المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Full Width at Half Maximum
7-2-2021
«الفطرة» و «الوجدان» في الروايات الإسلامية
16-11-2015
ابن المعتز
22-7-2016
أنماط التخطيط - الهدف المعياري الموجه
2023-03-14
رثاء لحضرة المولى ابا الفضل
19-8-2017
واجبات الدولة المنبثقة عن الحق في حرية الصحافة
28-3-2017


أصل وزن الشعر  
  
3917   05:26 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص59-60
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 8208
التاريخ: 25-03-2015 13632
التاريخ: 24-03-2015 4338
التاريخ: 25-03-2015 2292

الغالب في اعتقادنا ان الوزن مأخوذ في الاصل من توقيع سير الجمال في الصحراء، وتقطيعه يوافق وقع خطاها. ويؤيد ذلك ان الرجز أول ما استعمله العرب لسوق الجمال وهو الحداء في اصطلاحهم، وكأنه وضع لهذا الغرض لان العربي يقضي أكثر اوقاته في معاشرة جمله او ناقته.. وعندهم ضربان من الرجز: المشطور، والمنهوك. والمشطور هذا وزنه:

دع المطايا تنسم الجنوبا    ان لها لنبأ عجيبا

حنينها وما اسكت لغوبا      يشهد ان قد فارقت حبيبا

ما حملت الا فتى كئيبا       يسير مما أعلنت نصيبا

لو ترك الشوق لنا قلوبا      إذا لآثرنا بهن النيبا(1)

           ان الغريب يسعد الغريبا

وهو يشبه بتوقيعه على مقاطعة مشي الجمال الهوينا. ولو ركبت ناقة ومشت بك الهوينا، لرأيت مشيا يشبه وزن هذا الشعر تمام. فكان العرب يحدونها به إذا ارادوا سيرها وئيداً. وربما كان شاعرهم عاشقا فيتذكر حبيبته وهو يسوق ناقته، فيحدوها بأبيات على وزن الرجز .. كذلك فعل جميل بثينة وكان في سفر الى الحج مع مروان بن الحكم .. فطلب إليه مروان ان يسوق الجمال أي يحدوها فقال:

يا بثن حي او عدينا او صلي    وهوني الأمر فزوري واعجلي

بثين أياً ما اردت فافعلي     إني لآتي ما ابات مقتلي(2)

 

فلم يقبل مروان ان يتغزل بالحدو وانما يطلب الحلفاء والامراء إذا ركبوا الإبل ان يحدوها الحادي يرجز في مدحهم. خرج عبد الملك يوما رائحا على نجيب ومعه حاد يحدوه بقوله:

يا أيها البكر (3) الذي اراكا    عليك سهل الارض في ممشاكا

ويحك هل تعلم من علاكا       ان ابن مروان علا ذراكا

خليفة الله الذي امتطاكا      لم يعل بكرا مثل ما علاكا

اما إذا أراد الحادي تسرع الجمال في السير، حداها بالرجز المنهوك وهذا وزنه:

اعطيته مالا          حكمته لو عدلا

قلبي به في شغل     لا مل ذاك الشغلا

قيده الحب كما       قيد راعٍ جملا(4)

واعتبر ذلك في مجرى الخبب من الشعر، فانه يوافق في توقيعه خبب الفرس أي ركضة وهذا وزنه:

أبكيت على طلل طربا       فشجاك واحزنك الطلل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)النيب: النوق

(2)أبات: استحل

 

(3) البكر: الفتى من الإبل

(4) العقد الفريد ج3

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.