المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المرأَة في رحاب العلم  
  
2973   01:15 صباحاً   التاريخ: 31-8-2020
المؤلف : السّيدة مريم نور الدّين فضل الله
الكتاب أو المصدر : المرأة في ظلّ الإسلام
الجزء والصفحة : ص ٨٥ –٩١
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2018 2669
التاريخ: 4-9-2020 2921
التاريخ: 29-6-2022 2220
التاريخ: 19-1-2016 8037

لنلقي نظرة شاملة على الوضع الحاضر للمرأة في زماننا هذا ونتساءل ... هل ان الحجاب الذي فرضه الدين الإسلامي على المرأة المسلمة منع من تطورها أو سيرها في مضمار المدنية؟

وهل ان الحجاب منعها من العلم والتعلم ... والسير قدماً نحو الكمال؟

أو منعها من ان تكون المرأة الفاضلة المهذبة الراقية ، ربة البيت وسيدة المجتمع كما يتقول ذلك دعاة الخلاعة والسفور ، الذين اعمى بصيرتهم الجهل وقتلهم الغرور.

لقد رفع الاسلام من مستوى المرأة... ، وجعل فيها من النشاط والإقدام ما هيأها للمسير على طريق الهدى والكرامة ، ونحو المثل العليا ، مرتكزة على أساس دينها القويم ، ومعتمدة على إيمانها العظيم.

فالحجاب لم يمنع الفتاة المسلمة من إرتشاف العلم ، ولم يقف حجر عثرة في يوم من الأيام في سبيل تعليمها... وتهذيبها.

ولقد صدق الشاعر الازري حيث يقول :

ليس الحجاب بمانع تعليمها       فالعلم لم يُرفع على الازياء

أو لم يسع تعليمهن بغير ان       يملأن بالأعطاف عين الرائي

لقد احسن الشاعر الازري إلى المرأة وأدرك الحقيقة ونطق بالصواب ، حيث ان الحجاب لم يمنع المرأة من إرتشاف العلم والمعرفة ، وكان نصير الحق على عكس ما قاله : عدو المرأة أبو العلاء المعري في شعره ، حيث انه يريد للمرأة ، ان تبقى متخبطة في دياجير الجهل.

قال أبو العلاء المعري :

علموهن الغزل والنسج والرون        وخلوا كتابة وقراءة

فصلاة الفتاة بالحمد والاخلاص         تغني عن يونس وبراءة

لقد تعصب أبو العلاء المعري وجار بحكمه على المرأة ، وغاب عن فكره ان الفتاة المتعلمة ، تزهو بحسن اخلاقها ، وتهذيبها ، وتستغنى بعلمها وثقافتها ، عن أرفع الجواهر ولو أن ملبسها بسيطاً من القماش كما قيل :

زيني النفس بعلم                    وعفاف وأدب

ولتكن هذه الدراري      عقد زينات العرب

فجمال الجسم يغني       مثلما تغني الزهور

وجمال النفس يبقى       زاهراً مر الدهور

تأثير العلم على المرأة :

الفتاة المتعلمة ، تسمو بعلمها وأدبها ، وان كان ملبسها بسيطاً كما قالت عائشة التيمورية :

ان العلوم لأصل الفخر جوهرة           يسمو بها قدر الوضيع ويشرف

فوجودها في درج مهجة فاضل           من حازها بين الأنام مشرف

لقد اهتم الدين الإسلامي بالنواحي الاجتماعية ، وحرض المسلمين على العمل طبق ما تقتضيه الشريعة السمحاء ، ونهى عن كل ما يفسد الأخلاق ، وحث على السير نحو المثل العليا ، في مقدمتها طلب العلم ، كما ورد ( اطلب العلم ولو في الصين ). ولم يحرم المرأة من هذا المورد العذب الذي ينعش الروح ويهذب النفس ( اكسير الحياة ) بل أباح لها ان تنهل من مورد العلم ما ينعش نفسها وخلقها ، ويجعلها في المستوى الذي تحمد عقباه. فالفتاة المتعلمة ، الكاملة المهذبة ، تعرف كيف تشق طريقها في خضم الحياة الصاخب بعكس الفتاة الفقيرة إلى العلم ، الخالية الوفاض من الثقافة.

ان المصابيح ان افعمتها دسماً     أهدت لوامعها في كل مقتبس

وان خلا زيتها جفت فتائلها       اين الضياء لخيط غير منغمس

فبالعلم المتوج بالدين ، والثقافة المحاطة بالأدب والتهذيب تتمكن المرأة من إدارة مملكتها الصغيرة ، وتنشئة أولادها على الاخلاق الفاضلة وتخدم قومها وبلادها حين تخرج إلى عالم الوجود شعباً حياً يعيش الحياة المثلى.

