أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
3339
التاريخ: 18-10-2015
5037
التاريخ: 16-3-2016
3340
التاريخ: 7-11-2017
3707
|
ذهب الى قبر جدّه (صلى الله عليه واله) وامّه وأخيه فودّعهم ، فلمّا عزم على الخروج جاء إليه أخوه محمد بن الحنفية و قال له:
يا أخي أنت أحبّ الناس إليّ و أعزّهم عليّ و لست أدخر النصيحة لأحد من الخلق الّا لك و أنت أحق بها، تنح ببيعتك عن زيد بن معاوية و عن الامصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك الى الناس فادعهم الى نفسك فان بايعك الناس و بايعوا لك حمدت اللّه على ذلك و ان اجتمع الناس على غيرك لم ينقص اللّه بذلك دينك ولا عقبك ولا تذهب به مروتك ولا فضلك ، انّي أخاف أن تدخل مصرا من الامصار فيختلف الناس بينهم فمنهم طائفة معك و أخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الاسنة غرضا.. .
فقال له الحسين (عليه السلام): فأين أذهب يا أخي؟.
قال : أنزل مكة، فان اطمأنت بك الدار فيها فهو الذي تحب وان نبت بك لحقت باليمن فان اطمأنت بك الدار فيها فسبيل ذلك وان نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد الى بلد حتى تنظر ما يصير أمر الناس إليه، فانّك أصوب ما تكون رأيا حين تستقبل الامر استقباله .
ووفقا لرواية أخرى انّه : قطع محمد بن الحنفية الكلام و بكى فبكى الحسين (عليه السلام) معه ساعة ثم قال : يا أخي جزاك اللّه خيرا فقد نصحت وأشرت بالصواب و أنا عازم على الخروج الى مكّة وقد تهيّأت لذلك أنا واخوتي وبنو أخي وشيعتي وأمرهم أمري ورأيهم رأيي، وأنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخفي عنّي شيئا من أمورهم.
ثم دعا الحسين (عليه السلام) بدوات وبياض وكتب وصيته الى اخيه محمد ، ثم طواها و ختمها بخاتمه و دفعها إليه، ثم ودّعه وخرج في جوف الليل .
ووفقا لرواية الشيخ المفيد انّه : سار الحسين (عليه السلام) الى مكة و هو يقرأ: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 21] .
ولزم الطريق الأعظم فقال له أهل بيته : لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب، قال : لا و اللّه لا أفارقه حتى يقضي اللّه ما هو قاض .
وروي عن سكينة بنت الحسين (عليه السلام) انّها قالت : خرجنا من المدينة ما كان أحد أشد خوفا منّا أهل البيت .
وروي عن الامام الباقر(عليه السلام) انّه قال : لمّا همّ الحسين (عليه السلام) بالشخوص الى المدينة أقبلت نساء بني عبد المطلب، فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهنّ الحسين (عليه السلام) فقال : أنشدكنّ اللّه، ان تبدين هذا الامر معصية للّه و لرسوله.
قالت له نساء من بني عبد المطلب : فلمن نستبقي النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وعليّ و فاطمة و رقية و زينب و أمّ كلثوم (بنات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله) فننشدك اللّه، جعلنا اللّه فداك من الموت، فيا حبيب الابرار من أهل القبور، وأقبلت بعض عمّاته تبكي و تقول:
أشهد يا حسين لقد سمعت الجنّ ناحت بنوحك وهم يقولون.
و انّ قتيل الطف من آل هاشم أذلّ رقابا من قريش فذلّت
ووفقا لرواية الراوندي و غيره انّه : لما عزم الحسين (عليه السلام) على الخروج من المدينة أتته أمّ سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه واله) فقالت له : يا بني لا تحزنّي بخروجك الى العراق، فانّي سمعت جدّك يقول : يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء، فقال لها:
يا أمّاه وانا واللّه أعلم ذلك وانّي مقتول لا محالة و ليس لي من هذا بد وانّي و اللّه لأعرف اليوم الذي اقتل فيه وأعرف من يقتلني وأعرف البقعة التي أدفن فيها وانّي أعرف من يقتل من أهل بيتي و قرابتي وشيعتي و ان أردت يا أمّاه أريك حفرتي و مضجعي.
ثم أشار الى جهة كربلاء فانخفضت الارض حتى اراها مضجعه و مدفنه و موضع عسكره و موقفه و مشهده، فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا و سلمت أمره الى اللّه، فقال لها:
يا أمّاه قد شاء اللّه عز و جل أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا، و قد شاء أن يرى حرمي و رهطي ونسائي مشردين وأطفالي مذبوحين مظلومين مأسورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا.
فقالت أمّ سلمة (رضي اللّه عنها): و عندي تربة دفعها إليّ جدك في قارورة فقال: و اللّه انّي مقتول كذلك و ان لم أخرج الى العراق يقتلوني أيضا، ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة و أعطاها ايّاها و قال : اجعليها مع قارورة جدّي فاذا فاضتا دما فاعلمي انّي قد قتلت .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|