أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
3235
التاريخ: 6-4-2016
3349
التاريخ: 4-4-2016
3571
التاريخ: 5-4-2016
3592
|
قال الشيخ المفيد في إرشاده لما قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس الحسن بن علي (عليه السلام) وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه (عليه السلام) على حرب من حارب و سلم من سالم.
ثم قال أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه أنا ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت افترض الله مودتهم في كتابه فقال تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23]
فالحسنة مودتنا أهل البيت ثم جلس فقام عبد الله بن العباس رحمة الله عليهما ما بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه فاستجاب له الناس وقالوا ما أحبه إلينا و أوجب حقه علينا وتبادروا إلى البيعة له بالخلافة وذلك في يوم الجمعة الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال وأمر الأمراء و أنفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة ونظر في الأمور ولما بلغ معاوية موت أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبيعة الحسن (عليه السلام) أنفذ رجلا من حمير إلى الكوفة وآخر من بني القين إلى البصرة ليطالعاه بالأخبار ويفسدا على الحسن (عليه السلام) الأمور وقلوب الناس فعرف بهما وحصلهما وأمر بقتلهما و كتب إلى معاوية أما بعد فإنك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك فتوقعه إن شاء الله و بلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذوو الحجى .
وكان بينه وبين الحسن (عليه السلام) مكاتبات و احتج عليه الحسن (عليه السلام) في استحقاقه الأمر و توثب من تقدم على أبيه (عليه السلام) وابتزازه سلطان ابن عمه رسول الله (صلى الله عليه واله) و صار معاوية نحو العراق و تحرك الحسن (عليه السلام) وبعث حجر بن عدي و استنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ثم خفوا ومعه أخلاط من الناس بعضهم من شيعته و شيعة أبيه (عليه السلام) وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة وبعضهم أصحاب طمع في الغنائم و بعضهم شكاك و بعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين ثم صار حتى نزل ساباط دون القنطرة و بات هناك.
فلما أصبح أراد (عليه السلام) أن يمتحن أصحابه ويستبرئ أحوالهم في طاعته ليميز أولياءه من أعدائه و يكون على بصيرة من لقاء معاوية فأمر أن ينادى في الناس بالصلاة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم فقال: الحمد لله كلما حمده حامد وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق وائتمنه على الوحي (صلى الله عليه واله) أما بعد فو الله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنه وأنا أنصح خلق الله لخلقه وما أصبحت محتملا على امرئ مسلم ضغينة و لا مريدا له بسوء و لا غائلة و إن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة وإني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري ولا تردوا علي رأيي غفر الله لي ولكم وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا .
قال فنظر الناس بعضهم إلى بعض و قالوا ما ترونه يريد بما قال قالوا نظن أنه يريد أن يصالح معاوية و يسلم الأمر إليه فقالوا كفر و الله الرجل و شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ثم شد عليه رجل يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه عن عاتقه فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداه ثم دعا بفرسه فركبه وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من أراده و دعا ربيعة و همدان فأطافوا به و منعوه فسار و معه شوب من غيرهم.
فلما مر في مظلم ساباط بدر إليه رجل من بني أسد اسمه الجراح بن سنان و أخذ بلجام فرسه و بيده مغول و قال الله أكبر أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل و طعنه في فخذه فشقه حتى بلغ العظم فاعتنقه الحسن (عليه السلام) وخرا جميعا إلى الأرض فأكب عليه رجل من شيعة الحسن (عليه السلام) فقتله بمغوله و قتل معه شخص آخر كان معه وحمل الحسن (عليه السلام) على سرير إلى المدائن فأنزل به على سعد بن مسعود الثقفي وكان عامل علي (عليه السلام) بها فأقره الحسن (عليه السلام) على ذلك واشتغل بمعالجة جرحه.
وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سرا واستحثوه على سرعة المسير نحوهم وضمنوا لهم تسليم الحسن (عليه السلام) إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به وبلغ الحسن (عليه السلام) ذلك.
وورد عليه كتاب قيس بن سعد وكان قد أنفذه مع عبيد الله بن العباس في مسيره من الكوفة ليلقى معاوية فيرده عن العراق وجعله أميرا على الجماعة وقال إن أصيب فالأمير قيس بن سعد يخبره أنهم نازلوا معاوية بإزاء مسكن وأن معاوية أرسل إلى عبيد الله بن العباس يرغبه في المسير إليه وضمن له ألف ألف درهم يعجل له منها النصف ويعطيه النصف الآخر عند دخوله الكوفة فانسل عبيد الله ليلا إلى معسكر معاوية ومعه خاصته وأصبح الناس بغير أمير فصلى بهم قيس ونظر في أمورهم فازدادت بصيرة الحسن (عليه السلام) بخذلانهم له وفساد نيات المحكمة فيه وما أظهروه له من سبه و تكفيره واستحلال دمه ونهب أمواله ولم يبق معه من يأمن غوائله إلا خاصة من شيعته وشيعة أبيه (عليه السلام) وهم جماعة لا يقومون بحرب أهل الشام.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|