كانت راشيل تنتظر بلهفة ، منذ شهور عديدة ، ذلك الموعد الذي ستلتقي فيه مع أصدقائها القادمين من خارج المدينة. لقد كان الاتفاق على موعد محدد عملية صعبة للغاية وذلك لاختلاف جدول مواعيد الأصدقاء ، خاصة أن راشيل تعمل لبعض الوقت ولديها ثلاثة أطفال. كان الميعاد الوحيد الذي اتفقت عليه المجموعة هو (ليلة العودة إلى المدارس) بالنسبة للأطفال هكذا ، لا يمكن الاعتماد على جليسة أطفال ، لا بد أن تبقى راشيل أو يبقى زوجها ريك في المنزل مع أطفالهما.

ريك هو أب مثالي ومحب ، يشغل وظيفة يعمل فيها ليوم كامل إلى جانب عمل اضافي. كانت راشيل ممتنة لريك لبقائه مع الأطفال أثناء غيابها ، فلقد اضطر إلى إلغاء ميعاد والتضحية بمغامرة عمل مثيرة لكي يبقى مع الأطفال وتخرج زوجته لمقابلة صديقاتها.

أمضت راشيل وقتاً رائعاً مع صديقاتها ، إلا أنها أصيبت بصدمة بمجرد دخولها إلى المنزل  كان الجميع نائمين ، ومن ضمنهم ريك ، ولكن كان المنزل في حالة من الفوضى وكأن قنبلة قد انفجرت بداخله. شعرت راشيل على الفور بأن قرار الخروج مع صديقاتها كان خاطئاً ، فبدلاً من خلودها للنوم بعد أن تجدد نشاطها أصابها الضيق لأنها ستكون مضطرة لإزالة آثار فوضى لم تتسبب فيها.

هذه قصة محزنة ، لأن ريك قد بذل في الواقع تضحيات للبقاء مع الأطفال في المنزل ، وبالطبع كان مرهقاً وفي حاجة إلى قسط من الراحة. ومع ذلك ، فإن افتقاره إلى المجهود اللازم لإتمام العمل حتى نهايته والرغبة في ذلك جعل في النهاية من لقاء الأصدقاء الذي كان من المفترض أن يكون أمسية رائعة ووسيلة لتجديد النشاط مصدر ألم لراشيل. لقد أفسدت حالة الفوضى التي كان عليها المنزل الحدث الذي كانت راشيل تنتظره لشهور عديدة.

إن (إتمام العمل لنهايته) في هذه القصة يعني استغراق نصف ساعة في إعادة ترتيب المنزل بشكل جيد ، إنه ببساطة أحد التزاماتك كالالتزام بإجراء المكالمات الهاتفية التي تعهدت بإجرائها أو تنفيذ وعد أو الإيفاء وغيرها من أنواع الالتزامات أو الأعمال الروتينية التي تجعل أمور الحياة أيسر لشريكة حياتك. إن الأمر حقاً بسيط كما يبدو.

بلا شك ، هناك استثناءات عديدة لتلك القاعدة فهناك أوقات لا تستطيع فيها بذل أي جهد ، نتيجة لشدة التعب ، شدة الانشغال ، أو ببساطة نتيجة للنسيان. الدرس المستفاد من تلك القصة هو كقاعدة عامة مستقاة من التجربة: حاول أن تبذل مزيداً من الجهد من أجل شريكة حياتك افعل اللازم لإتمام العمل الذي تقوم به فبذلك لن يهتم شريك حياتك بالأمور الصغيرة لأنك ستكون قد أنجزتها بالفعل.