أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2019
1544
التاريخ: 26-9-2018
2051
التاريخ: 16-11-2016
1451
التاريخ: 5-5-2017
1504
|
مع الشيعة :
واضطهدت الشيعة أيام معاوية اضطهادا رسميا في جميع انحاء البلاد، وقوبلوا بمزيد من العنف والشدة، فقد انتقم منهم معاوية كاشد ما يكون الانتقام قسوة وعذابا، فقد قاد مركبة حكومته على جثث الضحايا منهم، وقد حكى الامام الباقر (عليه السلام) صورا مريعة من بطش الامويين بشيعة آل البيت (عليه السلام) يقول :
" وقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الايدي والارجل على الظنة، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ما له أو هدمت داره " (1) وتحدث بعض رجال الشيعة الى محمد بن الحنفية عما عانوه من المحن والخطوب بقول :
" فما زال بنا الشين في حبكم حتى ضربت عليه الاعناق، وأبطلت الشهادات، وشردنا في البلاد، وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهبت في الارض قفرا، فاعبد الله حتى القاه، لولا أن يخفى علي أمر آل محمد (صلى الله عليه وأله) وحتى هممت أن اخرج مع اقوام (2) شهادتنا وشهادتهم واحدة على امرائنا فيخرجون فيقاتلون.." (3) لقد كان معاوية لا يتهيب من الاقدام على اقتراف اية جريمة من اجل ان يضمن ملكه وسلطانه، وقد كانت الشيعة تشكل خطرا على حكومته فاستعمل معهم اعنف الوسائل واشدها قسوة من اجل القضاء عليهم، ومن بين الاجراءات القاسية التي استعملها ضدهم ما يلي :
القتل الجماعي:
واسرف معاوية الى حد كبير في سفك دماء الشيعة، فقد عهد الى الجلادين من قادة جيشه يتتبع الشيعة وقتلهم حيثما كانوا، وقد قتل بسر بن أبي ارطاة - بعد التحكيم - ثلاثين الفا عدا من احرقهم بالنار(4) وقتل سمرة بن جندب ثمانية الالف من أهل البصرة (5) واما زياد بن ابيه فقد ارتكب افظع المجازر فقطع الايدي والارجل وسمل العيون، وانزل بالشيعة من صنوف العذاب ما لا يوصف لمرارته وقسوته .
ابادة القوى الواعية :
وعمد معاوية الى ابادة القوى المفكرة والواعية من الشيعة، وقد ساق زمرا منهم الى ساحات الاعلام، واسكن الثكل والحداد في بيوتهم، وفيما يلي بعضهم.
1 - حجر بن عدي :
لقد رفع حجر بن عدي علم النضال، وكافح عن حقوق المظلومين والمضطهدين، وسحق ارادة الحاكمين من بني امية الذين تلاعبوا في مقدرات الامة وحولوها الى مزرعة جماعية لهم ولعملائهم واتباعهم...
لقد استهان حجر من الموت وسخر من الحياة، واستلذ الشهادة في سبيل عقيدته، فكان احد المؤسسين لمذهب اهل البيت (عليه السلام) .
وامتحن حجر كاشد ما تكون المحنة قسوة حينما راى السلطة تعلن سب الامام امير المؤمنين (عليه السلام) وترغم الناس على البراءة منه فانكر ذلك، وجاهر بالرد على ولاة الكوفة، واستحل زياد بن ابيه دمه فالقى عليه القبض، وبعثه مخفورا مع كوكبة من اخوانه الى معاوية، واوقفوا في (مرج عذراء) فصدرت الاوامر من دمشق باعدامهم، ونفذ الجلادون فيهم حكم الاعدام فخرت جثثهم على الارض وهي ملفعة بدم الشهادة والكرامة وهي تضئ للناس معالم الطريق نحو حياة افضل لا ظلم فيها، ولا طغيان .
مذكرة الامام الحسين وفزع الامام الحسين حينما وافته الانباء بمقتل حجر فرفع مذكرة شديدة اللهجة الى معاوية ذكر فيها احداثه وبدعه، والتي كان منها قتله لحجر والبررة من اصحابه، وقد جاء فيها :
" الست القاتل حجرا اخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم...
قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت اعطيتهم الايمان المغلظة، والمواثيق المؤكدة ان لا تاخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا باحنة تجدها في نفسك عليهم.." (6) واحتوت هذه المذكرة على ما يلي :
1 - الانكار الشديد على معاوية لقتله حجرا واصحابه من دون أن يقترفوا جرما أو يحدثوا فسادا في الارض.
2 - انها اشادت بالصفات البطولية في هؤلاء الشهداء من انكار الظلم، ومقاومة الجور واستعظام البدع والمنكرات التي احدثتها حكومة معاوية، وقد هبوا الى ميادين الجهاد لأقامة الحق ومناهضة المنكر .
3 - انها اثبتت ان معاوية قد اعطى حجرا واصحابه عهدا خاصا في وثيقة وقعها قبل ابرام الصلح ان لا يعرض لهم باي احنة كانت بينه وبينهم، ولا يصيبهم باي مكروه، ولكنه قد خاس بذلك فلم يف به كما لم يف للامام الحسن بالشروط التي اعطاها له، وانما جعلها تحت قدميه كما اعلن ذلك في خطابه الذي القاه في النخيلة .
لقد كان قتل حجر من الاحداث الجسام في الاسلام، وقد توالت صيحات الانكار على معاوية من جميع الاقاليم الاسلامية.
2 - رشيد الهجري :
وفي فترات المحنة الكبرى التي منيت بها الشيعة في عهد ابن سمية تعرض رشيد الهجري لأنواع المحن والبلوى فقد بعث زياد شرطته إليه فلما مثل عنده صاح به " ما قال لك خليلك - يعني عليا - انا فاعلون بك ؟
" فاجابه بصدق وايمان :
" تقطعون يدي ورجلي، وتصلبوني " وقال الخبيث مستهزءا وساخرا :
" اما والله لأكذبن حديثه، خلوا سبيله.
" وخلت الجلاوزة سراحه، وندم الطاغية فامر باحضاره فصاح به :
" لا نجد شيئا اصلح مما قال صاحبك :
إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه " وبادر الجلادون فقطعوا يديه ورجليه، وهو غير حافل بما يعانيه من الالام، ويقول المؤرخون :
انه اخذ يذكر مثالب بني امية، ويدعو الى ايقاظ الوعي والثورة، مما غاظ ذلك زيادا فامر بقطع لسانه (7) الذي كان يطالب بالحق والعدل، وينافح عن حقوق الفقراء والمحرومين .
3 - عمرو بن الحمق الخزاعي :
ومن شهداء العقيدة :
الصحابي العظيم عمرو بن الحمق الخزاعي الذي دعا له النبي (ص) أن يمتعه الله بشبابه، واستحباب الله دعاء نبيه فقد اخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء (8) وتأثر عمرو بهدي اهل البيت واخذ من علومهم فكان من اعلام شيعتهم..
وفي اعقاب الفتنة الكبرى التي منيت بها الكوفة في عهد الطاغية زياد بن سمية شعر عمرو بتتبع السلطة له ففر مع زميله رفاعة بن شداد الى الموصل، وقبل أن ينتهيا إليه كمنا في جبل ليستجما فيه، وارتابت الشرطة فبادرت الى القاء القبض على عمرو اما رفاعة ففر ولم تستطع ان تلقي عليه القبض وجيئ بعمرو مخفورا الى حاكم الموصل عبد الرحمن الثقفي، فرفع امره الى معاوية فأمره بطعنه تسع طعنات بمشاقص (9) لانه طعن عثمان بن عفان، وبادرت الجلاوزة الى طعنه فمات في الطعنة الاولى، واحتز راسه الشريف وارسل الى طاغية دمشق فامر ان يطاف به في الشام، ويقول المؤرخون انه اول راس طيف به في الاسلام، ثم أمر به معاوية ان يحمل الى زوجته السيدة آمنة بنت شريد، وكانت في سجنه، فلم تشعر الا وراس زوجها قد وضع في حجرها، فذعرت وكادت أن تموت وحملت من السجن الى معاوية وجرت بينها وبينه محادثات دلت على ضعة معاوية واستهانته بالقيم العربية والاسلامية القاضية بمعاملة المراة معاملة كريمة ولا تؤخذ باي ذنب يقترفه زوجها أو غيره .
