المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تكتيكات إدارة السمعة الالكترونية Online Reputation Management (ORM)
3-8-2022
الاحتباس الحراري (الاحترار العالمي) Global warming
25-11-2015
العشق
2024-10-04
حكم صلاة المسافر لو ائتم بمقيم
10-12-2015
الاعتراضات على أدلة البراءة
24-8-2016
Wilkie,s Theorem
5-1-2022


الطباق  
  
2630   04:51 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أسامة بن منقذ
الكتاب أو المصدر : البديع في نقد الشعر
الجزء والصفحة : ص6-8
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 2653
التاريخ: 25-03-2015 3583
التاريخ: 26-03-2015 1452
التاريخ: 25-03-2015 3989

اعلم أن التطبيق نوعان: متصل ومتكاف. فالتطبيق هو أن تكون الكلمة ضد الأخرى، كما قال الله سبحانه: " وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا "، " لكيلا تحزنوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما أتاكم "، " سيئاتهم حسنات "، " الليل والنهار "، " الظلمات والنور "، " الحي والميت ": وأخفى تطبيق في القرآن قوله سبحانه: " مما خطيئاتهم أغرقوا فادخلوا ناراً ".

وقال زهير بن أبي سلمة.

ليثٌ بعثر يصطادُ الرجالَ، إذا ... ما الليثُ كذبَ عن أقرانه صدقا

وقال آخر يصف حصاناً:

بساهم الوجه لم تقطع أباجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول

السري بن أحمد الرفاء:

إن هذا الربيعَ شيءٌ عجيبٌ ... تضحكُ الأرضُ من بكاءِ السماءِ

ذهبٌ حيثما ذهبنا، ودرّ ... حيث درنا، وفضةُ في الفضاءِ

وقال دعبل:

لا تضحكي يا سلمُ من رجلٍ ... ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

وقال الحسن البصري في دعائه: اللهم أنت تبتليني بنعمة فأشكر، خير من أن تبتليني ببلية فأصبر.

وفي الحماسة:

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجدْ ... لنفسي حياةً مثل أن أتقدما

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما

والفرزدق مما يستحسنه المتقدمون:

والشيبُ ينهضُ في الشبابِ كأنه ... ليلٌ يلوح بجانبيه نهارُ

ولبعض العرب في قوس: في كفه معطية منوع.

ولبعضهم في ناقة: خرقاء إلا أنها صناع.

وقال آخر:

لئن ساءني أن نلتني بمساءةٍ ... لد سرني أني خطرتُ ببالكِ

والآخر:

وأخذتَ أطراف الكلام فلم تدع ... هجواً يضرّ ولا مديحا ينفعُ

ولأبي تمام:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمتْ ... ويبتلي الله بعضَ القوم بالنعمِ

وقال خالد بن صفوان لرجل يصف له رجلاً: ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية.

وقال آخر: كدر الجماعة خير من صفو الفرقة.

وقال المنصور: لا تخرجوا من عز الطاعة إلى ذل المعصية.

ولبعضهم:

وسري كإعلاني، وتلكَ سجيتي ... وظلمةُ ليلي مثلُ ضوءِ نهاريا

وقال آخر:

وأرى الوحشَ في يميني إذا ما ... كان يوماً عنانهُ بشمالي

وقال آخر:

فكأن إظلامَ الدموعِ عليهمُ ... ليلٌ، وإشراق الوجوه نهارُ

وقال آخر:

فخلستُ منه قبلةً ... عطشي بها لما رويتُ

آخر:

في كل خلق خلةٌ مذمومةٌ ... ووراء كلِّ محببٍ مكروهُ

وقال آخر:

فلماذا أبيعه ... وبروحي أشتريه

وقال آخر:

متصعدٌ زفراته متحدرٌ ... عبراته أبداً قريح مآق

رقت مياهُ وجوههنّ لناظرٍ ... وقلوبهنّ عليه غيرُ رقاق

وبعض العلماء يجعل التطبيق أن تجيء الكلمة بمعنيين كقوله: واللؤم فيهم كاهل وسنام. ويسمى: التكافؤ.

وقال آخر:

أضحى الأمينُ محمدٌ ... للدينِ نوراً يقتبسْ

تبكي البدورُ لضحكه ... والسيف يضحكُ إن عبسْ

وقال الصنوبري:

رشأٌ سمعت لخده ولصدغهِ ... في هذه الدنيا حديثاً سائرا

فإذا رأيت عليه طرفاً واقعاً ... فأعلم بأنَّ هناك قلباً طائرا

الشريف الرضي رضي الله عنه:

ومن البلية أن نومي موثقٌ ... عن مقلتيَّ وأن قلبي مطلقُ

وله رحمه الله:

هدى الغرامُ دموعي في مسالكها ... من بعدهم، وأضلتْ صدريَ الطرقُ

آخر:

من النجباءِ يرضى السلمُ منهم ... نفوساً ليس يأباها القتالُ

جسومٌ في سروجهمُ خفافٌ ... صدورٌ في مجالسهم ثقالُ

لمهيار الديلمي:

وبأيمنِ العلمين من أبياتهم ... ظبيٌ يصطاد الظبيُ، وهو يصيدُ

لاهٍ إذا جمعَ الرجالُ حلومهم ... حلَّ العزائمَ خصرهُ المعقودُ

الشريف الرضي رضي الله عنه:

غدوا سهكى الأيمانِ من صدأ الظبا ... وراحوا كرام طيبي عقدِ الأزرِ

هم ينقذون المال في أول الغنى ... ويستأنفون الصبرَ في آخر الصبرِ

إذا نزل الحيَّ الغريبُ تنازعوا ... عليه فلم يدرَ المقلُّ من المثري

ومن الطباق لفظاً ومعنى للبحتري:

معشرٌ أمسكتْ حلومهمُ الأر ... ضَ، وكادت من عزمهم أن تميدا

فإذا المحلُ جاءَ جاؤوا سيولاً ... وإذا النقعُ ثار ثاروا أسودا

ومنه:

متصعدٌ زفراته، متحدرٌ ... عبراتهُ أبداً قريحُ مآقِ

رقت مياهُ وجوههن لناظرٍ ... وقلوبهنَّ عليه غيرُ رقاقِ





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.