المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



موقف مروان بن الحكم وعائشة عند وفاة الحسن  
  
4767   09:25 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص299-301.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

روى الشيخ في (الأمالي)، والسيد المرتضى في (عيون المعجزات) عن أبن عباس وغيره : ان معاوية بذل لجعدة بنت الاشعث زوجة ابي محمد (عليه السلام)  عشرة الاف دينار، وقطاعات كثيرة من شعب وسواد الكوفة ، وحمل اليها سما فجعلته في طعام فلما وضعته بين يديه قال انا لله وانا اليه راجعون , والحمد لله على لقاء محمد سيد المرسلين، وأبي سيد الوصيين، وامي سيدة نساء العالمين وعمي جعفر الطيار في الجنة، وحمزة سيدة الشهداء صلوات الله عليهم اجمعين.

ودخل عليه اخوه الحسين (عليه السلام)  فقال : كيف تجدك يا أخي؟ , قال : اجدني في أول يوم من ايام الاخرة، وآخر يوم من ايام الدنيا، واعلم اني لا اسبق اجلي، واني وارد على أبي وجدي على كره مني لفراقك وفراق اخوتك، وفراق الاحبة ، واستغفر الله من مقالتي هذه، واتوب اليه، بل على محبة مني للقاء رسول الله، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وامي فاطمة، وحمزة، وجعفر، وفي الله عزو جل خلف من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودرك من كل ما فات، رأيت يا اخي كبدي في الطشت، ولقد عرفت من دها بي، ومن أين اتيت، فما انت صانع به يا اخي؟ , فقال الحسين : اقتله والله.

قال : فلا اخبرك به ابدا حتى نلقى رسول الله، ولكن اكتب يا اخي : هذا ما أوصى به الحسن بن علي الى اخيه الحسين بن علي، اوصى انه يشهد انه لا اله الا الله وحده لا شريك له، وانه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك، ولا ولي له من الذل، وانه خلق كل شيء وقدره تقديرا، وانه اولى من عبد، واحق من حمد، من اطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب اليه اهتدى، فاني اوصيك يا حسين بمن خلفت من اهلي وولدي واهل بيتي، ان تصفح عن مسيئهم، وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفا ووالدا، وان تدفني مع رسول الله، فاني احق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده قال الله فيما انزله على نبيه في كتابه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ } [الأحزاب: 53] , فوالله ما اذن في الدخول عليه في حياته بغير اذنه ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن ماذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده، فان ابت عليك الامرأة فأنشدك بالله وبالقرابة التي قرب الله عزو جل منك والرحم الماسة من رسول الله ان تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله (صلى الله عليه واله) فنختصم اليه ونخبره بما كان من الناس الينا بعده، ثم قبض (عليه السلام).

قال ابن عباس : فدعاني الحسين بن علي وعبدالله بن جعفر وعلي بن عبدالله بن العباس، فقال : اغسلوا ابن عمكم، فغسلناه وحنطناه والبسناه اكفانه، ثم خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد، وان الحسين امر ان يفتح البيت، فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان، وقالوا : يدفن امير المؤمنين عثمان الشهيد القتيل ظلما بالبقيع بشر مكان، ويدفن الحسن مع رسول الله؟ , لا يكون ذلك ابدا حتى تكسر السيوف بيننا، وتنقصف الرماح، وينفذ النبل.

فقال الحسين (عليه السلام)  : اما والله الذي حرم مكة، للحسن بن علي ابن فاطمة احق برسول الله وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه، وهو والله احق به من حمال الخطايا مسير ابي ذر (رضي الله عنه) للربذة والفاعل بعمار ما فعل، وبعبد الله ما صنع، المؤوي لطريد رسول الله (صلى الله عليه واله).

وفي وراية اخرى في (عيون المعجزات) : فلما فرغ الحسين من شانه وحمله ليدفنه مع رسول الله ركب مروان بن الحكم طريد رسول الله بغلة واتى عائشة فقال لها : يا ام المؤمنين ، ان الحسين يريد ان يدفن اخاه الحسن مع رسول الله، والله ان يدفن معه ليذهبن فخر ابيك وصاحبه عمر إلى يوم القيامة ، قالت : فما اصنع يا مروان؟ , قال : الحقي به وامنعيه من ان يدفن معه.

قالت : وكيف الحقه، قال : اركبي بغلتي هذه، فنزل عن بغلته فركبتها، وكانت تؤز الناس وبني امية على الحسين، وتحرضهم على منعه مما هم به، فلما قربت من قبر رسول الله، وكان قد وصلت جنازة الحسن، فرمت بنفسها عن البغلة، وقالت : والله لا يدفن الحسن ههنا ابدا أو تجز هذه، وأومت بيدها على شعرها).

وفي رواية اخرى في (مناقب ابن شهرآشوب) : ورموا بالنبال جنازته (عليه السلام)  حتى سل منها سبعون نبلا.

وفي (عيون المعجزات) : فاراد بنو هاشم المجالدة، فقال الحسين (عليه السلام)  : الله الله لا تضيعوا وصية اخي، واعدلوا به الى البقيع، فانه اقسم علي ان انا منعت من دفنه مع جده ان لا اخاصمكم فيه احدا، وان ادفنه بالبقيع مع امه، فعدلوا به ودفنوه بالبقيع معها.

وفي (ارشاد المفيد) : فقال الحسين : والله لولا عهد الحسن الي بحقن الدماء وان لا اهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم، وابطلتم ما اشترطنا عليكم لانفسنا، ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي الله عنه).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.