المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
آثار رعمسيس السادس في طيبة
2024-11-28
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28

استحباب كون المؤذن متطهرا
1-12-2015
نـشر صـفحـة الويـب
24-7-2022
FRANCK HERTZ EXPERIMENT
8-3-2016
القرآن يتحدث عن بدر
17-5-2017
من مصادر مستدرك الوسائل / كتاب (التمحيص).
2024-01-16
Pocklington,s Theorem
2-9-2020


أسباب سقوط الحكم الأموي  
  
3699   03:09 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص332-335.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

 سقوط الحكم الأموي كان في عهد الإمام الصادق (عليه السَّلام) ، لهذا ارتأينا من المناسب أن نستعرض أسبابه بشكل موجز: فقد أظهر الخلفاء الأمويون الكثير من البدع والفساد والانحراف في حكمهم وسياستهم ممّا أدى إلى إثارة غضب الناس وانتهى إلى ثورة المسلمين وسقوط حكمهم، وأمّا الذي أثار غضب الناس وكراهيتهم فهو:

1.    انّه منذ عهد معاوية فصاعداً تحول نظام الحكم الإسلامي إلى نظام ديكتاتوري واستبدادي وراثي وفردي.

2.    ان دخل الدولة الذي كان ينبغي أن يصرف في الأُمور والأعمال العامة والغنائم الحربية والفيء الذي هو للمجاهدين استولت الحكومة على كلّ ذلك وصرفتها على مجالس لهوها وقصورها وزخرفتها وبذخها ولذّاتها.

3. تفشّي الاعتقالات والتنكيل والمذابح والمجازر العامة أحياناً.

4. ومع أنّ الفقه الشيعي قبل قيام الحكم الأموي كان مهملاً وأئمّة الشيعة الذين كانوا على علم واسع بالأحكام الإسلامية لم يعرفوا كمراجع الأحكام الدينية غير انّ المعايير الدينية والفقهية الرسمية والسائدة كانت تراعى في الظاهر.

وعلى سبيل المثال عندما كانوا يريدون الحصول على حكم مسألة ما فانّهم يرجعون إلى القرآن و سنّة النبي في البداية، فإذا لم يحصلوا عليه فيهما رجعوا إلى الصحابة من المهاجرين والأنصار ويسألونهم هل سمعوا حديثاً عن النبي في ذلك أو لا؟ وإذا لم يحصلوا على دليل الحكم بعد كلّ هذا البحث والفحص كان الذين لهم حظّ من الفقه يحددون الحكم الشرعي باجتهادهم بشرط أن لا يخالف ذلك ظاهر القرآن والسنّة بشكل كامل ؛ ولكنّ الخلفاء الأمويين ما كانوا يرون بأساً في أن يصدروا حكماً يخالف القرآن وسنّة النبي كما ألحق معاوية زياد الابن الغير الشرعي لأبي سفيان بنسبه واعتبره أخاً له خلافاً لما صرّح به حديث النبي.

5. قد حدد الفقه الإسلامي أحكاماً جزائية للمجرمين تعرف بالحدود والديات ؛ والمجرم يجب أن يلقى جزاءه وفقاً لها غير انّنا لا نجد أي تناسب بين الجريمة والجزاء المقرر لها في عصر الأمويين وغالباً ما كانت الأحكام الجزائية منوطة برأي الحاكم إن شاء عفا عن المجرم أو شاء قتل بريئاً وكان يحدث أحياناً أن يحكموا على الناس بأكثر ممّا قرره الشارع!

6. وبالرغم من انّه قد نشأ فقهاء كبار في المجتمع الإسلامي ولكن لم يكن هناك من يعير لكلامهم أي أهمية، ولو انّ فقيهاً أفتى بحكم يخالف مصلحة الحاكم كانت حياته عرضة للخطر، ولهذا تعطّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللّذين هما من فروع الدين المهمة ولم يكن هناك من يجرأ على نهي الخليفة عمّا يقوم به من العمل القبيح.

