أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2019
9403
التاريخ: 8-8-2019
4486
التاريخ: 13-8-2019
8264
التاريخ: 8-8-2019
7455
|
قال تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } [التوبة : 115 ، 116] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :
{وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم} أي : وما كان الله ليحكم بضلالة قوم بعد ما حكم بهدايتهم {حتى يبين لهم ما يتقون} من الأمر بالطاعة ، والنهى عن المعصية ، فلا يتقون ، فعند ذلك يحكم بضلالتهم . وقيل : وما كان الله ليعذب قوما فيضلهم عن الثواب ، والكرامة ، وطريق الجنة ، بعد إذ هداهم ، ودعاهم إلى الإيمان ، حتى يبين لهم ما يستحقون به الثواب والعقاب ، من الطاعة والمعصية .
وقيل : لما نسخ بعض الشرائع ، وقد غاب أناس وهم يعملون بالأمر الأول ، إذ لم يعلموا بالأمر الثاني ، مثل تحويل القبلة ، وغير ذلك ، وقد مات الأولون على الحكم الأول ، سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن ذلك ، فأنزل الله الآية ، وبين أنه لا يعذب هؤلاء على التوجه إلى القبلة الأولى ، حتى يسمعوا بالنسخ ، ولا يعملوا بالناسخ ، فحينئذ يعذبهم عن الكلبي .
{إن الله بكل شيء عليم} : يعلم جميع المعلومات حتى لا يشذ شيء منها عنه ، لكونه عالما لنفسه {إن الله له ملك السماوات والأرض} الملك : اتساع المقدور لمن له السياسة والتدبير {يحيي ويميت} أي : يحيي الجماد ، ويميت الحيوان {وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} أي : ليس لكم سواه حافظ يحفظكم ، وولي يتولى أمركم ، ولا ناصر ينصركم ، ويدفع العذاب عنكم .
النظم : وجه اتصال الآية الأولى بما قبلها : إن الله سبحانه لما حرم على المؤمنين أن يستغفروا للمشركين ، بين سبحانه أنه لا يأخذهم بذلك ، إلا بعد أن يدلهم على تحريمه ، عن مجاهد . ووجه اتصال الآية الثانية بما قبلها : الحض على ما تقدم ذكره من جهاد المشركين ملوكهم وغير ملوكهم ، لأنهم عبيد من له ملك السماوات والأرض ، يأمرهم بما يشاء ، ويدبرهم على ما يشاء ، عن علي بن عيسى .
__________________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج5 ، ص 134 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هاتين الآيتين (1) :
{ وما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ } المراد ب { لِيُضِلَّ } الحساب والمؤاخذة ، وب { قَوْماً } المؤمنون خاصة بدليل قوله : { بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ } والمعنى ان المؤمنين إذا عملوا عملا لا يعرفون : هل هو حلال أو حرام ، كما لو استغفروا لمشرك أو ترحموا عليه جهلا بالتحريم - فان اللَّه سبحانه لا يؤاخذهم { حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ } بيانا واضحا ، فإن عصوا بعد البيان استحقوا العقاب ، وخير تفسير لهذه الآية قول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) : « أيما امرئ ركب أمرا بجهالة فلا شيء عليه » . وقول الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : كل شيء مطلق ، حتى يرد فيه نهي .
{ إِنَّ اللَّهً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ يُحْيِي ويُمِيتُ وما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ } . الآية واضحة المعنى ، وتقدمت أكثر من مرة ، وتأتي مرات ، والغرض أن يكون الإنسان دائما مع اللَّه ، وعلى ذكر من عظمته ، وانه المالك وحده لناصيته ، كي لا يتجاوز حدا من حدوده .
_______________________
1. تفسير الكاشف ، ج4 ، ص 111-112 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :
قوله تعالى : ﴿وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون﴾ إلى آخر الآيتين الآيتان متصلتان بالآيتين قبلهما المسوقتين للنهي عن الاستغفار للمشركين .
