المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

التحول في الحشرات وانواع التحول
15-1-2016
مفهوم السائح
15-9-2020
Monophthongs and diphthongs horsES
2024-05-04
Genistein
11-6-2018
General Approach to Infectious Diseases
24-3-2016
ليزر أول أكسيد الكاربون carbon monoxide laser
11-3-2018


تفسير الآية (64-69) من سورة العنكبوت  
  
6443   04:24 مساءً   التاريخ: 3-9-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف العين / سورة العنكبوت /

قال تعالى : {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْو وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَو كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 64 - 69] .

 

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : {وما هذه الحيوة الدنيا إلا لهو ولعب} لأنها تزول كما يزول اللهو واللعب ويستمتع بها الإنسان مدة ثم تنصرم وتنقطع .

{وإن الدار الآخرة} يعني الجنة {لهي الحيوان} أي الحياة على الحقيقة لأنها الدائمة الباقية التي لا زوال لها ولا موت فيها وتقديره وإن الدار الآخرة لهي دار الحيوان أو ذات الحيوان لأن الحيوان مصدر كالنزوان والغليان فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه والمعنى أن حياة الدار الآخرة هي الحياة التي لا تنغيص فيها ولا تكدير {لو كانوا يعلمون} الفرق بين الحياة الفانية والحياة الباقية الدائمة أي لو علموا لرغبوا في الباقي وزهدوا في الفاني ولكنهم لا يعلمون .

{فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين} أخبر الله سبحانه عن حال هؤلاء الكفار فقال إنهم إذا ركبوا في السفن في البحر وهاجت به الرياح وتلاطمت به الأمواج وخافوا الهلاك أخلصوا الدعاء لله مستيقنين أنه لا يكشف السوء إلا هو وتركوا شركاءهم فلم يطلبوا منهم إنجاءهم {فلما نجيهم إلى البر إذا هم يشركون} أي فلما خلصهم إلى البر وأمنوا الهلاك عادوا إلى ما كانوا عليه من الإشراك معه في العبادة {ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون} إن جعلت اللام للأمر فمعناه التهديد أي ليجحدوا نعم الله في إنجائه إياهم وليتمتعوا بباقي عمرهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم وإن جعلتها لام كي فالمعنى أنهم يشركون ليكفروا وقد مر معناه .

{أ ولم يروا} أي أ لم يعلم هؤلاء الكفار {أنا جعلنا حرما آمنا} يأمن أهله فيه من القتل والغارة {ويتخطف الناس من حولهم} أي يقتل بعضهم بعضا فيما حولهم وهم آمنون في الحرم ذكرهم سبحانه النعمة بذلك ليذعنوا له بالطاعة وينزجروا عن عبادة غيره ثم قال مهددا لهم {أ فبالباطل يؤمنون} أي يصدقون بعبادة الأصنام وهي باطلة مضمحلة {وبنعمة الله} التي أنعم بها عليهم {يكفرون} ثم قال {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} أي لا ظالم أظلم ممن أضاف إلى الله ما لم يقله من عبادة الأصنام وغيرها {أو كذب بالحق} أي بالقرآن وقيل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) {لما جاءه أ ليس في جهنم مثوى للكافرين} هذا استفهام تقرير أي أ ما لهؤلاء الكفار المكذبين مثوى في جهنم وهذا مبالغة في إنجاز الوعيد لهم .

{والذين جاهدوا فينا} أي جاهدوا الكفار ابتغاء مرضاتنا وطاعة لنا وجاهدوا أنفسهم في هواها خوفا منا وقيل معناه اجتهدوا في عبادتنا رغبة في ثوابنا ورهبة في عقابنا {لنهدينهم سبلنا} أي لنهدينهم السبل الموصلة إلى ثوابنا عن ابن عباس وقيل لنوفقنهم لازدياد الطاعات فيزداد ثوابهم وقيل معناه والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة وقيل معناه والذين يعملون بما يعلمون لنهدينهم إلى ما لا يعلمون {وإن الله لمع المحسنين} بالنصر والمعونة في دنياهم والثواب والمغفرة في عقباهم وبالله التوفيق .

