أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
1571
التاريخ: 16-10-2015
3600
التاريخ: 17-04-2015
4037
التاريخ: 1/12/2022
2656
|
سقوط الحكم الأموي كان في عهد الإمام الصادق (عليه السَّلام) ، لهذا ارتأينا من المناسب أن نستعرض أسبابه بشكل موجز: فقد أظهر الخلفاء الأمويون الكثير من البدع والفساد والانحراف في حكمهم وسياستهم ممّا أدى إلى إثارة غضب الناس وانتهى إلى ثورة المسلمين وسقوط حكمهم، وأمّا الذي أثار غضب الناس وكراهيتهم فهو:
1. انّه منذ عهد معاوية فصاعداً تحول نظام الحكم الإسلامي إلى نظام ديكتاتوري واستبدادي وراثي وفردي.
2. ان دخل الدولة الذي كان ينبغي أن يصرف في الأُمور والأعمال العامة والغنائم الحربية والفيء الذي هو للمجاهدين استولت الحكومة على كلّ ذلك وصرفتها على مجالس لهوها وقصورها وزخرفتها وبذخها ولذّاتها.
3. تفشّي الاعتقالات والتنكيل والمذابح والمجازر العامة أحياناً.
4. ومع أنّ الفقه الشيعي قبل قيام الحكم الأموي كان مهملاً وأئمّة الشيعة الذين كانوا على علم واسع بالأحكام الإسلامية لم يعرفوا كمراجع الأحكام الدينية غير انّ المعايير الدينية والفقهية الرسمية والسائدة كانت تراعى في الظاهر.
وعلى سبيل المثال عندما كانوا يريدون الحصول على حكم مسألة ما فانّهم يرجعون إلى القرآن و سنّة النبي في البداية، فإذا لم يحصلوا عليه فيهما رجعوا إلى الصحابة من المهاجرين والأنصار ويسألونهم هل سمعوا حديثاً عن النبي في ذلك أو لا؟ وإذا لم يحصلوا على دليل الحكم بعد كلّ هذا البحث والفحص كان الذين لهم حظّ من الفقه يحددون الحكم الشرعي باجتهادهم بشرط أن لا يخالف ذلك ظاهر القرآن والسنّة بشكل كامل ؛ ولكنّ الخلفاء الأمويين ما كانوا يرون بأساً في أن يصدروا حكماً يخالف القرآن وسنّة النبي كما ألحق معاوية زياد الابن الغير الشرعي لأبي سفيان بنسبه واعتبره أخاً له خلافاً لما صرّح به حديث النبي.
5. قد حدد الفقه الإسلامي أحكاماً جزائية للمجرمين تعرف بالحدود والديات ؛ والمجرم يجب أن يلقى جزاءه وفقاً لها غير انّنا لا نجد أي تناسب بين الجريمة والجزاء المقرر لها في عصر الأمويين وغالباً ما كانت الأحكام الجزائية منوطة برأي الحاكم إن شاء عفا عن المجرم أو شاء قتل بريئاً وكان يحدث أحياناً أن يحكموا على الناس بأكثر ممّا قرره الشارع!
6. وبالرغم من انّه قد نشأ فقهاء كبار في المجتمع الإسلامي ولكن لم يكن هناك من يعير لكلامهم أي أهمية، ولو انّ فقيهاً أفتى بحكم يخالف مصلحة الحاكم كانت حياته عرضة للخطر، ولهذا تعطّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللّذين هما من فروع الدين المهمة ولم يكن هناك من يجرأ على نهي الخليفة عمّا يقوم به من العمل القبيح.
7. انتهكت حرمة الشعائر والمظاهر الإسلامية، وسمحوا أن يهان كلّ ما هو مقدس في عين المسلمين، كما هدموا الكعبة والمسجد الحرام وانتهكوا حرمة ضريح النبي ومنبره ومسجده واستباحوا المدينة قتلاً و تنكيلاً ثلاثة أيام.
8. قتلوا أولاد النبي بشكل جماعي لأوّل مرة في الإسلام، وأخذوا نساء وبنات أهل بيته سبايا يجولون بهن المدن.
9. ظهور نظم الشعر للمدح الذي كان من مظاهر الجاهلية وعدّ مذموماً في عهد النبي مرة أُخرى وشيوعه وراح الشعراء في العصر الأموي ينسجون قصائد المدح يمدحون الخلفاء بأشياء ليست فيهم قدر استطاعتهم وينزّهونهم عن كلّ ما فيهم.
10. ظهور مجموعة من العلماء الدنيويين ومن تجار الدين الذين اشتروا رضا الحكّام بغضب الرب، وكان يفسّر هؤلاء ظاهر آيات القرآن وأحاديث النبي برأيهم وحسب رغبتهم ويبررون أعمال وسلوك الحكام.
11. ازدياد الرغبة في حياة يسودها البذخ والزينة في الأكل والألبسة والقصور، والاهتمام بمظاهر الحياة، وبناء القصور الفخمة في مركز الحكم وفي المصايف والأماكن التي يرتادونها للصيد.
الحكم والقضاء والإمامة أيضاً كان جميع ذلك مختصاً بالعرب فقط أينما كانوا، ولا يحق لغير العربي أن يتقلد هذه المناصب.
وكان العرب الأمويون يعتقدون بأنّهم خلقوا للسيادة والحكم، وانّ العمل والعناء خاص بالموالي.
فكان هذا النوع من التعامل مع الموالي أحد أكبر أسباب سقوط الحكم الأموي على أيدي الإيرانيين الفرس، وخلال موجة التمرد والثورة على الأمويين استغل العباسيون تلك الأسباب لتشويهم وتحريض الناس عليهم، غير انّه كان لسببين من تلك الأسباب أثره الأكبر في ذلك وهما : احتقار الموالي، ومظلومية أهل البيت.
فاستغل العباسيون هذين الأمرين بشكل كبير وفي الواقع انّهما شكلا الجسر الذي عبر من خلاله العباسيون للوصول إلى أهدافهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|