ولنا أن نقول : إن ما يبدو أمامنا من سلبيات واضحة في الممارسات الإعلامية العربية بصفة عامة في مجالات البث الإذاعي والتليفزيوني والفضائي، فثمة آمال واسعة في تصحيح كافة المسارات الخاطئة، وهو ما يبدو أوضح ما يكون في العديد من الإذاعات والتليفزيونات والقنوات الفضائية التي نجد في الكثير منها صورا أكثر التزاما في بعض ما تبثه من البرامج، والتغطيات الإخبارية المباشرة، ولقاءات العروض الكلامية Talk Show، مع توافر أعداد كبيرة من المراسلين المنتشرين في معظم أنحاء العالم مما يجعل العالم ذاته بين أطراف أصابع الجميع، مع التزام بالدعوة إلى إصلاح حقيقي، مع نشر الديمقراطية، والالتزام بنشر الرأي والرأي الآخر. الذي يعني حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الفكر، والدعوة إلى المساواة وإلى تحقيق العدالة وإلى ما يمكن أن نصغه بالاستنارة الفكرية والثقافية والديمقراطية والسياسية .

ولنا أن نذكر أنه يتوافر لدينا عدد كبير من الإعلاميين الاكفاء، الذين يحملون رأيا ووجهة نظر بناءة، يعملون على تخطي الحواجز التي كثيرا ما تحاصرهم بها بعض النخب الحاكمة التي تعمل على السيطرة على كافة الانشطة الإعلامية، مما يجعل استقلال بعض الفضائيات استقلالا شكليا بسبب سيل من القوانين والممارسات الضاغطة مثلما هو الحال مع وثيقة [تنظيم البث الفضائي[؛ في المنطقة العربية التي اعتمدها وزراء الإعلام العرب في اجتماع استثنائي (٢٠٠٨) والذي اعتبره البعض [خطوة نحو تكميم الافواه].

ولنا أن نعترف بوجود تعددية واسعة تشمل البث الفضائي بصفة خاصة في عالمنا العربي، والمطلوب الآن هو الأنفاق على استراتيجية إعلامية عربية واحدة، تلتزم بها جميع وسائل البث الإذاعي والتليفزيوني والفضائي العربي. . . استراتيجية تقوم على أساس وحدة المصير العربي، والحرص على بناء الإنسان العربي الملتزم مع تحقيق الشفافية والعدالة والديمقراطية . . . ولنا أن نؤكد أن أهم ما ينبغي أن تتجنبه هذه التعددية هو المنافسة على تقديم اللامعنى واللاشيء وأن تكون وسائل الجذب الإعلامي هو فتح نوافذ أوسع لبرامج تبني وتناقش وتطور دون إغفال لعنصر الترفيه، وبذلك تختفي المنافسة القائمة بين القنوات العربية القائمة على كوميديا هابطة هنا، وكوميديا هابطة هناك . . . أفلام هابطة هنا وأخرى هناك هناك . . . موسيقى صاخبة وغناء هابط هنا . . . وموسيقى صاخبة وغناء هابط هناك. . . وإسفاف هنا. . . وإسفاف هناك، بينما الحروب الإعلامية الشرسة المعادية لا تتوقف عن توجيه سهامها نحونا.