_____________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص40-41 .

 

تفسير الكاشف

- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :

 

{وما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْو ولَعِبٌ} . المراد بالدنيا هنا دنيا القصور والفجور والليالي الحمراء ، والبذخ والإسراف على حساب الضعفاء ، ودنيا المستعمرين والصهاينة صانعي الموت والمؤامرات العدوانية والانقلابات الرجعية ، ودنيا شركات الاحتكار والاستغلال والخيانة والعمالة والاتجار بالدين والوطنية ، ودنيا الصحافة المأجورة لتسميم الأفكار وتشويه الحقائق والإشاعات الكاذبة . . هذه هي دنيا العبث والفساد والشر والضلال التي يمقتها اللَّه وأعد لأهلها عذاب الحريق ، أما دنيا الطيبين والأحرار المناضلين والشرفاء الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون فهي دنيا الحق والخير والهدى والفلاح التي يحرز بها رضا اللَّه والفوز بنعيمه وجناته {وإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَو كانُوا يَعْلَمُونَ} ونفسره بقول الإمام علي (عليه السلام) : كل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ، وقوله في وصف الجنة : لا ينقطع نعيمها ، ولا يظعن مقيمها ، ولا يهرم خالدها ، ولا يبأس ساكنها .

{فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهً مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ} . قيل : ان أهل الجاهلية كانوا إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام ، فإذا اشتدت بهم الريح ألقوها فيه ، وقالوا : يا رب يا رب . وليس هذا ببعيد فقد كان بعضهم يصنع صنما من التمر ، فإذا جاع أكله . وتقدم مثله مع التفسير في الآية 22 من سورة يونس ج 4 ص 147 . ومن المفيد هنا الرجوع إلى ما كتبناه في ج 3 ص 188 فقرة : (اللَّه والفطرة) .

{لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ ولِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي ليفكروا بما أنعم اللَّه عليهم من النجاة وغيره وليتمتعوا الآن بكرمه وحلمه ، فسيرون ما يحل بهم غدا من الخزي والعذاب {أَولَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} . ضمير يروا يعود إلى مشركي مكة المكرمة الذين حاربوا رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) بقرينة قوله تعالى : {حرما آمنا} . وقد ذكرهم سبحانه بما خصهم به دون الناس من الإقامة في بلد الأمن والأمان على الأنفس والأموال ، والناس من حولهم في قلق وخوف على حياتهم وأشيائهم . وتقدم مثله في الآية 125 من سورة البقرة والآية 97 من سورة آل عمران ، والآية 57 من سورة القصص {أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} . كل من خضع للباطل ، ورضي بغير الحق طمعا في الدنيا وحطامها فهومن الذين آمنوا بالباطل وكفروا بفضل اللَّه وإحسانه .

{والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وإِنَّ اللَّهً لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} . للجهاد في اللَّه مظاهر ، منها طلب العلم للَّه ، وطلب العيش بكد اليمين ، ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأفضلها جميعا الجهاد لتطهير الأرض من الظالمين والمفسدين . .

واللَّه سبحانه يهدي إلى الحق والرشد كل من أخلص في نيته ، وأحسن في عمله ، ولا يهدي من هو مسرف كذاب .

______________

1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص 126-127 .

 

تفسير الميزان

- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قوله تعالى : {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} اللهو ما يلهيك ويشغلك عما يهمك فالحياة الدنيا من اللهو لأنها تلهي الإنسان وتشغله بزينتها المزوقة الفانية عن الحياة الخالدة الباقية .

واللعب فعل أو أفعال منتظمة انتظاما خياليا لغاية خيالية كملاعب الصبيان والحياة الدنيا لعب لأنها فانية سريعة البطلان كلعب الصبيان يجتمعون عليه ويتولعون به ساعة ثم يتفرقون وسرعان ما يتفرقون .

على أن عامة المقاصد التي يتنافس فيها المتنافسون ويتكالب عليه الظالمون أمور وهمية سرابية كالأموال والأزواج والبنين وأنواع التقدم والتصدر والرئاسة والمولوية والخدم والأنصار وغيرها فالإنسان لا يملك شيئا منها إلا في ظرف الوهم والخيال .