مذكرة الامام الحسين :
والتاع الامام الحسين (عليه السلام) أشد ما تكون اللوعة حينما علم بقتل عمرو فرفع مذكرة الى معاوية عدد فيها احداثه وما تعانيه الامة في عهده من الاضطهاد والجور، وجاء فيما يخص عمروا :
" او لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه، واصفر لونه، بعدما امنته، واعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من راس الجبل، ثم قتلته جراءة على ربك واستخفافا بذلك العهد.."(10).
لقد خاس معاوية بما اعطاه لهذا الصحابي الجليل - بعد الصلح - من العهد والمواثيق بان لا يعرض له بسوء ولا مكروه .
4 - اوفى بن حصن:
وكان اوفى بن حصن من خيار الشيعة - في الكوفة - واحد اعلامهم النابهين، وهو من اشد الناقمين على معاوية فكان يذيع مساوءه واحداثه، ولما علم به ابن سمية أوعز الى الشرطة بالقاء القبض عليه ولما علم اوفى بذلك اختفى، وفي ذات يوم استعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى فشك في امره فسال عنه فاخبر باسمه، فامر باحضاره فلما مثل عنده سألة عن سياسته فعابها وانكرها، فامر زياد بقتله، فهوى الجلادون عليه بسيوفهم وتركوه جثة هامدة (11) .
5 - الحضرمي مع جماعته :
وكان عبد الله الحضرمي من اولياء الامام امير المؤمنين ومن خلص شيعته كما كان من شرطة الخميس، وقد له الامام يوم الجمل :
" ابشر يا عبد الله فانك واباك من شرطة الخميس، لقد اخبرني رسول الله باسمك واسم ابيك في شرطة الخميس ولما قتل الامام جزع عليه الحضرمي وبنى له صومعة يتعبد فيها وانضم إليه جماعة من خيار الشيعة، فامر ابن سمية بإحضارهم، ولما مثلوا عنده أمر بقتلهم، فقتلوا صبرا (12) .
لقد كانت فاجعة عبد الله كفاجعة حجر بن عدي فكلاهما قتل صبرا وكلاهما اخذ بغير ذنب سوى الولاء لعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
انكار الامام الحسين :
وفزع الامام الحسين كاشد ما يكون الفزع الما ومحنة على مقتل الحضرمي وجماعته الاخيار فانكر على معاوية في مذكرته التي بعثها له وقد جاء فيها .
" او لست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زياد أنه على دين علي (عليه السلام) فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي، فقتلهم ومثل فيهم بامرك، ودين علي هو دين ابن عمه (صلى الله عليه وآله) الذي اجلسك مجلسك الذي انت فيه، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف.
" ودلت هذه المذكرة - بوضوح - على أن معاوية قد عهد الى زياد بقتل كل من كان على دين علي (عليه السلام) الذي هو دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما دلت على ان زيادا قتل مثل بهؤلاء البررة بعد قتلهم تشفيا منهم لولائهم لعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
6 - جويرية العبدي :
ومن عيون شيعة الامام جويرية بن مسهر العبدي، وفي فترات المحنة الكبرى التي امتحنت بها الشيعة أيام ابن سمية، بعث خلفه فامر بقطع يده ورجله وصلبه على جذع قصير (13).
7 - صيفي بن فسيل :
ومن ابطال العقيدة الاسلامية صيفي بن فسيل الذي ضرب اروع الامثلة للأيمان فقد سعي به الى الطاغية زياد فلما جيء به إليه صاح به :
- يا عدو الله ما تقول في ابي تراب ؟
- ما اعرف أبا تراب (14)
- ما اعرفك به ؟
- اما تعرف علي بن أبي طالب ؟
- بلى - فذاك أبو تراب .
