الاخبار هي شكل صحفي، ذو قواعد معروفة، ويعرف باستبيان الاخبار بأنها:.. تقرير عن اكثر الاشياء اهمية واعظمها شاناً واقربها إلى الواقع... واكثرها حداثة ولما كان عنصر الحداثة يقتضي توصل الاخبار بسرعة، حتى يكون للوسيلة الاعلامية السبق دون غيرها، كان لابد من استخدام وسائل نقل الاخبار الحديثة، التي عرضنا لها بالتفصيل في الفصل الرابع، وحداثة الخبر ومدى اهميته يرجع تقديرها إلى القارئ بآراء المحررين ويحافظ على استقلاله عنهم، في تكوين آرائه بالنسبة لخبر ما، بدون اي تأثير عيه من الخارج، والمقصود من ذلك هو الوصول إلى الموضوعية، كلما كان إلى ذلك سبيل، والموضوعية المطلقة نوع من الخيار، اذ ان مجرد اختيار وسيلة اعلامية دون غيرها لتوصيل حدث اخباري معين، هو في حد ذاته انقاص من موضوعيته، وذلك بغض النظر عن الاعتبارات الذاتية عند الصحفي في اختيار مواد الاخبار ونشرها وتحريها، وتتجلى صعوبة التفرقة بين الخبر والرأي في التقارير التي يرسلها المراسل الخارجي إلى صحيفته، ويعكس الاسلوب الذي يحرر به الصحفي الخبر مدى تأثره به، اذ يظهر الانسان خلال الاسلوب عقيدته وأمله واتجاهاته وتشاؤمه او رضاه.

ان التطور الهائل الذي شهدته الصحافة في توزيعها الواسع بالملايين وتنوع جمهورها، وما رافق ذلك من تحول وتغيير في الذوق العام، وتعدد الوسائل الاخبارية، فقد امتد ليشمل العملية الكتابية ذاتها، وليجعل مفهوم (الخبر) موضع جدل حاد ونقاش حاسم تناولته مدارس مختلفة. كل ذلك دفعني للخوض في هذا الموضوع ومحاولة تحديد الأطر الناجعة في تحديده. وتبقى اشاعة المفاهيم العلمية الحديثة في موضوعة (الخبر) وخاصة بين الجيل الجديد من الصحفيين مهمة جدا لتكون معالم نشأتهم وفق معايير تأخذ بنظر الاعتبار ما تقدم.