وأما الحياة الآخرة التي يعيش فيها الإنسان بكماله الواقعي الذي اكتسبه بإيمانه وعمله الصالح فهي المهمة التي لا لهوفي الاشتغال بها والجد الذي لا لعب فيها ولا لغو ولا تأثيم ، والبقاء الذي لا فناء معه ، واللذة التي لا ألم ، عندها والسعادة التي لا شقاء دونها ، فهي الحياة بحقيقة معنى الكلمة .

وهذا معنى قوله سبحانه : {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} .

وفي الآية - كما ترى - قصر الحياة الدنيا في اللهو واللعب والإشارة إليها بهذه المفيدة للتحقير وقصر الحياة الآخرة في الحيوان وهو الحياة وتأكيده بأدوات التأكيد كان واللام وضمير الفصل والجملة الاسمية .

وقوله : {لو كانوا يعلمون} أي لو كانوا يعلمون لعلموا أن الأمر كما وصفنا .

قوله تعالى : {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} تفريع على ما تحصل من الآيات السابقة من شأنهم وهو أنهم يؤفكون وأن كثيرا منهم لا يعقلون أي لما كانوا يؤفكون ويصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره وأكثرهم لا يعقلون ويناقضون أنفسهم بالاعتراف والجحد فإذا ركبوا (الخ) .

والركوب الاستعلاء بالجلوس على الشيء المتحرك وهو متعد بنفسه وتعديته في الآية بفي لتضمنه معنى الاستقرار أو ما يشبهه ، والمعنى : فإذا ركبوا مستقرين في الفلك أو استقروا في الفلك راكبين ، ومعنى الآية ظاهر وهي تحكي عنهم تناقضا آخر وكفرانا للنعمة .

قوله تعالى : {ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون} اللام في {ليكفروا} و{ليتمتعوا} لام الأمر وأمر الآمر بما لا يرتضيه تهديد وإنذار كقولك لمن تهدده : {افعل ما شئت} ، قال تعالى : {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت : 40] .

واحتمل كون اللام للغاية ، والمعنى : أنهم يأتون بهذه الأعمال لتنتهي بهم إلى كفران النعمة التي آتيناهم وإلى التمتع ، وأول الوجهين أوفق لقوله في ذيل الآية : {فسوف يعلمون} ، ويؤيده قوله في موضع آخر : {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [النحل : 55] ، ولذا قرأه من قرأ {وليتمتعوا} بسكون اللام إذ لا يسكن غير لام الأمر .

قوله تعالى : {أ ولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم} الحرم الأمن هو مكة وما حولها وقد جعله الله مأمنا بدعاء إبراهيم (عليه السلام) والتخطف كالخطف استلاب الشيء بسرعة واختلاسه وقد كانت العرب يومئذ تعيش في التغاور والتناهب ولا يزالون يغير بعضهم على بعض بالقتل والسبي والنهب لكنهم يحترمون الحرم ولا يتعرضون لمن أقام بها فيها .

والمعنى : أ ولم ينظروا أنا جعلنا حرما آمنا لا يتعرض لمن فيه بقتل أو سبي أو نهب والحال أن الناس يختلسون من حولهم خارج الحرم .

وقوله : {أ فبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون} توبيخ آخر لهم حيث يقابلون هذه النعمة وهي نعمة عظيمة بالكفران لكنهم يؤمنون بالأصنام وهي باطلة ليس لها إلا الاسم .

قوله تعالى : {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أ ليس في جهنم مثوى للكافرين} تهديد لهم بالنار بتوسيمهم بأشد الظلم وأعظمه وهو افتراء الكذب على الله بالقول بالآلهة وأن الله اتخذهم شركاء لنفسه ، وتكذيب الإنسان بالحق لما جاءه والوصفان جميعا موجودان فيهم فقد عبدوا الأصنام وكذبوا بالقرآن لما جاءهم فهم كافرون ومثوى الكافرين ومحل إقامتهم في الآخرة جهنم .

