المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الـموت}
2024-05-01
Solar vs. Sidereal Day
3-3-2016
علاقة التماثل Symmetric Relation
20-11-2015
الامراض المناعية المعقدة Immune Complex Diseases
10-9-2018
Abu Said Sinan ibn Thabit ibn Qurra
21-10-2015
الموافقة العقلائية مع الناس
17-1-2022


خروجه (عليه السلام) من المدينة  
  
3591   12:41 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص242-426.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 3339
التاريخ: 18-10-2015 5037
التاريخ: 16-3-2016 3340
التاريخ: 7-11-2017 3707

ذهب الى قبر جدّه (صلى الله عليه واله) وامّه وأخيه فودّعهم ، فلمّا عزم على الخروج جاء إليه أخوه محمد بن الحنفية و قال له:

يا أخي أنت أحبّ الناس إليّ و أعزّهم عليّ و لست أدخر النصيحة لأحد من الخلق الّا لك و أنت أحق بها، تنح ببيعتك عن زيد بن معاوية و عن الامصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك الى الناس فادعهم الى نفسك فان بايعك الناس و بايعوا لك حمدت اللّه على ذلك و ان اجتمع الناس على غيرك لم ينقص اللّه بذلك دينك ولا عقبك ولا تذهب به مروتك ولا فضلك ، انّي أخاف أن تدخل مصرا من الامصار فيختلف الناس بينهم فمنهم طائفة معك و أخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الاسنة غرضا.. .

فقال له الحسين (عليه السلام): فأين أذهب يا أخي؟.

قال : أنزل مكة، فان اطمأنت بك الدار فيها فهو الذي تحب وان نبت بك لحقت باليمن فان اطمأنت بك الدار فيها فسبيل ذلك وان نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد الى بلد حتى تنظر ما يصير أمر الناس إليه، فانّك أصوب ما تكون رأيا حين تستقبل الامر استقباله‏ .

ووفقا لرواية أخرى انّه : قطع محمد بن الحنفية الكلام و بكى فبكى الحسين (عليه السلام) معه ساعة ثم قال : يا أخي جزاك اللّه خيرا فقد نصحت وأشرت بالصواب و أنا عازم على الخروج الى مكّة وقد تهيّأت لذلك أنا واخوتي وبنو أخي وشيعتي وأمرهم أمري ورأيهم رأيي، وأنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخفي عنّي شيئا من أمورهم.

ثم دعا الحسين (عليه السلام) بدوات وبياض وكتب وصيته الى اخيه محمد ، ثم طواها و ختمها بخاتمه و دفعها إليه، ثم ودّعه وخرج في جوف الليل‏ .

ووفقا لرواية الشيخ المفيد انّه : سار الحسين (عليه السلام) الى مكة و هو يقرأ: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 21] .

ولزم الطريق الأعظم فقال له أهل بيته : لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب، قال : لا و اللّه لا أفارقه حتى يقضي اللّه ما هو قاض‏ .

وروي عن سكينة بنت الحسين (عليه السلام) انّها قالت : خرجنا من المدينة ما كان أحد أشد خوفا منّا أهل البيت‏ .

وروي عن الامام الباقر(عليه السلام) انّه قال : لمّا همّ الحسين (عليه السلام) بالشخوص الى المدينة أقبلت نساء بني عبد المطلب، فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهنّ الحسين (عليه السلام) فقال : أنشدكنّ اللّه، ان تبدين هذا الامر معصية للّه و لرسوله.

قالت له نساء من بني عبد المطلب : فلمن نستبقي النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وعليّ و فاطمة و رقية و زينب و أمّ كلثوم (بنات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله) فننشدك اللّه، جعلنا اللّه فداك من الموت، فيا حبيب الابرار من أهل القبور، وأقبلت بعض عمّاته تبكي و تقول:

أشهد يا حسين لقد سمعت الجنّ ناحت بنوحك وهم يقولون.

و انّ قتيل الطف من آل هاشم‏             أذلّ رقابا من قريش فذلّت‏

ووفقا لرواية الراوندي و غيره انّه : لما عزم الحسين (عليه السلام) على الخروج من المدينة أتته أمّ سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه واله) فقالت له : يا بني لا تحزنّي بخروجك الى العراق، فانّي سمعت جدّك يقول : يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء، فقال لها:

يا أمّاه وانا واللّه أعلم ذلك وانّي مقتول لا محالة و ليس لي من هذا بد وانّي و اللّه لأعرف اليوم الذي اقتل فيه وأعرف من يقتلني وأعرف البقعة التي أدفن فيها وانّي أعرف من يقتل من أهل بيتي و قرابتي وشيعتي و ان أردت يا أمّاه أريك حفرتي و مضجعي.

ثم أشار الى جهة كربلاء فانخفضت الارض حتى اراها مضجعه و مدفنه و موضع عسكره و موقفه و مشهده، فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا و سلمت أمره الى اللّه، فقال لها:

يا أمّاه قد شاء اللّه عز و جل أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا، و قد شاء أن يرى حرمي و رهطي ونسائي مشردين وأطفالي مذبوحين مظلومين مأسورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا.

فقالت أمّ سلمة (رضي اللّه عنها): و عندي تربة دفعها إليّ جدك في قارورة فقال: و اللّه انّي مقتول كذلك و ان لم أخرج الى العراق يقتلوني أيضا، ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة و أعطاها ايّاها و قال : اجعليها مع قارورة جدّي فاذا فاضتا دما فاعلمي انّي قد قتلت‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.