوله:{ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ} إلخ تعليل للنفي المستفاد من الاستفهام الإنكاري ولذا جيء بالفصل والتقدير ليس لهم آلهة كذلك لأنهم لا يستطيعون نصر أنفسهم بأن ينصر بعضهم بعضا ولا هم منا يجأرون ويحفظون فكيف ينصرون عبادهم من المشركين أويجيرونهم، وذكر بعضهم أن ضمائر الجمع راجعة إلى المشركين والسياق يأباه.
قوله تعالى:{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} إلى آخر الآية هو إضراب عن مضمون الآية السابقة كما كان قوله:{ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ} إضرابا عما تقدمه والمضامين - كما ترى - متقاربة.
وقوله:{ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} غاية لدوام التمتع المدلول عليه بالجملة السابقة والتقدير بل متعنا هؤلاء المشركين وآباءهم ودام لهم التمتع حتى طال عليهم العمر فاغتروا بذلك ونسوا ذكر الله وأعرضوا عن عبادته، وكذلك كان مجتمع قريش فإنهم كانوا بعد أبيهم إسماعيل قاطنين في حرم آمن متمتعين بأنواع النعم التي تحمل إليهم حتى تسلطوا على مكة وأخرجوا جرهما منها فنسوا ما هم عليه من دين أبيهم إبراهيم وعبدوا الأصنام.
وقوله:{ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} الأنسب للسياق أن يكون المراد من نقص الأرض من أطرافها هو انقراض بعض الأمم التي تسكنها فإن لكل أمة أجلا ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون - وقد تقدمت الإشارة إلى أن المراد بطول العمر عليهم طول عمر مجتمعهم.
والمعنى: أ فلا يرون أن الأرض تنقص منها أمة بعد أمة بالانقراض بأمر الله فما ذا يمنعه أن يهلكهم أ فهم الغالبون إن أرادهم الله سبحانه بضر أو هلاك وانقراض.
وقد مر بعض الكلام في الآية في نظيرتها من سورة الرعد فراجع.
واعلم أن في هذه الآيات وجوها من الالتفات لم نتعرض لها لظهورها.
______________
1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج14،ص236-239.
خلق الإنسان من عَجَل!
ثمّ تشير إلى أمر آخر من الاُمور القبيحة لدى هذا الإنسان المتحلّل، فتقول: { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}. وبالرغم من إختلاف المفسّرين في تفسير كلمتي (إنسان) و (عجل)، ولكن من المعلوم أنّ المراد من الإنسان هنا نوع الإنسان ـ طبعاً الإنسان المتحلّل والخارج عن هداية القادة الإلهيين وحكومتهم ـ والمراد من «عجل» هي العجلة والتعجيل، كما تشهد الآيات التالية على هذا المعنى، وكما نقرأ في مكان آخر من القرآن: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } [الإسراء: 11].
إنّ تعبير { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } في الحقيقة نوع من التأكيد، أي إنّ الإنسان عجول إلى درجة كأنّه خلق من العجلة، وتشكّلت أنسجته ووجوده منها! وفي الواقع، فإنّ كثيراً من البشر العاديين هم على هذه الشاكلة، فهم عجولون في الخير وفي الشرّ، وحتّى حين يقال لهم: إذا ارتكبتم المعاصي وكفرتم سيأخذكم العذاب الإلهي، فإنّهم يقولون: فلماذا لا يأتي هذا العذاب أسرع؟!
وتضيف الآية في النهاية: { سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}.
التعبير بـ (آياتي) هنا يمكن أن يكون إشارة إلى آيات العذاب وعلاماته والبلاء الذي كان يهدّد به النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مخالفيه، ولكن هؤلاء الحمقى كانوا يقولون مراراً: فأين تلك الإبتلاءات والمصائب التي تخوّفنا بها؟ فالقرآن الكريم يقول: لا تعجلوا فلا يمضي زمن طويل حتّى تحيط بكم.