قوله تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} الجهد الوسع والطاقة والمجاهدة استفراغ الوسع في مدافعة العدو والجهاد ثلاثة أضرب : مجاهدة العدو الظاهر ، ومجاهدة الشيطان ، ومجاهدة النفس كذا ذكره الراغب .

وقوله : {جاهدوا فينا} أي استقر جهادهم فينا وهو استعارة كنائية عن كون جهده مبذولا فيما يتعلق به تعالى من اعتقاد عمل ، فلا ينصرف عن الإيمان به والائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه بصارف يصرفه .

وقوله : {لنهدينهم سبلنا} أثبت لنفسه سبلا وهي أيا ما كانت تنتهي إليه تعالى فإنما السبيل سبيل لتأديته إلى ذي السبيل وهو غايتها فسبله هي الطرق المقربة منه والهادية إليه تعالى ، وإذ كانت نفس المجاهدة من الهداية كانت الهداية إلى السبل هداية على هداية فتنطبق على مثل قوله تعالى : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد : 17] .

ومما تقدم يظهر أن لا حاجة في قوله : {فينا} إلى تقدير مضاف كشأن والتقدير في شأننا .

وقوله : {وإن الله لمع المحسنين} قيل أي معية النصرة والمعونة وتقدم الجهاد المحتاج إليهما قرينة قوية على إرادة ذلك .

انتهى .

وهو وجه حسن وأحسن منه أن يفسر بمعية الرحمة والعناية فيشمل معية النصرة والمعونة وغيرهما من أقسام العنايات التي له سبحانه بالمحسنين من عباده لكمال عنايته بهم وشمول رحمته لهم ، وهذه المعية أخص من معية الوجود الذي ينبىء عنه قوله تعالى : {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد : 4] .

وقد تقدمت الإشارة إلى أن الآية خاتمة للسورة منعطفة على فاتحتها .

________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج16 ، ص121-123 .

 

تفسير الامثل

- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

يبيّن الله تعالى في الآية الاولى كيفية الحياة الدنيا قياساً إلى الحياة الأُخرى الخالدة ، في عبارة موجزة ومليئة بالمعاني ، فيقول : {وما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} .

كم هو تعبير بليغ وبديع ! لأنّ «اللهو» معناه الإنشغال . . أوكل عمل يصرف الإنسان إليه ويشغله عن مسائل الحياة الأساسية .

أمّا «اللعب» فيطلق على الأعمال التي فيها نوع من النظم الخيالي ، والهدف الخيالي أيضاً ، ففي اللعب يكون أحد اللاعبين ملكاً ، والآخر وزيراً ، والثّالث قائداً للجيش ، والرابع ـ السارق أو «الحرامي» ، والخامس يمثل القافلة وهكذا ، وبعد انتهاء اللعب المؤقت يعود كل شيء إلى مكانته ، وكأن المسألة لا تعدوا طيفاً . . أو خيالا . . فلا أثر ولا خبر .

فالقرآن في هذا الصدد يشرح حال الدنيا وحال الآخرة ، مبيناً أن الحياة الدنيا هي نوع من الإنشغال واللعب يجتمع الناس فيها وينشدّون إلى تصورات قلوبهم وأنفسهم ، وبعد أيّام يتفرقون ويختفون تحت التراب ، ثمّ يطوى كل شيء ويغدو في سلة النسيان .

أمّا الحياة الحقيقية التي الافناء بعدها ، ولا ألم فيها ، ولا قلق ولا خوف ولا تضاد ولا تزاحم ، فهي الحياة الآخرة فحسب . . . لوكان الإنسان يعرف ذلك ، وكان أهلا للتدقيق والتحقيق !

أمّا الذين تعلقت قلوبهم بهذه الحياة ، وفتنوا برزقها وزخرفها وزبرجها ، ويأنسون بها ، فهم أطفال لا غير وإن امتدت أعمارهم سنين طويلة .

وينبغي الإلتفات إلى أنّ المراد من «الحيوان» على زنة «خفقان» هو الحياة ، فهذه الكلمة تحمل معنى مصدرياً (2) . .