- كلا ذاك أبو الحسن والحسين .
وانبرى مدير شرطة زياد منكرا عليه :
" يقول لك ألامير :
هو أبو تراب، وتقول : أنت لا ! !
" فصاح به البطل العظيم مستهزءا مننه ومن أميره .
" وإن كذب الامير أتريد أن أكذب ؟
وأشهد على باطل كما شهد وتحطم كبرياء الطاغية، ضاقت به الارض فقال له :
" وهذا ايضا مع ذنبك " وصاح بشرطته علي بالعصا، فاتوه بها، فقال له :
" ما قولك ؟
" وانبرى البطل بكل بسالة واقدام غير حافل به قائلا :
" أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد الله المؤمنين..
" واوعز السفاك الى جلاديه بضرب عاتقه حتى يلتصق بالارض، فسعوا إليه بهراواتهم فضربوه ضربا مبرحا حتى وصل عاتقه الى الارض، ثم أمرهم بالكف عنه، وقال له :
" إيه ما قولك في علي ؟
" وحسب الطاغية ان وسائل تعذيبه سوف تقلبه عن عقيدته فقال له :
والله لو شرحتني بالمواسي والمدى، ما قلت الا ما سمعت مني " وفقد السفاك اهابه فصاح به، " لتلعنه أو لأضربن عنقك..
" وهتف صيفي يقول :
" إذا تضربها والله قبل ذلك، فان أبيت الا أن تضربها رضيت بالله وشقيت أنت..
" وأمر به ان يوقر في الحديد، ويلقى في ظلمات السجون (15) ثم بعثه مع حجر بن عدي فاستشهد معه (16) .
8 - عبد الرحمن:
وكان عبد الرحمن العنزي من خيار الشيعة وقد وقع في قبضة جلاوزة زياد فطلب منهم مواجهة معاوية لعله أن يعفو عنه فاستجابوا له وارسلوه مخفورا الى دمشق فلما مثل عند الطاغية قال له:
" إيه أخا ربيعة ما تقول في علي ؟
...
" " دعني ولا تسألني فهو خير لك...
" " والله لا ادعك..
" فانبرى البطل الفذ يدلي بفضائل الامام، ويشيد بمقامه قائلا :
أشهد انه كان من الذاكرين الله كثيرا، والامرين بالحق، والقائمين بالقسط، والعافين عن الناس " " والتاع معاوية فعرج نحو عثمان لعله أن ينال منه فيستحل اراقة دمه فقال له :
" ما قولك في عثمان ؟
" فاجابه عن انطباعاته عن عثمان، فغاظ ذلك معاوية وصاح به :
" قتلت نفسك " بل اياك قتلت، ولا ربيعة بالوادي.
" وظن عبد الرحمن أن اسرته ستقوم بحمايته وانقاذه، فلم ينبر إليه احد ولما أمن منهم معاوية بعثه الى الطاغية زياد، وأمره بقتله فبعثه زياد الى " قس الناطف " (17) فدفنه وهو حي (18) لقد رفع هذا البطل العظيم راية الحق، وحمل معول الهدم على قلاع الظلم والجور، واستشهد منافحا عن اقدس قضية في الاسلام .
هؤلاء بعض الشهداء من اعلام الشيعة الذين حملوا مشعل الحرية، واضاؤا الطريق لغيرهم من الثوار الذين اسقطوا هيبة الحكم الاموي، وعملوا على انقاضه .
المروعون من اعلام الشيعة :
وروع معاوية طائفة كبيرة من الشخصيات البارزة من رؤساء الشيعة وفيما يلي بعضهم :
1 - عبد الله بن هاشم المرقال .
2 - عدي بن حاتم الطائي .
3 - صعصعة بن صوحان .
4 - عبد الله بن خليفة الطائي .
وقد ارهق معاوية هؤلاء الاعلام ارهاقا شديدا، فطاردتهم شرطته وافزعتهم الى حد .
