أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-6-2019
6568
التاريخ: 21-5-2021
6483
التاريخ: 11-6-2020
2807
التاريخ: 9-7-2019
1630
|
غزوة أسامة بن زيد مؤتة
قالوا: لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه، ووجد عليهم وجداً شديداً، فلما كان يوم الاثنين لأربع ليالي بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالإنكماش في غزوهم. فتفرق المسلمون من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم مجدون في الجهاد، فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الغد، يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر، دعا أسامة بن زيد فقال: " يا أسامة، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، فأغر صباحاً على أهل أبنى وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الخير، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون أمامك والطلائع. فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، بدى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فصدع وحم. فلما أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده لواء، ثم قال: يا أسامة، اغز بسم الله في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله؛ اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا تمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم، ولكن قولوا: اللهم، اكفناهم، واكفف بأسهم عنا! فإن لقوكم قد أجلبوا وصيحوا، فعليكم بالسكينة والصمت، ولا تنازعوا ولا تفشلوا فتذهب ريحكم. وقولوا: اللهم، نحن عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت! واعلموا أن الجنة تحت البارقة " .
قال: حدثني يحيى بن هشام بن عاصم الأسلمي، عن المنذر بن جهم، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أسامة، شن الغارة على أهل أبنى! قال: فحدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره أن يغير على أبنى صباحاً وأن يحرق.
قالوا: ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأسامة: " امض على اسم الله " ! فخرج بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به إلى بيت أسامة، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة فعسكر بالجرف، وضرب عسكره في سقاية سليمان اليوم. وجعل الناس يجدون بالخروج إلى العسكر، فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره، ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ، ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل؛ في رجال من المهاجرين والأنصار عدة: قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش. فقال رجال من المهاجرين، وكان أشدهم في ذلك قولاً عياش بن أبي ربيعة: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟ فكثرت القالة في ذلك، فسمع عمر بن الخطاب ، بعض ذلك القول، فرده على ما تكلم به، وجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بقول من قال، فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غضباً شديداً، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعيه قطيفة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أما بعد، يا أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله، لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله؛ وايم الله، إن كان للإمارة لخليقاً وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي، وإنهما لمخيلان لكل خير، فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم " ! ثم نزل (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل بيته، وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع الأول. وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيهم عمر بن الخطاب،، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " أنفذوا بعث أسامة " ! ودخلت أم أيمن، فقالت: أي رسول الله، لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل، فإن أسامة إن خرج على حالته هذه لم ينتفع بنفسه. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنفذوا بعث أسامة! فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد، ونزل أسامة يوم الأحد ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقيل مغمور، وهو اليوم الذي لدوه فيه، فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعيناه تهملان، وعنده العباس والنساء حوله، فطأطأ عليه أسامة فقبله، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يصبها على أسامة. قال: فأعرف أنه كان يدعو لي. قال أسامة: فرجعت إلى معسكري. فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مفيقاً، فجاءه أسامة فقال: اغد على بركة الله! فودعه أسامة، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مفيق مريح، وجعل نساءه يمتاشطن سروراً براحته. فدخل أبو بكر،، فقال: يا رسول الله، أصبحت مفيقاً بحمد الله، واليوم يوم ابنة خارجة فائذن لي! فأذن له فذهب إلى السنح، وركب أسامة إلى معسكره، وصاح في الناس أصحابه بالحوق بالعسكر، فانتهى إلى معسكره ونزل، وأمر الناس بالرحيل وقد متع النهار. فبينا أسامة يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أم أيمن وهي أمه تخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يموت، فأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فانتهوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يموت، فتوفي رسول الله حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقوداً حتى أتى به باب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فغرزه عنده، فلما بويع لأبي بكر، أمر بريدة أ، يذهب باللواء إلى بيت أسامة وألا يحله أبداً حتى يغزوهم أسامة. قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقوداً مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة، فما زال في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتد من ارتد عن الإسلام، قال أبو بكر ، لأسامة رحمة الله عليه: انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول، وخرج بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول، فشق على كبار