وهذا التعبير {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} إشارة إلى أن الحياة الحقيقية هي في الأخرى ، لا في هذه الدار الدنيا ـ فكأنّ الحياة في الأُخرى تفور من جميع أبعادها ، ولا شيء هناك إلاّ الحياة .

وبديهي أن القرآن لا يريد أن ينسى وينفي مواهب الله في هذه الدار الدنيا ، بل يريد أن يجسد قيمة هذه الدنيا بالقياس إلى الأُخرى قياساً صريحاً وواضحاً . . . وإضافةً إلى كل ذلك فإنّه ينذر الإنسان لئلا يكون أسيراً لهذه المواهب ، بل ينبغي أن يكون أميراً عليها ، ولا يؤثرها على القيم الأصيلة أبداً .

وفي المرحلة الثّالثة . . . يتجه القرآن نحو الفطرة والجبلّة الإنسانية ، ونحو تجلّي نور التوحيد في أشدّ الأزمات في أعماق روح الإنسان ، وضمن مثال بديع جدّاً وبليغ فيقول : {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يشركون} .

أجل ، إنّ الشدائد والازمات هي التي تهيء الارضية لتفتح الإجتماعية «الفطرة» الإنسانية ، لأنّ نور التوحيد مخفي في أرواح الناس جميعاً ، إلاّ أن الآداب والمسائل الخرافية والتربية الخاطئة والتلقينات السيئة تلقي عليه ظلالا وأستاراً ، ولكن حين تحدق بالإنسان الشدائد وتحيط به دوّامات المشاكل ، ويرى يده قاصرة عن الأسباب الظاهرية ، يتجه بدون اختياره إلى عالم ما وراء الطبيعة ، ويخلص قلبه من كل نوع من أنواع الشرك والكفر ، وينصهر في تنور الحوادث ، ويكون مصداقاً لقوله تعالى : {مخلصين له الدين} .

وملخص الكلام : إنّه توجد في داخل قلب الإنسان دائماً نقطة نورانية ، وهي خطّ ارتباطه بما وراء عالم الطبيعة ، وأقرب طريق إلى الله .

إلاّ أنّ التعليمات الخاطئة والغفلة والغرور ـ وخاصة عند السلامة ووفور النعمة ـ تلقي عليها أستاراً ، غير أن طوفان الحوادث يزيل هذه الأستار ، وتتجلى نقطة النور آنذاك .

وعلى هذا ، فإنّ أئمّة المسلمين العظام كانوا يرشدون المترددين في مسألة «معرفة الله» ويغرقون في الشك والحيرة . . بهذا الأمر .

وقصّة الرجل المتحيّر المبتلى بالشك في معرفة الله ، والذي أرشده الإمام الصادق(عليه السلام) عن طريق الفطرة والوجدان ، سمعناها جميعاً إذ قال : يابن رسول الله ، دلّني على الله ما هو ؟! فقد أكثر علي المجادلون وحيّروني !

فقال له الإمام (عليه السلام) : «يا عبدالله ، هل ركبت سفينة قطّ ؟

قال : نعم .

قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟!

قال : نعم!

قال : فهل تعلّق قلبك هنالك أن شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟!

قال : نعم .

قال الصادق (عليه السلام) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث» . (3)

وفي آخر آية ـ من الآيات محل البحث ـ وبعد ذكر جميع هذه الدلائل على التوحيد وعبادة الله ، يواجه القرآن المشركين والكفار بتهديد شديد فيقول : إن هؤلاء أنكروا آياتنا وكفروا بما رزقناهم من النعم فليتمتعوا بها أيّاماً قلائل : {ليكفروا بما آتيناهم فسوف يعلمون} عاقبة كفرهم وشركهم إلى أين ستبلغ بهم؟ وأي ابتلاء ومصير مشؤوم سيقعون فيه ؟!

