المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

filled pause
2023-08-31
الاستدلال على طائفة النحل التي حدث بها التطريد وكيفية علاجها
2-6-2016
السمية الوراثية Genotoxicity
16-6-2018
منزلة الولد ومسؤولية الوالدين
2024-05-20
ابليس اكان من الملائكة او من غيره
2024-07-03
التعريف بعلوم القرآن
4-05-2015


عبد اللّه بن جعفر الطيار  
  
4568   02:43 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص284-286.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

انّه اول مولود ولد في الاسلام، وولد في ارض الحبشة و بعد الهجرة النبوية الى المدينة جاء إليها مع ابيه و تشرّف بلزوم محضر النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

قال عبد اللّه بن جعفر: أنا أحفظ حين دخل رسول اللّه (صلى الله عليه واله)على أمّي فنعى لها أبي فأنظر إليها و هو يمسح على رأسي و رأس أخي و عيناه تهراقان بالدموع حتى تقاطرت على لحيته ثم قال: «اللهم انّ جعفرا قد قدم إليك الى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريّته».

ثم جاء إلينا بعد ثلاثة ايام فتلطّف علينا و اكرمنا و اخرجنا عن ثياب الحزن و التعزية و دعا لنا قال لأمنّا أسماء بنت عميس أن تصبر و لا تحزن و انّه وليّنا في الدنيا و الآخرة.

و كان عبد اللّه في غاية الكرم و الظرافة و الحلم و العفة و قد بلغ من السخاء مبلغا حيث قيل له بحر الجود، و قيل انّه عابه جمع على كثرة السخاء و الجود فقال : قد مضت مدّة و علّمت الناس على انعامي وجودي لهم أخاف ان قطعت انعامي عليهم قطع اللّه عطاءه عليّ‏ .

وروى ابن شهرآشوب انّ النبي (صلى الله عليه واله) مرّ بعبد اللّه بن جعفر وهو يصنع شيئا من طين من لعب الصبيان، فقال : ما تصنع بهذا؟ قال: أبيعه، قال: ما تصنع بثمنه؟ قال: اشتري رطبا فآكله، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): اللهم بارك له في صفقة يمينه.

فكان يقال: ما اشترى شيئا قط الّا ربح به، فصار أمره الى ان يمثل به، فقالوا: عبد اللّه بن جعفر الجواد، و كان أهل المدينة يتداينون بعضهم من بعض الى ان يأتي عطاء عبد اللّه بن جعفر .

و عابوا عليه كثرة الجود و العطاء فقال:

لست أخشى قلّة العدم‏             ما اتّقيت اللّه في كرمي‏

كلّما انفقت يخلفه‏                  لي رب واسع النعم‏

يقول المؤلف: لا يمكن إحصاء الحكايات التي ذكرت في جوده و سخائه، و اظنّ انّي رأيت في كتاب مروج الذهب انّ عبد اللّه لما نفدت ثروته جاء الى المسجد الجامع في يوم الجمعة و طلب الموت من اللّه و قال : اللهم انّك عوّدتني على جودك و احسانك و انا عوّدت الناس بالبذل و العطاء، فلا تبقني في الدنيا ان أردت قطع عطائك عنّي، فلم ينته الاسبوع حتى مات.

وجاء في عمدة الطالب : ومات عبد اللّه بالمدينة سنة ثمانين، وصلّى عليه أبان بن عثمان بن عفان، و دفن بالبقيع و قيل : مات بالابواء سنة تسعين و صلّى عليه سليمان بن عبد الملك ايام خلافته و دفن بالابواء، فولد لعبد اللّه عشرين ذكرا، و قيل أربعة و عشرين.

 

ومن أولاد عبد اللّه بن جعفر، اسحاق العريضي و هو أبو القاسم أمير اليمن، و كان القاسم رجلا وجيها جليلا و أمّه أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومنهم أيضا عليّ الزينبي،
وامّه زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) و له ابنان من لبابة بنت عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، احدهما محمّد الرئيس، و الآخر اسحاق الأشرف.

 

أما محمد الرئيس فهو أبو أبي الكرام عبد اللّه، و ابراهيم الاعرابي من أجلّاء بني هاشم، و ينتهي إليه نسب أبي يعلي الجعفري خليفة الشيخ المفيد الذي توفى سنة (463) و من أولاد عبد اللّه بن جعفر، ومحمد و عون اللذان استشهدا بكربلاء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.