أما الآية الأولى أعني قوله : ﴿وما كان الله ليضل﴾ إلخ ففيه تهديد للمؤمنين بالإضلال بعد الهداية إن لم يتقوا ما بين الله لهم أن يتقوه ويجتنبوا منه ، وهو بحسب ما ينطبق على المورد أن المشركين أعداء لله لا يجوز الاستغفار لهم والتودد إليهم فعلى المؤمنين أن يتقوا ذلك وإلا فهو الضلال بعد الهدى ، وعليك أن تذكر ما قدمناه في تفسير قوله تعالى : ﴿اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون﴾ [المائدة : 3] في الجزء الخامس من الكتاب وفي تفسير آيات ولاية المشركين وأهل الكتاب الواقعة في السور المتقدمة .
والآية بوجه في معنى قوله تعالى : ﴿ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ [الأنفال : 53] وما في معناه من الآيات ، وهي جميعا تهتف بأن من السنة الإلهية أن تستمر على العبد نعمته وهدايته حتى يغير هو ما عنده بالكفران والتعدي فيسلب الله منه النعمة والهداية .
وأما الآية الثانية أعني قوله : ﴿إن الله له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير﴾ فذيلها بيان لعلة الحكم السابق المدلول عليه بالآية السابقة وهو النهي عن تولي أعداء الله أو وجوب التبري منهم إذ لا ولي ولا نصير حقيقة إلا الله سبحانه وقد بينه للمؤمنين فعليهم بدلالة من إيمانهم أن يقصروا التولي عليه تعالى أو من أذن في توليهم له من أوليائه وليس لهم أن تعتدوا ذلك إلى تولي أعدائه كائنين من كانوا .
وصدر الآية بيان لسبب هذا السبب وهو أن الله سبحانه هو الذي يملك كل شيء وبيده الموت والحياة فإليه تدبير كل أمر فهو الولي لا ولي غيره .
وقد ظهر من عموم البيان والعلة في الآيات الأربع أن الحكم عام وهو وجوب التبري أو حرمة التولي لأعداء الله سواء كان التولي بالاستغفار أو بغير ذلك وسواء كان العدو مشركا أو كافرا أو منافقا أو غيرهم من أهل البدع الكافرين بآيات الله أو المصرين على بعض الكبائر كالمرابي المحارب لله ورسوله .
_______________________
1 . تفسير الميزان ، ج9 ، ص 332-333 .
تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :
العقاب بعد البيان :
إن الآية الأولى تشير إلى قانون كلّي وعام ، يؤيده العقل أيضا ، وهو أنّ اللّه سبحانه وتعالى ما دام لم يبيّن حكما ، ولم يصل شيء من الشرع حوله ، فإنّه تعالى سوف لا يحاسب عليه أحدا ، وبتعبير آخر : فإنّ التكليف والمسؤولية تقع دائما بعد بيان الأحكام ، وهذا هو الذي يعبر عنه في علم الأصول بقاعدة (قبح العقاب بلا بيان) .
ولذلك فأوّل ما تطالعنا به الآية قوله : {وما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ} .
إنّ المقصود من (يضل)- في الأصل الإضلال والتضييع ، أو الحكم بالإضلال- كما احتمله بعض المفسّرين (كما يقال في التعديل والتفسيق ، أي الحكم بعدالة الشخص وفسقه) «2» أو بمعنى الإضلال من طريق الثواب يوم القيامة ، وهو في الواقع بمعنى العقاب .
أو أنّ المقصود من «الإضلال» ما قلناه سابقا ، وهو سلب نعمة التوفيق ، وإيكال الإنسان إلى نفسه ، ونتيجة ذلك هو الضياع والحيرة والانحراف عن طريق الهداية لا محالة ، وهذا التعبير إشارة خفية ولطيفة إلى حقيقة ثابتة ، وهي أنّ الذّنوب دائما هي مصدر وسبب الضلال والضياع والابتعاد عن طريق الرشاد «3» .
وأخيرا تقول الآية : {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي إن علم اللّه يحتم ويؤكّد على أنّ اللّه سبحانه ما دام لم يبيّن الحكم الشرعي لعباده ، فإنّه سوف لا يؤاخذهم أو يسألهم عنه .