ولا ننسى ان المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم باسره بيسارها إذ ان تربية الناشئة مهمة جليلة ، في غاية الصعوبة. فالوليد الصغير ابن المدرسة الأولى وهي الأم كما قيل :

الأم مدرسة إذا أعددتها             اعددت شعباً طيب الاعراق

الأم استاذ الاساتذة الأولى         شغلت مآثرها مدى الآفاق

الأم روض ان تعهده الحيا         بالريّ أورق ايما ايراق

الحجاب والعلم :

الحجاب هو ستار شرف وعفاف ، يصون المرأة ولا يمنعها من العلم والرقي وما يضير الفتاة المسلمة ، ان تتحجب الحجاب الشرعي ، وتتلقى من العلوم ما شاءت وكيف شاءت.

والرسول الكريم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم) ، حث على طلب العلم بقوله كما ورد في الحديث الشريف ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ).

وعلى هذا لم يمنع الاسلام الفتاة من أن تتلقى العلوم وتتزود بالمعرفة ـ ولم يمنع الحجاب المسلمة من أن تذهب إلى المدرسة ، وقد غطت رأسها ، وسترت جسمها بالحجاب الشرعي المحتشم ، تذهب إلى حيث تريد بدون تبذل واستهتار ترشف مناهل العلم وتنير بصيرتها بنور المعرفة.

ومما لا شك فيه ، ان كل عالم ومدرك ، يوافقني على وجوب توعية الفتاة وتهذيبها ، وتعليمها وتثقيفها حتى لا تبقى جاهلة بعيدة عن الإدراك بنتائج الأحوال وعواقب الأمور.

يأخذ العجب والغرور ، فلا ترى إلا الانشغال بنفسها وزينتها وتستعين على إظهار جمالها ، بزخرف المعادن والأحجار ، وتتخيل انها زادت بسطة في الحسن ... ورفعة في الجاه.

وكما قالت السيدة عائشة التيمورية تصف إحدى الجاهلات :

قد زينت بالدر غرة جبهة           وتوشحت بخمار جهل أسود

وتطوقت بالعقد يبهج جيدها         والجهل يطمس كل فضل امجد (١)

وقال آخر :

ما العز لبسك أثواب فخرت بها      والجهل من تحتها ضاف على الجسد

لا يخفى على كل ذي عقل ولب أن العلم ضروري للفتاة ، لأنه لا تصلح العائلات إلا بتعليم وتهذيب البنات ، وتثقيفهن وتربيتهن على العفة والفضيلة.

وبما ان الأم هي المدرسة الأولى كما أسلفنا ، وهي المعلم الأول يجب عليها أن تكون على جانب من العلم والثقافة والتهذيب حتى يتسنى لها أن توجه أولادها نحو الفضيلة والكمال ، بعكس المرأة الجاهلة التي يكون ضررها على المجتمع وخيماً ورحم الله شوقي حيث يقول :

وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة             جاءت على يده البصائر حولاً

وإذا اتى الإرشاد من سبب الهوى        ومن الغرور فسمه التضليلا

وإذا أصيب القوم في اخلاقهم             فاقم عليهم مأتماً وعويلاً

ولكن أكثر فتيات العصر الحاضر الجاهلات ، ليس لهن من هم سوى حب الظهور ، والتفاخر بالمال والجاه ، وقد غاب عنهن ان أحسن حلية هي حلية الأدب ، وأفضل رصيد هو رصيد العلم ، واجمل مزية هي حسن الخلق ، واعظم ذخيرة ... ذخيرة العمل الصالح.

وما أحسن قول الشاعرة السيدة عائشة التيمورية :

بيد العفاف اصون عز حجابي            وبعصمتي اسمو على اترابي

وبفكرة وقادة وقريحة                      نقادة قد كملت آدابي

ولقد نظمت الشعر سيمة معشر           قبلي ذوات الخدر والاحساب

الى أن تقول :

فجعلت مرآتي جبين دفاتر               وجعلت من نقش المداد خضابي

كم زخرفت وجنات طرسي انملي       بعذار خط او اهاب شبابي

ولكم اضا شمع الذكا وتضوعت              بعبير قولي روضة الاحباب

الى ان تقول :

ما ضرني أدبي وحسن تعلمي               الا بكوني زهرة الالباب

ما ساءني خدري وعقد عصابتي            وطراز ثوبي واعتزاز رحابي

ما عاقني خجلي عن العليا ولا               سدل الخمار بلمتي ونقابي

عن طي مضمار الرهان اذا اشتكت       صعب السباق مطامع الركاب

بل صولتي في راحتي وتفرسي            في حسن ما اسعى لخير مآب

وقال آخر :

العلم يغرس كل فضل فاجتهد              إلا يفوتك فضل ذاك المغرس

واعلم بان العلم ليس يناله                  من همه في مطعم او ملبس

فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً              واهجر له طيب الرقاد واعبس

فلعل يوماً ان حضرت بمجلس            كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس

وقال آخر :

علموا الفتيان طراً والبنات                  يدركوا من علمهم معنى الحياة

علموهم ان قدر المكرمات                   فاق ما بين الورى قدر النسب

وقال آخر :

ان البنات الناشئآت                           سيصرن يوماً امهات

فاذا نشأن على التقى                          والعلم كن الكاملات

هن الدعائم للبيوت                             وحفظ ركن العائلات

__________________

(١) الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ـ زينب فواز.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.