وقد يكون إشارة إلى المعجزات التي تؤيّد صدق نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي إنّكم لو صبرتم قليلا فستظهر لكم معجزات كافية.
ولا منافاة بين هذين التّفسيرين، لأنّ المشركين كانوا عجولين في كليهما، وقد أراهم الله كليهما، وإن كان التّفسير الأوّل يبدو هو الأقرب والأنسب مع الآيات التالية.
ثمّ يشير القرآن إلى إحدى مطالب اُولئك المستعجلين فيقول: وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فهؤلاء كانوا ينتظرون قيام القيامة بفارغ الصبر، وهم غافلون عن أنّ قيام القيامة يعني تعاستهم وشقاءهم المرير، ولكن ماذا يمكن فعله؟ فإنّ الإنسان العجول يعجّل حتّى في قضيّة تعاسته وفنائه؟
والتعبير بـ(إن كنتم صادقين) بصيغة الجمع مع أنّ المخاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، من أجل أنّهم أشركوا أنصاره وأتباعه الحقيقيّين في الخطاب، فكأنّهم أرادوا أن يقولوا: إنّ عدم قيام القيامة دليل على أنّكم كاذبون جميعاً.
وتجيبهم الآية التالية فتقول: { لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}.
إنّ التعبير بـ «الوجوه» و «الظهور» في الآية محلّ البحث إشارة إلى أنّ جهنّم ليست ناراً تحرقهم من جهة واحدة، بل إنّ وجوه هؤلاء وظهورهم في النّار، فكأنّهم غرقوا ودفنوا في وسط النّار!
وجملة {ولا هم ينصرون} إشارة إلى أنّ هذه الأصنام التي يظنّون أنّها ستكون شفيعة لهم وناصرة، لا تقدر على أي شيء.
ممّا يلفت النظر أنّ العقوبة الإلهيّة لا يعيّن وقتها دائماً { بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا} وحتّى إذا استمهلوا، وطلبوا التأخير على خلاف ما كانوا يستعجلون به إلى الآن، فلا يجابون { وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}.
لاحظنا في الآيات السابقة أنّ المشركين والكفّار كانوا يستهزؤون برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا دأب كلّ الجهّال المغرورين، إنّهم يأخذون الحقائق المهمّة الجديّة مأخذ الهزل والإستهزاء.
فتقول الآية الأُولى تسلية للنّبي: لست الوحيد الذي يستهزأ به { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} ولكن في النهاية نزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزؤن به { فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} وبناءً على هذا فلا تدع للغمّ والحزن إلى نفسك طريقاً، وينبغي أن لا تترك مثل أعمال الجاهلين هذه أدنى أثر في روحك الكبيرة، أو تخلّ بإرادتك الحديديّة الصلبة.
وتقول الآية التالية: قل لهم إنّ أحداً لا يدافع عنكم أمام عذاب الله في القيامة، بل وفي هذه الدنيا: { قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} أي من عذابه، فلو أنّ الله سبحانه لم يجعل السّماء ـ أي الجوّ المحيط بالأرض سقفاً محفوظاً كما مرّ في الآيات السابقة ـ لكان هذا وحده كافياً أن تتهاوى النيازك وتُمطركم الأجرام السماوية بأحجارها ليل نهار.
إنّ الله الرحمن قد أولاكم من محبّته أن جعل جنوداً متعدّدين لحفظكم وحراستكم، بحيث لو غفلوا عنكم لحظة واحدة لصبّ عليكم سيل البلاء.
ممّا يستحقّ الإنتباه أنّ كلمة «الرحمن» قد إستعملت مكان (الله) في هذه الآية، أي انظروا إلى أنفسكم كم إقترفتم من الذنوب حتّى أغضبتم الله الذي هو مصدر الرحمة العامّة؟!
ثمّ تضيف: { بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ} فلا هم يصغون إلى مواعظ الأنبياء ونصحهم، ولا تهزّ قلوبهم نعم الله وذكره، ولا يستعملون عقولهم لحظة في هذا السبيل.