المهاجرين الأولين، ودخل على أبي بكر عمر، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد ابن زيد، فقالوا: يا خليفة رسول الله، إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب، وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئاً، اجعلهم عدة لأهل الردة، ترمي بهم في نحورهم! وأخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليهم وفيها الذراري والنساء، فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام برجانه، وتعود الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف؛ ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا! فلما استوعب أبو بكر، منهم كلامهم قال: هل منكم أحد يريد أن يقول شئياً؟ قالوا: لا، قد سمعت مقالتنا. فقال: والذي نفسي بيده، لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث، ولا بدأت بأول منه؛ ورسول الله ينزل عليه الوحي من السماء يقول: أنفذوا جيش أسامة! ولكن خصلة؛ أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندنا، فإنه لا غناء بنا عنه. والله، ما أدري يفعل أسامة أم لا، والله إن رأى لا أكرهه! فعرف القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة. ومشى أبو بكر، إلى أسامة في بيته، وكلمه أن يترك عمر، ففعل أسامة، وجعل يقول له: أذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة: نعم! وخرج وأمر مناديه ينادي: عزم مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشياً. وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة، فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج، فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد. هاجرين الأولين، ودخل على أبي بكر عمر، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد ابن زيد، فقالوا: يا خليفة رسول الله، إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب، وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئاً، اجعلهم عدة لأهل الردة، ترمي بهم في نحورهم! وأخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليهم وفيها الذراري والنساء، فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام برجانه، وتعود الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف؛ ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا! فلما استوعب أبو بكر، منهم كلامهم قال: هل منكم أحد يريد أن يقول شئياً؟ قالوا: لا، قد سمعت مقالتنا. فقال: والذي نفسي بيده، لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث، ولا بدأت بأول منه؛ ورسول الله ينزل عليه الوحي من السماء يقول: أنفذوا جيش أسامة! ولكن خصلة؛ أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندنا، فإنه لا غناء بنا عنه. والله، ما أدري يفعل أسامة أم لا، والله إن رأى لا أكرهه! فعرف القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة. ومشى أبو بكر، إلى أسامة في بيته، وكلمه أن يترك عمر، ففعل أسامة، وجعل يقول له: أذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة: نعم! وخرج وأمر مناديه ينادي: عزم مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشياً. وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة، فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج، فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد.
وخرج أبو بكر ، يشيع أسامة والمسلمين، فلما ركب أسامة من الجرف في أصحابه وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فارس فسار أبو بكر ، إلى جنب أسامة ساعة، ثم قال: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك؛ إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه، وإنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فخرج سريعاً فوطئ بلاداً هادئة لم يرجعوا ع الإسلام جهينة وغيرها من قضاة فلما نزل وادي القرى قدم عيناً له من بني عذرة يقال له حريث ، فخرج على صدر راحلته أمامه فغذا حتى انتهى إلى أبنى؛ فنظر إلى ما هناك وارتاد الطريق، ثم رجع سريعاً حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من أبنى، فأخبره أن الناس غارون ولا جموع لهم، وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع الجموع، وأن يشنها غارة.
قال: فحدثني هشام بن عاصم، عن المنذر بن جهم قال: قال بريدة لأسامة: يا أبا محمد، إني شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي أباك أن يدعوهم إلى الإسلام، فإن أطاعوه خيرهم، وإن أحبوا أن يقيموا في دارهم ويكونوا كأعراب المسلمين، ولا شيء لهم في الفئ ولا الغنيمة إلا أن يجاهدوا مع المسلمين؛ وإن تحولوا إلى دار الإسلام كان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. قال أسامة: هكذا وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني، وهو آخر عهده إلي، أن أسرع السير وأسبق الأخبار، وأن أشن الغارة عليهم بغير دعاء، فأحرق وأخرب. فقال بريد: سمعاً وطاعة لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلما انتهى إلى أبنى فنظر إليها منظر العين عبأ أصحابه وقال: اجعلوها غارة ولا تمعنوا في الطلب ولا تفترقوا، واجتمعوا واخفوا الصوت، واذكروا الله في أنفسكم، وجردوا سيوفكم وضعوها فيمن أشرف لكم. ثم دفع عليهم الغارة، فما نبح كلب ولا تحرك أحد، وما شعروا إلا بالقوم قد شنوا عليهم الغارة ينادون بشعارهم: يا منصور أمت!. فقتل من أشرف له، وسبى من قدر عليه، وحرق في طوائفهم بالنار، وحرق منازلهم وحرثهم ونخلهم، فصارت أعاصير من الدخاخين. وأجال الخيل في عرصاتهم، ولم يمعنوا في الطلب؛ أصابوا ما قرب منهم وأقاموا يومهم ذلك في تعبئة ما أصابوا من الغنائم. وكان أسامة خرج على فرس أبيه التي قتل عليها أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة؛ وقتل قاتل أبيه في الغارة، خبره به بعض من سبى؛ وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهماً، وأخذ لنفسه مثل ذلك. فلما أمسوا أمر الناس بالرحيل، ومضى الدليل أمامه، حريث العذري، فأخذوا الطريق التي جاء منها، ودانوا ليلتهم حتى انتهوا بأرض بعيدة، ثم طوى البلاد حتى انتهى إلى وادي القرى في تسع ليال، ثم قصد بعد في السير فسار إلى المدينة، وما أصيب من المسلمين أحد. فبلغ ذلك هرقل وهو بحمص، فدعا بطارقته فقال: هذا الذي حذرتكم، فأبيتم أن تقبلوه مني. قد صارت العرب بأتي مسيرة شهر تغير عليكم، ثم تخرج من ساعتها ولم تكلم. قال أخوه: سأقوم فأبعث رابطة تكون بالبلقاء. فبعث رابطة واستعمل عليهم رجلاً من أًصحابه، فلم يزل مقيماً حتى قدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر.
