المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
آثار رعمسيس في أرمنت
2024-11-28
آثار رعمسيس السادس في طيبة
2024-11-28
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28

معاملة بيض البط في حقول الانتاج
2024-04-30
الفصول الاربعة
23-3-2017
لوبيا وأقوام البحر.
2024-08-31
كيفية تنمية مهارات الاستماع
2024-09-17
مخمرات الإنتاج Production Fermenters
26-9-2019
Within a stone’s throw
2/9/2022


معجزاته وكراماته (عليه السلام)  
  
3063   02:57 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص43-45.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015 3170
التاريخ: 30-3-2016 3207
التاريخ: 20-10-2015 3776
التاريخ: 29/9/2022 2230

خرج عليّ بن الحسين (عليه السلام) الى مكة حاجّا حتى انتهى الى واد بين مكة و المدينة، فإذا هو برجل يقطع الطريق، فقال لعليّ بن الحسين (عليه السلام) انزل، قال : تريد ماذا؟ قال : أريد أن أقتلك و آخذ ما معك، قال : فأنا أقاسمك ما معي و احلّلك، فقال اللّص : لا، قال : فدع معي ما أتبلّغ به، فأبى، قال : فأين ربك؟ قال : نائم، فإذا أسدان مقبلان بين يديه فأخذ هذا برأسه و هذا برجليه، قال : زعمت انّ ربّك عنك نائم‏ .

روي في المناقب و مدينة المعاجز و غيرهما عن ابراهيم بن أدهم و فتح الموصلي قال كلّ واحد منهما : كنت أسيح في البادية مع القافلة فعرضت لي حاجة فتنحيت عن القافلة فإذا أنا بصبيّ يمشي، فقلت : سبحان اللّه بادية بيداء و صبيّ يمشي، فدنوت منه و سلّمت عليه فردّ عليّ السلام، فقلت له : الى أين؟ قال : أريد بيت ربّي، فقلت : حبيبي إنّك صغير ليس عليك فرض و لا سنّة، فقال : يا شيخ ما رأيت من هو أصغر سنّا منّي مات؟

فقلت : أين الزاد و الراحلة؟ فقال : زادي تقواي و راحلتي رجلاي و قصدي مولاي.

 فقلت : ما أرى شيئا من الطعام معك؟ فقال : يا شيخ هل يستحسن أن يدعوك انسان الى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟ قلت : لا، قال : الذي دعاني الى بيته هو يطعمني و يسقيني، فقلت : ارفع رجلك حتى تدرك‏ ، فقال : عليّ الجهاد و عليه الابلاغ، أ ما سمعت قوله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69].

قال : فبينا نحن كذلك إذ أقبل شابّ حسن الوجه عليه ثياب بيض حسنة فعانق الصبيّ و سلّم عليه، فأقبلت على الشاب و قلت له : أسألك بالذي حسّن خلقك من هذا الصبيّ؟

فقال : أ ما تعرفه؟ هذا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، فتركت الشاب و أقبلت على الصبي، و قلت : أسألك بآبائك من هذا الشاب، فقال : أ ما تعرفه؟ هذا أخي الخضر يأتينا كلّ يوم فيسلّم علينا.

فقلت : أسألك بحق آبائك لمّا أخبرتني بما تجوز المفاوز  بلا زاد؟ قال : بل أجوز بزاد، و زادي فيها أربعة أشياء، قلت : و ما هي؟ قال : أرى الدنيا كلّها بحذافيرها مملكة اللّه، و أرى الخلق كلّهم عبيد اللّه و إماءه و عياله، و أرى الاسباب و الارزاق بيد اللّه، و أرى قضاء اللّه نافذا في كلّ أرض اللّه، فقلت : نعم الزاد زادك يا زين العابدين، و أنت تجوز بها مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.