أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
5652
التاريخ: 26-01-2015
3624
التاريخ: 30-01-2015
4625
التاريخ: 29-01-2015
3734
|
من وقائع صفين ليلة الهرير التي خاضت الفرسان فيها في دماء أقرانها و أضرمت الحرب فيها شواظ نيرانها وتعاطى الشجعان فيها كاسات الحمام فمالت بصاحبها و سكرانها وجل الأمر عن المضاربة بسيفها و المطاعنة بسنانها فهرت لحقدها كأدمة بأنيابها عاضة بأسنانها قد شعلت بنار الحمية فطائفة تجهد في طاعتها و أخرى تدأب في عصيانها قد صبرت هذه اتباعا لحقها و صدقها وتلك لباطلها و بهتانها قاتلت هذه حسبة سبيل ربها و إمامها و تلك في اتباع غويها و شيطانها و هذه تعلن بتلاوة كتابها وترتيل قرآنها وتلك القاسطة تنادي بدعوى الجاهلية و أوثانها.
والإمام (عليه السلام) قد باشرها بنفسه فكم قتل من رجالها و أردى من فرسانها و كم أنحى على كتيبة فما عاد إلا بعد تفريق جمعها وهد أركانها ووصل بين الحزن وأهلها و فرق بين رؤوسها و أبدانها و شتت شمل اجتماعها فجمع عليها بين وحوش الأرض و عقبانها فيا لها من ليلة خرست فيها الشقاشق فلا تسمع إلا همهمة و خشعت لها الأصوات فلا تحس إلا غمغمة و عجزت بها الألسن عن النطق فكان نطقها تمتمة و أرادت التقريع على فعالها فلم تستطعه فاعتاضت عنه زئيرا و دمدمة و أظلم سواد حديدها و ليلها وغبارها فعدت بليالي و سال بأرضها طوفان الدم فسوى بين السافل و العالي و أومضت في ظلمائها بوارق السيوف و بدور البيض وشهب العوالي و دارت بها رحى الحرب فطحنت الأواخر والأوالي و انتصب مالك لتلقي روح المعادي و استبشر رضوان بروح الموالي و أمير المؤمنين فارس ذلك الجمع و أسده وإمامه و مولاه و سيده و هادي من اتبعه و مرشده يهدر كالفحل و يزأر كالأسد و يفرقهم و يجمعهم كفعله بالنقد لا يعترضه في إقامة الحق و إدحاض الباطل فتور ولا يلم به في إعلاء كلمة الله و خزي أعدائه قصور يختطف النفوس و يقتطف الرؤوس ويلقي بطلاقة وجهه اليوم العبوس و يذل بسطوة بأسه الأسود السود والفرسان الشئوس و يخجل بأنواره في ليل القتام الأقمار و الشموس فما لقي شجاعا إلا و أراق دمه و لا بطلا إلا و زلزل قدمه و لا مريدا إلا أعدمه و لا قاسطا إلا قصر عمره و أطال ندمه و لا جمع نفاق إلا فرقه و لا بناء ضلال إلا هدمه و كان كلما قتل فارسا أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمائة و ثلاثا و عشرين تكبيرة بخمسمائة و ثلاث و عشرين قتيلا من أصحاب السعير .
وقيل إنه في تلك الليلة فتق نيفق درعه لثقل ما كان يسيل من الدم على ذراعه و قيل إن قتلاه عرفوا في النهار فإن ضرباته كانت على وتيرة واحدة إن ضرب طولا قد أو عرضا قط و كانت كأنها مكواة بالنار قال كمال الدين بن طلحة فما تحلى بهذه المزايا والخلال ولا أبلى بلاؤه المذكور في النزال و لا صدرت منه هذه الأفعال إلا عن شجاعة تذل لها الأبطال وتقل لديها الأهوام و لا تقوم بوصفها الأقلام و الأقوال و لا يحتاج في تحققها أن يثبتها الاستدلال و على الجملة و التفصيل فمقام شجاعته لا ينال و ما ذا بعد الحق إلا الضلال و لما أسفر صبح ليلة الهرير عن ضيائه و حسر الليل جنح ظلمائه كانت القتلى من الفريقين ستة و ثلاثين ألف قتيل هكذا نقله مصنف كتاب الفتوح و مؤرخ الوقائع التي نقلها بألسنة أقلامه فهي في الرواية منسوبة إليه العهدة فيها عند تتبعها عليه و هذه الوقائع المذكورة مع أهوالها الصعاب و صيالها المصلى لظى الطعان والضراب هي بالنسبة إلى بقايا وقائع صفين كالقطرة من السحاب و الشذرة من السحاب.
قلت وفي صبيحة هذه الليلة استظهر أصحاب علي (عليه السلام) و لاحت لهم أمارات الظفر و علائم الغلب وزحف مالك الأشتر رحمه الله بمن معه حتى ألجأهم إلى معسكرهم و اشتد القتال ساعتئذ ورأى علي (عليه السلام) أمارات النصر من جهة الأشتر فأمده برجال من أصحابه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|