جواب سؤال
يتصور بعض المفسّرين والمحدّثين أنّ الآية دليل على أن «المستقلات العقلية»- (و هي الأمور التي يدركها الإنسان عن طريق العقل لا عن طريق حكم الشرع ، كإدراك قبح الظلم وحسن العدل ، أو سوء الكذب والسرقة والاعتداء وقتل النفس وأمثال ذلك)- ما دام الشرع لم يبيّنها ، فإن أحدا غير مسئول عنها . وبتعبير آخر فإنّ كل الأحكام العقلية يجب أن تؤيد من قبل الشرع لإيجاد التكليف والمسؤولية على الناس ، وعلى هذا فإنّ الناس قبل نزول الشرع غير مسئولين مطلقا ، حتى في مقابل المستقلات العقلية .
إلّا أنّ بطلان هذا التصور واضح ، فإنّ جملة {حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ} تجيبهم وتبيّن لهم أنّ هذه الآية وأمثالها خاصّة بالمسائل التي بقيت في حيز الإبهام وتحتاج إلى التّبيين والإيضاح ، ومن المسلّم أنّها لا تشمل المستقلات العقلية ، لأنّ قبح الظلم وحسن العدل ليس أمرا مبهما حتى يحتاج إلى توضيح .
الذين يذهبون إلى هذا القول غفلوا عن أن هذا القول- إن صحّ- فلا وجه لوجوب تلبية دعوة الأنبياء ، ولا مبرر لأن يطالعوا ويحققوا دعوى مدعي النّبوة ومعجزاته حتى يتبيّن لهم صدقه أو كذبه ، لأنّ صدق النّبي والحكم الإلهي لم يبيّن لحد الآن لهؤلاء ، وعلى هذا فلا داعي للتحقق من دعواه .
وعلى هذا فكما يجب التثبت من دعوى من يدعي النّبوة بحكم العقل ، وهو من المستقلات العقلية ، فكذلك يجب اتباع سائر المسائل التي يدركها العقل بوضوح .
والدليل على هذا الكلام التعبير المستفاد من بعض الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام ، ففي كتاب التوحيد ، عن الصادق عليه السّلام أنّه قال في تفسير هذه الآية : «حتى يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه» «4» .
وعلى كل حال ، فإنّ هذه الآية وأمثالها تعتبر أساسا لقانون كلّي أصولي ، وهو أننا ما دمنا لا نملك الدليل على وجوب أو حرمة شيء ، فإنّنا غير مسئولين عنه ، وبتعبير آخر فإنّ كل شيء مباح لنا ، إلّا أن يقوم دليل على وجوبه أو تحريمه ، وهو ما يسمونه ب (أصل البراءة) .
وتستند الآية التالية على هذه المسألة وتوكّد : {إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والْأَرْضِ} وأن نظام الحياة والموت أيضا بيد قدرته ، فإنّه هو الذي {يُحْيِي ويُمِيتُ} وعلى هذا : {وما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ} ، وهو إشارة إلى أنّه لما كانت كل القدرات والحكومات في عالم الوجود بيده ، وخاضعة لأمره ، فلا ينبغي لكم أن تتكلوا على غيره ، وتلتجئوا إلى البعيدين عن اللّه وإلى أعدائه وتوادوهم ، وتوثقوا علاقتكم بهم عن طريق الاستغفار وغيره .
_______________________
1. تفسير الأمثل ، ج5 ، ص 382-384 .
2. يتصور البعض أنّ باب (تفعيل) هو الوحيد الذي يأتي أحيانا بمعنى الحكم ، في حين يلاحظ ذلك في باب (إفعال) أيضا ، كالشعر المعروف المنقول عن الكميت ، حيث يقول في بيان عشقه وحبّه لآل محمّد صلى اللّه عليه وآله وسلّم: وطائفة قد أكفروني بحبّكم .
3. لمزيد التوضيح حول معنى الهداية والضلال في القرآن ، راجع ذيل الآية (26) من سورة البقرة .
4. تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، ص 276 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|