أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-8-2021
2241
التاريخ: 25-10-2019
11426
التاريخ: 6-8-2021
2374
التاريخ: 14-1-2019
3047
|
تعديل مفهوم البيروسيتروايكا
وفق هذه المعطيات التي ذكرت أعلاه وفي ابريل عام 1985 انطلقت مسيرة البيروسيتروايكا واعادة البناء وكانت البداية هو خطاب كورباتشوف السكرتير العام الجديد للحزب الشيوعي السوفيتي الذي ألقاه امام اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، والاقتصاد الوطني كان يشهد تطورات سلبية غير مرضية وقد طرح الأمين العام للحزب مهمة اصلاح الجهاز الاقتصادي في البلاد والاسراع في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد بشكل عام وكان القرار جريء وخطر لأن المجتمع لا يعلم عمق الكارثة التي ستحل بهم دون عملية التغيير وعند إعادة القراءة لهذا الخطاب بنفس اليوم مرتين اتضح للقيادة الحزبية التصور الكامل عن كبر الأزمة والمشكلة التي يعاني منها البلد والتي تستر عليها صناع القرار في الحزب .
ولم هناك عند الشعب الوعي الكامل نتيجة السرية وعدم معرفة ما تمتلكه القيادات ولم يكن عندها الوعي الشامل ومعرفة أبعاد التغيرات الواجب إجراءها بسرعة ، وفي هذا الخطاب وصف كورباتشوف الاشتراكية الديمقراطية بأنها أداة التنمية الاقتصادية وتحفيز نشاط الانسان ، وأكد على تعزيز الدور القيادي للحزب وينبغي تعزيز دور مجالس السوفييت والنقابات ومنظمات الشباب وأشار الى أن الوضع المالي لكل عامل يعتمد ويتوقف على نتاج عمله ودعا الى نشر مبادرات اشتراكية جديدة في الانتاج ، وكان ذلك الأمر صعقة لم تطرق اسماع الجماهير مما أدت الى ادخال برامج وتعديلات جوهرية لم تطرُق بالهم من قبل ولم تعلم بها الجماهير وبدل تعزيز دور القيادة للحزب الشيوعي كما جاء في خطاب كورباتشوف أعلن الحزب نفسه تخليه عن احتكار السلطة والاتجاه الى التعددية في المجالين السياسي والاقتصادي على حد سواء وكذلك في المجالات الايديولوجية فيعترف الاتحاد السوفيتي رسمياً بفشل خططه واتباع التعدد في أشكال الملكية بعد ان كان لا يعترف الا بالملكية العامة ثم كان يخطو خطوات عملية نحو اقتصاد السوق .
ودعا كورباتشوف في برنامجه البيروستروايكا الى اعادة البناء وكما دعا الى وقف التسلح والحرب الباردة مع الرأسمالية المتمثلة بدول اوربا الغربية والولايات المتحدة الامريكية ، وتوفير النفقات العسكرية من اجل تطوير الانتاج المدني لأبناء الشعب والدخول مع الغرب في علاقات قوامها تبادل المصالح والحصول على التكنولوجيا الحديثة وتبادل الخبرات ، وحتى يمكن تحقيق ذلك فإن الأمر يقتضي تعديلات جوهرية في مجال الانتاج وإلغاء دور القطاع العام والتوقف عن سياسة التخطيط المركزي وإعطاء الدور للقطاع الخاص الأجنبي منه والمحلي وان يؤدي العامل واجباته ليحصل على حقوقه وإشاعة الديموقراطية في كافة المجالات في الحياة وانهاء الدور القيادي للحزب الشيوعي وقد قال في محل الانتقاد البناء لبلده " اننا أنفقنا ومستمرين في انفاق المواد الخام والطاقة ولكن انفاقنا لها اكثر مما تنفقه الدول الرأسمالية على وحدة الانتاج نفسها ومع مر الزمن اصبحت غير مجدية " ، وفي حديث آخر حول رضا المستهلك بالبضاعة الاشتراكية يقول ما مفاده ان المنتج يقدم للمستهلك الاغراءات والتسهيلات من اجل شراء البضاعة ولكن في البلدان الاشتراكية ولأن المنتج وحيد نجد في روسيا ان المستهلك قد وجد نفسه تحت رحمة المنتج ويضطر لاستهلاك ما يقدمه(1) .
