المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Complex word stress Complex words
2024-10-25
Relativistic Quantum Mechanics
24-5-2016
المقومات الطبيعة للدولة - الشكل (Shape)
8-1-2021
الكون قائم على نظام محكم
23-11-2014
Factorion
19-5-2019
الجبريلينات Gibberellins
18-6-2018


تشكيل واستمرار الحياة العائلية  
  
2428   03:33 مساءً   التاريخ: 12-2-2020
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص18-19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

إن استمرار الحياة الزوجية سيؤدي إلى إيجاد وتربية جيل جديد، ووجود الأبناء سيقوي العلاقة الزوجية ويضفي عليها الحيوية والنشاط. الأب في هذه العلاقة هو مظهر القدرة والعدالة، والمسؤول عن تشكيل وانتخاب المسير الحياتي اللازم، والمدير له، والأم هي مظهر العاطفة والحنان والتفاعل البناء، والمساعدة في بناء وتشكيل أمور العائلة، والمحافظة على بقاء هذه العلاقة حية ومزدهرة.

وأما فيما يتعلق بكيفية تربية الأبناء وتطبيق وتلقين المعارف والمعلومات والملاحظات، هناك توافق وانسجام بين الرجل والمرأة اللذين يسعيان من خلال التفاهم والاتحاد لجعل الفضاء العائلي مناسباً وتسخيره لبناء شخصية الطفل وتربيته، والحرص على ان لا يشوب هذا الفضاء شائبة مكدرة، كي لا يصبح الابناء ضحية المنازعات والمشاكل الحياتية.

حفظ العلاقة وحيويتها:

إن الرجل والمرأة مسؤولان فيما يتعلق بموضوع تشكيل واستمرار الحياة العائلية، وهذه المسؤولية هي أمام أنفسهم، وأمام الله والأبناء والمجتمع، وهما ملزمان بما تضمنه العقد الزوجي من تعهد واتفاق على إصلاح معيشتهما، وإيجاد الظروف والعوامل المناسبة لرشدهما وسعادتهما وسعادة أبنائهما، من خلال الحفاظ على المحيط العائلي بعيداً عن المكدرات والاضطرابات.

هناك شروط وعوامل متعددة لها أهمية قصوى في الحفاظ على هذه العلاقة واستمرار حيويتها وسعادتها، ومن أهمها ما يلي:

- أن يكون للأبناء أب وأم، ولا يكفي أن يكونا على قيد الحياة، بل يجب أن يكون لهما أو لأحدهما ـ على الأقل ـ حضور عملي مؤثر وفعال.

- أن يوجد انسجام وتفاهم بين الزوج والزوجة بما يتعلق بحياتهما الشخصية، فلهذا الانسجام الأثر المهم في تكوين شخصية الطفل.

- أن تتوفر الظروف والعوامل والوسائل المناسبة لحياة بسيطة بعيدة عن الكدورات والمنغصات والانحرافات.

- أن يكون هناك مسير وسياسة واحدة في إدارة أمور العائلة وتربية الأبناء، حتى تتعارض السياستان وتبطلان بعضهما البعض.

- وفي النهاية أن تتوفر المحبة والمودة الناتجة عن الاعتقاد والايمان والتي تربط الزوج والزوجة وبقية أعضاء العائلة بعضهما ببعض.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.