ثمّ يسأل القرآن الكريم: أي شيء يعتمد عليه هؤلاء الكافرين الظالمين والمجرمين في مقابل العقوبات الإلهيّة؟ { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ}(2) فهذه الأصنام لا تستطيع أن تنقذ نفسها من العذاب، ولا تكون مصحوبة بتأييدنا ورحمتنا.
ثمّ أشارت الآية التالية إلى أحد علل تمرّد وعصيان الكافرين المهمّة، فتقول: { بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} إلاّ أنّ هذا العمر الطويل والنعم الوفيرة بدل أن تحرّك فيهم حسّ الشكر والحمد، ويطأطئوا رؤوسهم لعبودية الله، فإنّها أصبحت سبب غرورهم وطغيانهم.
ولكن ألا يرى هؤلاء أنّ هذا العالم ونعمه زائلة؟ {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}؟ فإنّ الأقوام والقبائل تأتي الواحدة تلو الاُخرى وتذهب، وليس للأفراد الصغار والكبار عمر خالد، والجميع سيصيبهم الفناء، والأقوام الذين كانوا أشدّ منهم وأقوى وأكثر تمردّاً وعصياناً أُودعوا تحت التراب، وفي ظلام القبور، وحتّى العلماء والعظماء الذين كان بهم قوام الأرض قد أغمضوا أعينهم وودّعوا الدنيا! ومع هذا الحال (أفهم الغالبون)؟
وقد إختلف المفسّرون في المراد من جملة { أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}:
1 ـ فقال بعضهم: إنّ المراد هو أنّ الله ينقص تدريجيّاً من أراضي المشركين ويضيفها على بلاد المسلمين. إلاّ أنّه بملاحظة كون هذه السورة نزلت في مكّة، ولم يكن للمسلمين تلك الفتوحات، فإنّ هذا التّفسير يبدو غير مناسب.
2 ـ وقال بعض آخر: إنّ المقصود هو خراب وإنهدام الأراضي بصورة تدريجيّة.
3 ـ وبعض يعتبرونها إشارة إلى سكّان الأرض.
4 ـ وذكر بعض أنّ المراد من أطراف الأرض هو العلماء خاصّة.
إلاّ أنّ الأنسب من كلّ ذلك، أنّ المراد من الأرض هو شعوب بلدان العالم المختلفة، والأقوام والأفراد الذين يسيرون نحو ديار العدم بصورة تدريجيّة ودائمة، ويودعون الحياة الدنيا، وبهذا فإنّه ينقص دائماً من أطراف الأرض.
وقد فسّرت هذه الآية في بعض الرّوايات التي رويت عن أهل البيت (عليهم السلام)بموت العلماء، فيقول الإمام الصادق (عليه السلام): «نقصانها ذهاب عالمها».(3)
ومن المعلوم أنّ هذه الرّوايات ـ عادةً ـ تبيّن مصاديق واضحة، لا أنّها تحصر مفهوم الآية في أفراد معينين. وبهذا فإنّ الآية تريد أن تبيّن أنّ موت الكبار والعظماء والأقوام درس وعبرة للكافرين المغرورين الجاهلين ليعلموا أنّ محاربة الله تعالى لا تنتج سوى الإندحار.
______________
1- تفسير الامثل ،ناصر مكارم الشيرازي،ج8،ص263-268.
2ـ «يصحبون» من باب الأفعال، وفي الأصل يعني أن يجعلوا شيئاً تحت تصرّفهم بعنوان المساعدة والحماية، وهو هنا يعني أنّ هذه الأصنام لا تملك الدفاع ذاتياً، ولا وضعت تحت تصرفها مثل هذه القوّة من قبل الله تعالى، ونحن نعلم أنّ أيّة قوّة دفاعية في عالم الوجود إمّا أن تنبع من ذات الشيء، أو تمنح له من قبل الله تعالى. أي أنّها إمّا ذاتية أو عرضية.
3- تفسير نور الثقلين ،ج3،ص429.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|