7. انتهكت حرمة الشعائر والمظاهر الإسلامية، وسمحوا أن يهان كلّ ما هو مقدس في عين المسلمين، كما هدموا الكعبة والمسجد الحرام وانتهكوا حرمة ضريح النبي ومنبره ومسجده واستباحوا المدينة قتلاً و تنكيلاً ثلاثة أيام.

8. قتلوا أولاد النبي بشكل جماعي لأوّل مرة في الإسلام، وأخذوا نساء وبنات أهل بيته سبايا يجولون بهن المدن.

9. ظهور نظم الشعر للمدح الذي كان من مظاهر الجاهلية وعدّ مذموماً في عهد النبي مرة أُخرى وشيوعه وراح الشعراء في العصر الأموي ينسجون قصائد المدح يمدحون الخلفاء بأشياء ليست فيهم قدر استطاعتهم وينزّهونهم عن كلّ ما فيهم.

10. ظهور مجموعة من العلماء الدنيويين ومن تجار الدين الذين اشتروا رضا الحكّام بغضب الرب، وكان يفسّر هؤلاء ظاهر آيات القرآن وأحاديث النبي برأيهم وحسب رغبتهم ويبررون أعمال وسلوك الحكام.

11. ازدياد الرغبة في حياة يسودها البذخ والزينة في الأكل والألبسة والقصور، والاهتمام بمظاهر الحياة، وبناء القصور الفخمة في مركز الحكم وفي المصايف والأماكن التي يرتادونها للصيد.

 

12. الإدمان على الخمرة والانشغال بالنساء واللهو معهن، وشراء الجواري المغنيات، لدرجة انّهن شكّلن جلّ أحاديث بعض الخلفاء الأمويين اليومية، مضافاً إلى الحديث عن الأكل والشراب.
13. كان مبدأ المساواة أحد أهم أركان النظام الإسلامي، ولكنّه أُلغي واستبدل بالعنصرية العنيفة لصالح العرب وبضرر القوميات الأُخرى الغير عربية، وفي الوقت الذي يلغي القرآن والسنّة النبوية الفوارق والامتيازات العنصرية ويجعل ملاك التفاضل هو التقوى، نجد الأمويين يفضّلون العنصر العربي ويقولون: لأنّ نبي الإسلام مبعوث من العرب فالعرب أفضل من الآخرين وقريش أفضل من العرب الآخرين، وكان العرب في ضوء هذه السياسة يفضّلون على العجم في جميع الأُمور، وكان نظام الأمويين الارستقراطي يمنع الموالي المسلمين من غير العرب من التمتع بجميع حقوقهم الاجتماعية كالإماء والعبيد، وكان التحقير والاستصغار يرافقان الموالي أينما كانوا ويحرمون من مزاولة أي عمل محترم، فلم يكن يحق لهم أن يصنعوا السلاح ويركبوا الخيول أو يتزوّجوا من العربيات حتى لو كانت بدوية بلا نسب وحسب، وإذا ما حدث ذلك بشكل سري فكان الطلاق هو مصير المرأة والرجل مصيره السجن والضرب بالسياط.

الحكم والقضاء والإمامة أيضاً كان جميع ذلك مختصاً بالعرب فقط أينما كانوا، ولا يحق لغير العربي أن يتقلد هذه المناصب.

وكان العرب الأمويون يعتقدون بأنّهم خلقوا للسيادة والحكم، وانّ العمل والعناء خاص بالموالي.

فكان هذا النوع من التعامل مع الموالي أحد أكبر أسباب سقوط الحكم الأموي على أيدي الإيرانيين الفرس، وخلال موجة التمرد والثورة على الأمويين استغل العباسيون تلك الأسباب لتشويهم وتحريض الناس عليهم، غير انّه كان لسببين من تلك الأسباب أثره الأكبر في ذلك وهما : احتقار الموالي، ومظلومية أهل البيت.

فاستغل العباسيون هذين الأمرين بشكل كبير وفي الواقع انّهما شكلا الجسر الذي عبر من خلاله العباسيون للوصول إلى أهدافهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.