المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

قنبلة هدروجينية hydrogen bomb
12-3-2020
أنماط الوظائف الحضرية للمدن - الوظيفة السياحية
20/10/2022
تكون ذرتا الكربون 1 و3 من الجيسرول غير متماثلتين
25-7-2021
تعريف المفهوم
4-9-2016
فترات تربية قطيع الدجاج البياض
15-9-2021
function word
2023-09-10


أسرة سوية = أبناء أسوياء  
  
3378   02:46 صباحاً   التاريخ: 2-1-2020
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص24-25
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

الأسرة هي التربة التي يُغرس فيها الطفل.. فان كانت تلكم التربة خصبة وصالحة انبتت شجرة قوية (سوية) تضرب بجذورها في أعماق الأرض انتماءً وولاءً لتلك التربة....

"وهكذا انتماء ابنك لأسرته ومجتمعه" بل وضربت بفروعها في عنان السماء.. نضرة وسمواً وتفوقاً وتألقاً وتميزاً وكأنها تناجي السماء وترفع أكف الضراعة إلى الله... وهذه الشجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. ثماراً يانعة.. وهكذا ابنك. فابنك ثمرة لشجرة نبتت في بيئتك.. في حضنك.. أقصد ثمرة لتربية سليمة ، أو بالأحرى لفن التربية.

أما وان كانت تلكم التربة (الاسرة) غير خصبة وغير صالحة أنبتت شجرة ضعيفة هزيلة.. تجتث بسهولة من فوق الارض، ما لها من قرار ولا استقرار... ليس لها جذور.. ولا انتماء  وربما عرقلت بفروعها نمو أشجار اخرى وأعاقت سير الحياة (أقصد عرقلة ذلك الابن للنمو السوي لأخوته وأخواته.. وكذلك عقوق الأبوين وعقوق المجتمع بأسره) وقد تثمر هذه الشجرة. الحنظل (أقصد عدم السواء النفسي وربما الجريمة) فاعلم أيها المربي...أيتها المربية أن الابن ثمرة للأسرة التي عاش فيها...فالإنسان هو ابن بيئة.. فكما تكونون يكون...فكونوا كما تودون أن يكون.

وأعلم عزيزي المربي عزيزتي المربية أن الأسرة السوية... الأسرة المتزنة نفسياً واجتماعياً ينشأ أبناؤها أكثر سواءً واتزاناً نفسياً.... وأن الاسرة غير السوية. الأسرة المضطربة نفسياً واجتماعياً ينشأ أبناؤها أكثر اضطراباً نفسيا واجتماعياً... (إلا من رحم ربي... ولكل قاعدة شواذ).

اكرر لك تلك المعادلة البسيطة... حتى تصبح اعتقاداً راسخاً لديك.. وحتى تسلك وفق مقتضياتها.

أسرة سوية = أبناء أسوياء

أسرة مضطربة = أبناء مضطربون

وأعلم عزيزي المربي... عزيزتي المربية ان الاسرة السعيدة تنتج أطفالاً سعداء .. وان الاسرة البائسة الحزينة تنتج اطفالاً أكثر حزناً.. بل بؤساء...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.