المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

نزع اللب حيويا Biopulping
23-8-2017
[رواية الاقران بعضهم عن بعض]
22-4-2016
فن التعامل مع مديرك- الخطوة الرابعة: لا تسمح بوصول مديرك إلى أتباعك ولا بوصول أتباعك إلى مديرك
24-8-2022
Palatalization
2023-10-21
يحيى بن سلامة الحُصكُفي
11-3-2016
Up to Neon
31-12-2020


مستويات النمو الخلقي  
  
5362   04:50 مساءً   التاريخ: 30-5-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص51ـ53
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يستمد الطفل ضميره من توجيهات وتعاليم الوالدين ومن قدرته على استيعاب قيم أفراد أسرته والمجتمع بما فيها تقاليد وعادات والتزامات دينية وان هذا الضمير يكون بمثابة قوة نشأت في أعماق الفرد ولها القدرة المحكمة على التحكم في سلوك الفرد ومعاقبته في حالة الخروج عن إطار الضمير. والفرد المراهق يحاول بتصرفه أن يرضي مصادر ضميره و أولها العائلة ومن ثم الأصدقاء والجيران ثم يتطور مرتفعاً إلى المثل الإنسانية العليا كالعدالة الاجتماعية والعطف الإنساني وهذا يتحرر تدريجياً من ولائه وتمسكه بمفاهيم البيئة الأولى في طفولته إلى الولاء الإنساني على مدارك السمو الخلقي.

* العوامل التي تؤثر في تكوين الخلق:

أن أهم العوامل المؤثرة في تكوين الخلق ونموه هي:

الثواب والعقاب: الطفل وليد بيئته وان البيئة في السنوات الخمسة الأولى تكون ذات اثر واتجاهات عقلية. وان من أهم عناصر هذه البيئة هم الآباء والأخوة والأصدقاء والأعضاء الآخرين من العائلة يليهم الرفاق والجيران في الروضة والمدرسة وان ما يقوم به هؤلاء القوم وما يتخذونه من مواقف ، يكون أما ثواباً للطفل وأما عقاباً له لأن العقاب هنا لا يقصد به العقاب بصيغته الدارجة عند العوام إنما يقصد به كل ما يؤدي إلى عامة السلوك الشاذ.

أما الثواب فيقصد به كل ما يؤدي إلى إرضاء الدوافع عند الفرد. وعليه فأن تقييم البيئة لسلوك الطفل والمراهق يجعله يميل إلى تكرار السلوك المقبول عندهم وإلى تجنب أو إخفاء السلوك المرفوض من قبلهم ، وقد عرف تربوياً إن التشجيع المقام على تثمين الجوانب الإيجابية للفرد خير طريق لجعلها جزءا من شخصيته وفي عدته الخلقية لأن النجاح عادة يقود إلى نجاح آخر وأن الفشل على الأغلب يغرس بذور الغش وسوء السلوك. وفي مدارسنا نلاحظ إن الغش ينتشر بين الطلبة في مستوياتهم الدراسية.

لذلك كان من المهم على المربي أو المدرس الإشادة بالصحيح وإبرازه لكي يكون قدوة للجميع

التقليد: التقليد مصدر اكتساب العادات والاتجاهات والطفل في حياته المألوفة يقلد والديه ثم إخوانه والمعلمين في مدرسته والمشرفين على الأنشطة التي يمارسها في حياته اليومية. ومن أهم من يقلدهم هم البارزون من رفاقه ومن ينتقل إلى تقليد الأبطال والمبدعين في البيئة الكبيرة الذين يطلع على بطولاتهم وأنشطتهم وإبداعاتهم من وسائل الأعلام كالتلفزيون والمجلات والصحف اليومية. ويذهب بعض العلماء إلى السلوك الاجتماعي بمختلف جوانبه ومظاهره يعود إلى التقليد ولكن أي عامل من العوامل مهما بلغت أهميته فأنه لا يؤدي إلى تكوين الخلق وثباته لوحده. وإنما يكون ذلك بتضافره مع العوامل الأخرى ذات العلاقة بالجانب المذكور. أن التقليد لا يقتصر أثره على اكتساب الخصال الإيجابية من الجانب الخلقي إنما يكون أثره في اكتساب الجانب السلبي أيضاً.

ولذلك يشير كافة المربين على عدم طرح الأمور السلبية أمام الأطفال بما في ذلك الوالدين أو الحديث العام عن الأسرة بالشكل السلبي.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.