وهكذا بدأت البروستروايكا تواجه المقاومة الشديدة من بعض فئات المجتمع التي انضرت مصالحهم الاقتصادية وهذه النهضة تهدد ملايين من موظفي الحزب والحكومة الذين لا يجدوا عمل يناسبهم وبنفس الامتيازات مما يرون انفسهم خارج وظائفهم في حالة تطبيق التعددية والانفتاح على العالم في مجالات السياسة والادارة والاقتصاد .
وهناك لسان الحزب ورجال الثقافة الحزبية الذي اهتمامهم ينصب في الولاء لكل السلطات وتلونوا مع كل العهود وبالرغم من ان عددهم محدود ولكنهم ذو تأثير على المجتمع وخاصة البسطاء الذين لم يدركوا اهمية البروستروايكا واعتادوا الخضوع لمن يتحكم فيهم وكل هؤلاء اغراهم الحزب الشيوعي بأفكارهم القديمة وليس مبدأ كورباتشوف الجديد وهم يمثلون الكم الهائل من المجتمع المعادي للبروستروايكا ويبحثون بشكل او آخر الى عرقلة مسيرة كورباتشوف الجديدة .
لقد كانت هذه الافكار هي الدعوة الثورية التي يقف بوجهها ويعاكسها أعضاء الحزب الشيوعي لعدم ملائمتها مع أفكارهم القديمة وليس لمبدأ كورباتشوف وما جاء به من جديد وقد شكل هؤلاء رصيداً كبيراً ومعاديا وهؤلاء يطلقون عليهم باليمين المتطرف ، وهناك فئة اخرى يرغبون في سرعة إجراء التغيرات ويتهمون كورباتشوف بالتباطؤ في اتخاذ الاجراءات ويجدون ضرورة الاسراع بمبدأ إعادة البناء للبروستروايكا وهؤلاء يطلقون عليهم باليسار المتطرف وفيما بين الفريقين سارت الناس في التوجهات الجديدة للتغير وتحت شعار وتحت شعار الكلاسنوست ويعني التخلي عن الخوف والبيروستروايكا وتعني إعادة البناء ومن هنا ينطلق مسار التوجهات الجديدة في الاتحاد السوفيتي منذ ان تولى كورباتشوف السلطة في مارس 1985 وتتمثل في محاولة توقف عمل النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي القديم والذي لا يستجيب للتغير والعمل على التخلي عن اساليب الادارة الشيوعية المتمثلة في مبادئ مركزية السلطة واقتضاء الاوامر حتمية انتصار الشيوعية والاستعانة عن ذلك بمبدأ إشاعة الديموقراطية العلنية ومبدأ التخلي عن الخوف الكلاسنوست وإعادة البناء البروستروايكا ، ان دعوة كورباتشوف لا تخرج لا تخرج عن كلمتين الكلاسنوست وإعادة البناء البروستروايكا وفي هذين الكلمتين معنيين كبيرين حيث كان المجتمع السوفيتي يعاني من مشكلة الخوف الذي كان يمتلك النفوس لسنين طوال مما أدى الى معاناة الشعوب من القهر ولم يكن يجرؤ أحدهم على التعبير عن رأيه بالقول الا همساً .
وفجأة وكرد فعل تحول هذا الهمس الى ضجيج وصخب وصوت مرتفع يكشف سلبيات الشيوعية ويطالب بالتغيير ولا ينكر الايجابيات وسرعان ما اتخذ المواطن في الاتحاد السوفيتي وجمهوريات اوربا الشرقية منبراً يتحدث منه وينفس عن كل ما كان يكنه صدره من الكبت وظهرت في اجتماعات اللجان المركزية وفي البرلمان وتقييم الايجابيات والسلبيات ومن خلال ذلك كان يجب ان تأتي الخطوة التالية وهي إعادة البناء وقد أدت المكاشفة والمصارحة الكلاسنوست في الصوت المرتفع الى سقوط الكثير من الشعارات وتحول الحكام الى قفص الاتهام وذهب الزعماء المتزمتون بالخطأ لكي يحل محلهم زعماء ليبراليون كما قال الذين روّعتهم مفاجأة السقوط ان الخطأ في التطبيق وليس في النظرية والذين لم يُردعوا فقد ازدادوا ايماناً في الدولة والحزب وإنشاء منصب جديد بدل منه سمي منصب رئيس مجلس رئاسة الحزب على ان يضم هذا المجلس الرئاسي 16 عضواً وتتركز مهمته في معاونة كورباتشوف الرئيس التنفيذي للدولة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ م ، غورباتشوف ؛ عملية إعادة البناء والتفكير السياسي الجديد لنا وللعالم اجمع ، ترجمة وليد مصطفى وآخرون ، عمان ، دار الكرمل ،1988 ، ص129 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|