وبالرغم من أنّ ظاهر الآية هنا هو الأمر بالكفر وإنكار آيات الله . . .إلاّ أن من البديهي أنّ المراد منه التهديد . . . وهذا تماماً ينطبق مثلا على ما لوقلنا لمذنب جان : افعل ما بدا لك من إجرام ، إلاّ أنّك سرعان ما تذوق مرارة عملك؟

ففي مثل هذه العبارات ، وإن استعملت صيغة الأمر فيها ، إلاّ أنّ الهدف من ورائها هو التهديد وليس الطلب .

والطريف أن جملة {فسوف يعلمون} جاءت بصورة مطلقة ، فهي لا تقول : أي شيء يعلمون . . . بل تقول : سيعلمون عاجلا ، هذا هو معنى {فسوف يعلمون} .

إطلاق الكلام هذا ليكون مفهومه واسعاً ولا يتحدد ذهن السامع بأي شيء فنتيجة الأعمال السيئة هي عذاب الله ، الإفتضاح في الدارين ، وكل أنواع الشقاء وسوء العاقبة ! .

 

وقوله تعالى : {أَولَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ءَامِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَو كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّآ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَفِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

 

أشارت الآيات ـ التي سبق ذكرها ـ إلى بعض الحجج الواهية للمشركين ، وهي أنّنا نخاف على حياتنا إذا أظهرنا الإيمان ثمّ هاجرنا معك يا رسول الله ، وقد ردّ عليها القرآن بطرق مختلفة .

وفي الآيات ـ محل البحث ـ يردّ القرآن عليهم بطريق آخر فيقول : {أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً} أي أرض مكّة المكرمة .

في حين أن العرب كانوا يعيشون في حالة غير آمنة خارج مكّة ، وكانت قبائلهم مشغولة بالنهب والسلب والغارات ، إلاّ أن هذه الأرض باقية على أمنها {ويُتخطف الناس من حولهم} .

فالله المقتدر على أن يجعل في هذا البحر المتلاطم والطوفان المحدق بأرض الحجاز «من الفتن» حَرَم مكّة كالجزيرة الهادئة الآمنة وسط البحر . كيف لا يمكنه أن يحفظهم من أعدائهم ؟! وكيف يخافون الناس الضعاف قبال قدرة الله العظيمة جلّ وعلا ؟ {أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون} .

وملخص الكلام ، إنّ الله القادر على أن يجعل في أرض مضطربة في وسط جماعة من الناس أنصاف وحشيين منطقة صغيرة آمنة ، فكيف لا يقدر على حفظ جماعة المؤمنين القلائل بين جماعات كثيرة من الكفار .

وبعد ذكر هذا الدليل الواضح ينتهي القرآن الى هذه النتيجة في الآية التالية {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذّب بالحق لما جاءه} .

لقد قدمنا دلائل واضحة لكم على أنّه لا شيء أحق بالعبادة وأحرى بها من الله ، لكنّكم كذبتم على الله ، وصنعتم له شركاء بأيديكم ، وتدعون أن هذا هو منهج إلهي .

ومن جهة أُخرى ، فإنّ القرآن الذي أنزلناه عليكم فيه دلائل الحق لائحة واضحة ، إلاّ أنّكم لم تكترثوا به ، وألقيتموه وراءكم ظهرياً! فهل يتصور ظلم أشدّ من هذا ؟! لقد ظلمتم أنفسكم وظلمتم الناس جميعاً ، لأنّ الشرك ظلم عظيم .

وبتعبير آخر : هل الظلم بمعناه الوسيع إلاّ الإنحراف وإخراج الشيء عن محلّه الجدير به ، وهل يرى أسوأ من أن يعدّ الإنسان حفنة من الأحجار المصنوعة التي لا قيمة لها أو الخشب المصنوع شركاء للخالق سبحانه الذي خلق السماوات والأرض .

إضافة إلى ذلك فإنّ الشرك مصدر جميع المفاسد الإجتماعية ، وفي الواقع إن المظالم الأُخرى تسترفد منه ، عبادة الهوى ، عبادة المقام ، عبادة الدنيا ، كل منها نوع من الشرك .

ولكن اعلموا أنّ عاقبة الشؤم والخزي للمشركين {أليس في جهنم مثوى للكافرين} .