ترويع النساء :
ولم يقتصر معاوية في تنكيله على السادة من رجال الشيعة، وانما تجاوز ظلمه الى السيدات من نسائهم، فاشاع فيهم الذعر والارهاب، فكتب الى بعض عماله بحمل بعضهن إليه، فحملت له هذه السيدات :
1 - الزرقاء بنت عدي .
2 - أم الخير البارقية .
3 - سودة بنت عمارة .
4 - ام البراء بنت صفوان .
5 - بكارة الهلالية .
6 - اروى بنت الحارث .
7 - عكرش بنت الاطرش .
8 - الدارمية الحجونية .
وقد قابلهن معاوية بمزيد من التوهين والاستخفاف، واظهر لهن الجبروت والقدرة على الانتقام غير حافل بوهن المراة وضعفها، وقد ذكرنا ما جرى عليهن في مجلسه من التحقير في كتابنا " حياة الامام الحسن ".
هدم دور الشيعة :
واوعز معاوية الى جميع عماله بهدم دور الشيعة، فقاموا بنقضها (19) وتركوا شيعة آل البيت (عليه السلام) بلا ماوي يأوون إليه، ولم يكن هناك اي مبرر لهذه الاجراءات القاسية سوى تحويل الناس عن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
حرمان الشيعة من العطاء :
ومن الماسي الكئيبة التي عانتها الشيعة في أيام معاوية أنه كتب الى جميع عماله نسخة واحدة جاء فيها " انظروا الى من قامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه " (20) وبادر عماله في الفحص في سجلاتهم فمن وجدوه محبا لآل البيت (عليهم السلام) محوا اسمه واسقطوا عطاءه .
عدم قبول شهادة الشيعة :
وعمد معاوية الى اسقاط الشيعة اجتماعيا فعهد الى جميع عماله بعدم قبول شهادتهم في القضاء وغيره (21) مبالغة في اذلالهم وتحقيرهم .
ابعاد الشيعة الى الخراسان :
واراد زياد بن أبيه تصفية الشيعة من الكوفة، وكسر شوكتهم فأجلى خمسين الفا منهم الى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس (22) وقد دق زياد بذلك اول مسمار في نعش الحكم الاموي، فقد اخذت تلك الجماهير التي ابعدت الى فارس تعمل على نشر التشيع في تلك البلاد، حتى تحولت الى مركز للمعارضة ضد الحكم الاموي، وهي التي اطاحت به تحت قيادة أبي مسلم الخراساني .
هذا بعض ما عانته الشيعة في عهد معاوية من صنوف التعذيب والارهاب، وكان ما جرى عليهم من الماسي الاليمة من اهم الاسباب في ثورة الامام الحسين، فقد رفع علم الثورة لينقذهم من المحنة الكبرى التي امتحنوا بها ويعيد لهم الامن والاستقرار .
________________
(1) شرح ابن ابي الحديد 3 / 15 .
(2) الاقوام : هم الخوارج .
(3) طبقات ابن سعد 5 / 95.
(4) شرح النهج 2 / 6 .
(5) الطبري 6 / 32.
(6) حياة الامام الحسن 2 / 365.
(7) سفينة البحار 1 / 522 .
(8) الاصابة 2 / 526 .
(9) المشاقص : - جمع مفردة مشقص - النصل العريض أوسهم فيه نصل عريض.
(10) حياة الامام الحسن .
(11) تاريخ ابن الاثير 3 / 180، الطبري 6 / 130 - 132.
(1) بحار الانوار 10 / 101.
(13) شرح ابن ابي الحديد .
(14) كان الامويون يرمزون بهذه الكتبية الى جعل الامام كقاطع طريق جاء ذلك في التاريخ السياسي للدولة العربية 2 / 75، وجاء في الاغاني 13 / 168 ان زيادا كان يحتقر الشيعة ويسميهم الترابية.
(15) الطبري 4 / 198 .
(16) حياة الامام الحسن 2 / 362.
(17) قس الناطف : موضع قريب من الكوفة .
(18) الطبري 6 / 155.
(19) شرح النهج 11 / 44 .
(20) شرح النهج 11 / 44.
(21) حياة الامام الحسن .
(22) تاريخ الشعوب الاسلامية 1 / 147.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|