المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)‏  
  
3676   05:08 مساءً   التاريخ: 4-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص307-308
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / الولادة والنشأة /

ولد الامام الحسن (عليه السلام) في السنة الثالثة للهجرة في ليلة الثلاثاء، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، على المشهور، و قيل ولد في السنة الثانية.

اسمه الشريف الحسن و في التوراة (شبّر) لانّ شبّر في اللغة العبرية بمعنى الحسن، و كان اسم أكبر ولد هارون النبي أيضا شبّر و كنيته الشريفة أبو محمد و القابه الكريمة السيد و السبط و الامين و الحجة و البرّ و النقيّ و الزكي و المجتبى و الزاهد.

روى ابن بابويه بأسانيد معتبرة عن الامام زين العابدين (عليه السلام) انّه قال: لمّا ولدت فاطمة الحسن (عليه السلام) قالت لعليّ (عليه السلام) سمّه، فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه، فجاء رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فأخرج إليه في خرقة صفراء، فقال: «أ لم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء»، ثم رمى بها و أخذ خرقة بيضاء فلفّه فيها، ثم قال لعليّ (عليه السلام): هل سمّيته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه، فقال صلّى اللّه عليه و آله: و ما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ و جل، فأوحى اللّه تبارك و تعالى الى جبرئيل انّه قد ولد لمحمد ابن فاهبط فاقرأه السلام و هنئه و قل له: انّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فهنّاه من اللّه عز و جل، ثم قال: انّ اللّه تبارك و تعالى يأمرك أن تسميه باسم هارون، قال: و ما كان اسمه؟ قال: شبّر، قال: لساني عربيّ، قال: سمّه الحسن، فسمّاه الحسن.

فلمّا ولد الحسين (عليه السلام) أوحى اللّه عز و جل الى جبرئيل (عليه السلام) انّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط إليه فهنّئه و قل له انّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون، قال: فهبط جبرئيل (عليه السلام) فهنّأه من اللّه تبارك و تعالى، ثم قال: انّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه‏ باسم ابن هارون، قال: و ما اسمه؟ قال: شبير، قال: لساني عربيّ، قال: سمّه الحسين، فسمّاه الحسين‏ .

وروى الشيخ الجليل عليّ بن عيسى الأربلي رحمه اللّه في كشف الغمّة انّه: كان الحسن بن عليّ (عليه السلام) أبيض مشربا حمرة، أدعج‏  العينين، سهل الخدّين، دقيق المسربة ، كثّ اللحية، ذا وفرة، و كأنّ عنقه ابريق فضة، عظيم الكراديس‏ ، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل و لا القصير، مليحا، من أحسن الناس وجها، و كان يخضب بالسواد، و كان جعد الشعر، حسن البدن‏ .

وروي أيضا عن الامام علي (عليه السلام) قال: أشبه الحسن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ما بين الصدر الى الرأس، و الحسين أشبه النبي (صلى الله عليه واله) ما كان أسفل من ذلك‏ .

وروى ثقة الاسلام الكليني رحمه اللّه بسند معتبر عن الحسين بن خالد، قال: «سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن التهنئة بالولد متى؟.

فقال: انّه قال: لمّا ولد الحسن بن عليّ هبط جبرئيل بالتهنئة على النبي (صلى الله عليه واله) في اليوم السابع، و أمره أن يسمّيه و يكنّيه و يحلق رأسه و يعق عنه و يثقب أذنه، و كذلك كان حين ولد الحسين (عليه السلام) أتاه في اليوم السابع بمثل ذلك، قال : و كان لهما ذؤابتان في القرن الأيسر، وكان الثقب في الأذن اليمنى في شحمة الأذن و في اليسرى في أعلى الاذن، فالقرط في اليمنى، والشنف في اليسرى، وقد روى انّ النبي (صلى الله عليه واله) ترك لهما ذؤابتين في وسط الرأس وهو أصح من القرن‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.