قالوا: واعترض لأسامة في منصرفه قوم من أهل كثكث قرية هناك قد كانوا اعترضوا لأبيه في بدأته فأصابوا من أطرافه، فناهضهم أسامة بمن معه، وظفر بهم وحرق عليهم، وساق نعماً من نعمهم، وأسر منهم أسيرين فأوثقهما، وهرب من بقي، فقدم بهما المدينة فضرب أعناقهم.
قال: فحدثني أبو بكر بن يحيى بن النضر، عن أبيه، أن أسامة بن زيد بعث بشيره من وادي القرى بسلامة المسلمين، وأنهم قد أغاروا على العدو فأصابوهم، فلما سمع المسلمون بقدومهم خرج أبو بكر، في المهاجرين، وخرج أهل المدينة حتى العواتق سروراً بسلامة أسامة ومن معه من المسلمين، ودخل يومئذ على فرسه سبحة كأنما خرجت من ذي خشب، عليه الدرع، واللواء أمامه يحمله بريدة، حتى انتهى به إلى المسجد، فدخل فصلى ركعتين وانصرف إلى بيته معه اللواء. وكان مخرجه من الجرف لهلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة، فغاب خمسة وثلاثين يوماً، عشرون في بدأته، وخمسة عشر في رجعته.
قال: فحدثني محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد، عن أهله، قال: توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسامة ابن تسع عشرة سنة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجه وهو ابن خمس عشر سنة امرأة من طيئ، ففارقها وزوجه أخرى. وولد له في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأولم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على بنائه بأهله.
قال: فحدثني أبو الحر عبد الرحمن بن الحر الواقفي، من ولد السائب، عن يزيد بن حصيفة، أن ابناً لأسامة بن زيد بن حارثة رحمه الله دخل به على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت أم سلمة، وهو أسود، فقالت أم سلمة: يا رسول لاله، لو كان هذا جارية ما نفقت. فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بلى، إن شاء الله يجعل لها مسكان من ورق، وقرطان، ويجعل على المسلمين حلوق، فكأنه ذهب.
قال: حدثني محمد بن حوط، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، قال: كان أسامة بن زيد قد أصاب الجدري أول ما قدم المدينة وهو غلام، مخاطه يسيل على فيه، فتقذر به عائشة ،ا، فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فطفق يغسل وجهه ويقبله. قالت عائشة: أما والله، بعد هذا فلأ أقصيه أبداً.
عن محمد بن الحسن، عن حسين بن أبي حسين المازني، عن ابن قسيط، عن محمد بن زيد، قال: سقط أسامة فأصاب وجهه شجة، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمص الدم ويبصقه.
عن ابن جريج، وسفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى ابن جعدة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لفاطمة وهي تمسح عن وجه أسامة شيئاً، فكأنها تأذت به؛ فاجتذبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتهرها، فقالت: لا أتأذى به أبداً.
قال: حدثني معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن مجزز المدلجي نظر إلى زيد وأسامة، وعليهما قطيقة رهما مضطجعان، قد خمرا رؤوسهما وأرجلهما فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض. فسر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لشبه أسامة زيد بن حارثة.
عن محمد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، قالت: ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عياناً قط إلا مرة واحدة، جاء زيد بن حارثة من غزوة يستفتح، فسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صوته فقام عرياناً يجر ثوبه فقبله.
قال: حدثني موسى بن يعقوب، عن أبي الحويرث، ومخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، قالا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأم كلثوم بنت عقبة: تزوجي زيد بن حارثة فإنه خير لك. فكرهت ذلك، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|