من الجدير ذكره أنّ في القرآن الكريم 15 مورداً عبّر فيها القرآن عن بعض الأفراد بأنّهم الأظلم ، وجميع هذه الموارد بدأت بجملة استفهامية {ومن أظلم} طبعاً الإستفهام هنا استنكاري .

والتدقيق في هذه الآيات يدل على أنّ الآيات المذكورة وإن عالجت مسائل متنوعة ، إلاّ أنّها جميعاً تعود إلى الشرك ، فعلى هذا لا تضاد بينها أبداً . «لمزيد الإيضاح يراجع تفسير الآية (21) من سورة الأنعام» .

وآخر آية ـ من الآيات محل البحث ـ وهي في الوقت ذاته آخر آية سورة العنكبوت ، تبيّن واقعاً مهماً ، وهي عصارة جميع هذه السورة ، وتنسجم مع بدايتها . 

تقول الآية . . بالرغم من أن المشاكل المتعددة تحيط بطريق المسير إلى الله ، من قبيل مشكلة معرفة الحق ، ومشكلة وساوس الشياطين من الإنس والجن ، ومشكلة عناد الأعداء الألداء الظالمين الذين لا يرحمون ، ومشكلة الانحرافات الإحتمالية ، لكن هنا حقيقة ثابتة ، وهي أن الله يمنحكم القوّة والإطمئنان قبال المشاكل ويدافع عنكم ، تقول الآية : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} .

وفي معنى «الجهاد» هنا والمراد منه احتمالات متعددة . أهو جهاد الأعداء؟ أم جهاد النفس؟ أم الجهاد في سبيل معرفة الله عن الطرق العلمية ؟

للمفسّرين آراء في هذا المجال .

وكذلك في معنى «فينا» الذي ورد تعبيره في الآية ، هل المراد منه في سبيل الله؟! أم في سبيل الجهاد للنفس ، أم في سبيل العبادة ، أم مواجهة الأعداء ؟

ولكن من الواضح أنّ التعبير بالجهاد له معنى واسع مطلق ، ومثله التعبير بكلمة «فينا» فالتعبير يشمل كل سعي وجهاد في سبيل الله ومن أجله ، وللوصول إلى الأهداف الإلهية ، كل ذلك يصدق عليه {جاهدوا فينا} سواءٌ كان في سبيل كسب المعرفة! أو جهاد النفس ، أو مواجهة الأعداء ، أو الصبر على الطاعة ، أو الصبر على المعصية ، أوفي إعانة الضعفاء ، أوفي الإقدام على أي عمل حسن وصالح !

ويتّضح ممّا قلناه ضمناً أنّ المراد بـ «السبل» الطرق المتعددة التي تنتهي إلى الله ، سبيل جهاد النفس ، سبيل جهاد الأعداء ، سبيل العلم والثقافة . والخلاصة ، فإن الجهاد في كل طريق من هذه الطرق والسبل سبب لهداية المسير المنتهي إلى الله .

وهذا وعدٌ وعده الله لجميع المجاهدين في سبيله ، وأكده بأنواع التأكيدات كـ «لام التأكيد والنون الثقيلة» وجعل التوفيق والإنتصار والرقي في محور شيئين هما «الجهاد» و«خلوص النية» .

ويعتقد جماعة من الفلاسفة أنّ التفكر والمطالعة لا يوجدان العلم ، بل يهيآن روح الإنسان لقبول صور المعقولات ، وحين تتهيأ الروح الإنسانية للقبول يتنزّل «الفيض» من قبل الخالق المتعال وواهب الصور بالعلم و«الحكمة» .

فعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يجاهد في هذا الطريق ، إلاّ أن الهداية بيد الله تعالى .

وما ورد في الحديث أنّه «ليس العلم بكثرة التعلم والتعليم ، بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء» ، فلعله إشارة إلى هذا المعنى أيضاً .

_______________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج10 ، ص101-109 .

2 ـ أصل الكلمة مشتق من «حيي» ومصدرها «حييان» ثمّ أبدلت الياء الثّانية واواً فصارت حيوان .

3 ـ بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 41»الطبعة الجديدة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .