أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
1817
التاريخ: 24-5-2017
8908
التاريخ: 15-6-2018
2401
التاريخ: 10-5-2020
2680
|
التحديد الإداري
ونعني به دراسة الحدود الإدارية للعراق وما يتبع عمله الإداري خارج الحدود الجغرافية التي كانت بين مد وجزر حسب أوضاع العراق السياسة وأحوال واليه. وقد كان للعراق مكانه مهمة عبر التاريخ بشكل عام، وفي التاريخ الإسلامي والأموي بشكل خاص، إذ اعتبر مركزاً للقسم الشرقي من الدولة الأموية حيث كان والي العراق يشرف على الأقسام الجنوبية والشرقية والشمالية المتاخمة والبعيدة عنه. فيذكر ابن الفقيه (1) أن من يلي العراق فقد ولي " البصرة والكوفة والأحواز وفارس وكرمان والهند والسند وسحبستان وطبرستان وجرجان"، فضلاً عما كان يضاف إليه في بعض الاحيان من مناطق شرق الجزيرة العربية كالبحرين واليمامة وعمان (2).
ومن الطبيعي ان هذا الكلام لا ينطبق على جميع ولاة العراق الذين حكموا في العصر الأموي إذ تفصل أحياناً بعض الأقاليم، حيث يرتأي الخليفة أن يرتبط هذا الإقليم أو ذلك بالعاصمة دمشق من الناحية الإدارية.(3) وغالباً ما كان الخليفة الأموي يضيف أقاليم جديدة لوالي العراق لاعتبارات سياسية وعسكرية وجغرافية تقتضي تغييرات في الإدارة.(4)
ونظراً لأهمية خراسان فقد كان معاوية بن أبى سفيان المشرف المباشر عليها اذ فكان يعين ولاته عليها .(5) ونتيجة للاضطرابات التي مرت بها خراسان فيما بعد ربطها معاوية بن أبي سفيان بالبصرة في ولاية عبد الله بن عامر ، وجعله مسؤولاً عن تعيين ولاة خراسان.(6) وربما جاء ارتباطها بالبصرة نتيجة لدور مقاتلة البصرة في فتحها ، مما حتم وقوع مسؤولية إدارتها بوالي البصرة. (7)
ومن الجدير بالذكر انه من خلال استقراء النصوص التاريخية نلاحظ أن خراسان كانت تجمع لوالي العراق الذي يجمع له المصرين الكوفة والبصرة ، ويكون هو مسؤولاً عن تعيين واليها واحياناً أخرى تفصل إدارة خراسان عن العراق عندما تنفصل إدارة المصرين ويكون الخليفة هو المسؤول عن تعيين واليها. (8)
ولى معاوية بن أبي سفيان الوالي زياد بن أبي سفيان على البصرة وخراسان وسجستان سنة (45 هـ/665م)، فعيّن زياد بن أبي سفيان بدوره الحكم بن عمرو الغفاري (9) (47-50هـ/667-670م) والياً عليها. (10) واستمرت خراسان تابعة للعراق لحين وفاة والي العراق زياد بن أبي سفيان ، ففصل معاوية بن أبي سفيان إدارة خراسان عن العراق بعد أن فصلت إدارة المصرين عن بعضهما ، وعين عليها عبيد الله بن زياد (54-55 هـ /673 –674م).(11)
وفي سنة (61هـ / 680م)، عين يزيد بن معاوية (60 – 64هـ / 679- 683م) ، سلم بن زياد والياً عليها (12) . وبعد وفاة يزيد بن معاوية سادت الاضطرابات مناطق خراسان مما دفع الأمر بسلم بن زياد إلى تركها ووضع المسؤولية بيد المهلب بن أبي صفرة ، ولكن الأمور لم تستقر مما دفعه إلى تركها واستولى عبد الله بن خازم القيسي (13) على خراسان ودعا إلى عبد الله بن الزبير.(14)
واستمر هذا الوضع عام (78 هـ/697م) ، اذ أضيفت خراسان مرة أخرى إلى إدارة العراق في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي، (15) واستمرت على هذا الحال حتى عام (109هـ / 727م) عندما فصلها هشام بن عبد الملك عن ولاية العراق وولى عليها أشرس بن عبد الله السلمي (109 –111 هـ / 727 –729م) ،الذي توفي سنة (111 هـ / 729 م) ثم أعادها إلى إدارة العراق سنة (111هـ |729م)، وفي عام (120هـ /737م) ارتأت سياسة الدولة فصل إدارة خراسان مرة أخرى عن إدارة العراق حين تولاها نصر بن سيار(16) (120- 131هـ/737 –748م) ، واستمر واليا عليها لحين وفاته و تزامن ذلك تقريبا مع سقوط الدولة الأموية. (17)
وكان معاوية بن أبي سفيان قد ضم إدارة اليمامة (18) إلى العراق سنة (53 هـ /172م).(19) واصبح والي العراق يحكم كلاً من العراق و خراسان وعمان والبحرين (20) ونتيجة لاستمرار الفتوحات العربية الإسلامية في هذا العصر فقد أضيفت مناطق جديدة لإدارة العراق ، وتشمل على مناطق بلاد ماوراء النهر مثل مدن بخارى وسمرقند حتى حدود الصين ، فضلاً عن كرمنشاه وهمذان وقم والري وقومس والاحواز وفارس وكرمان حتى بلاد السند والبنجاب ، وقد الحقت بولاية العراق أيام الحجاج بن يوسف و ألحقت به مناطق أخرى في طبرستان والديلم وجرجان والجبال في وقت لاحق.(21)
________________
(1) البلدان ، ص161 –162.
(2) أبو عبيد الله بن عبد العزيز البكري ، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، تحقيق مصطفى السقا ، القاهرة ، لجنة التأليف ، 1945م : 1/197 – 198.
(3) الطبري ، تاريخ الرسل : 7/41 –51 ؛ أبو عبد الله بن عبدودس الجهشياري ، الوزراء والكتاب ، القاهرة ، 1957م، ص66؛ مؤلف مجهول ، تاريخ الخلفاء ، نشر بطرس غرياز، موسكو ، 1960 م ، ص429؛ أبو الفدا عماد الدين بن كثير ، البداية والنهاية ، خرج احاديثه احمد بن شعبان ومحمد بن عيادي، القاهرة، دار البيان الحديثة، 2003م،9|12.
(4) الطبري ، تاريخ الرسل: 5/241.
(5) البلاذري ، فتوح البلدان ، مراجعة رضوان محمد رضوان ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1978م ، ص399؛ العلي ، " إدارة خراسان " ، مجلة كلية الآداب ، جامعة بغداد ، عدد 15 السنة 1972م ، ص317.
(6) ابن خياط ، تاريخ ، ص125 ؛ اليعقوبي ، تاريخ : مج 2/217 ؛ المطهر بن طاهر المقدسي ، البدء والتاريخ ، باريس ، بلا ، 1916م : 5/195.
(7) البلاذري ، فتوح، ص394 ؛ اليعقوبي ، تاريخ : 2/166 – 167 ؛ إحسان النص، العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي ، بيروت ، 1963 م ، ص230 ؛ العلي ، إدارة خراسان ، ص 317.
(8) الطبري ،تاريخ الرسل : 7/41 – 51 ؛ الجهشياري ، المصدر السابق ، ص66 ؛ مجهول ، تاريخ ، ص429.
(9) هو الحكم بن عمرو بن مجدع بن جذيم بن كنانة ، صحب البني (صلى الله عليه وسلم) ، وبعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، سكن البصرة وتوفي بخراسان سنة (50 هـ /670م) ،روى عنه الحسن البصري وابن سيرين وغيرهم : أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي سنن الترمذي ، تحقيق عبد الوهاب اللطيف ، ط2، د.م ، 1974م : 1/92 ؛ أبو الحسن علي بن أبي محمد المعروف بابن الأثير ، أسد الغابة في معرفة الصحابة ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد علي معوض والشيخ عادل احمد عبد الموجود ، قدم له الدكتور محمد عبد المنعم البري والدكتور عبد الفتاح أبو سنة وآخرون ، ط2 ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 2003م : 2/ 51 – 53.
(10) الطبري ، تاريخ الرسل : 5/226.
(11) المصدر نفسه :5/300؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، مصر، إدارة الطباعة المنيرية ، 1356هـ : 3/253.
(12) ابن خياط ، تاريخ ، ص146 ؛ اليعقوبي ، تاريخ : مج 2 /252 ؛ الطبري ، تاريخ الرسل : 5/471 – 472.
(13) يكنى ابا صالح وأمه سوداء يقال لها عجلي، وكان شجاعا ، ثار به أهل خراسان وقتلوه : ابن قتيبة ، المعارف ، ص184.
(14) اليعقوبي ، تاريخ : مج2 /271 ؛ أبو محمد بن اعثم الكوفي ، الفتوح ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1986م : مج 3/191.
(15) البلاذري ، فتوح ، ص407 ؛ الطبري ، تاريخ الرسل: 7/278.
(16) لمزيد من التفاصيل عنه ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ، ص180 ؛ أبو محمد بن احمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، جمهرة انساب العرب ، تحقيق عبد السلام محمد هارون ، القاهرة ، بلا ، 1977م ، ص183 – 184؛ أبو محمد عبد الله بن اسعد اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان ، حيدر آباد الدكن ، 1960هـ ، ص273؛ وقارن البدراني ، خراسان في عهد نصر بن سيار (120 – 131هـ /737 – 748م)، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الموصل ، كلية الآداب ، 1987م ، ص86 – 88.
(17) الطبري ، تاريخ الرسل : 7/154.
(18) منطقة شرق الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي، وكانت معدودة من نجد ، قاعدتها حجر وتسمى جوا والعروض : الحموي ، المصدر السابق : مج5 |442.
(19) الطبري ، تاريخ الرسل : 5/241؛ ويذكر ابن عبد ربه : أن البحرين وعمان كانت تتبعان ولاة الحجاز من قبل : العقد ، القاهرة ، ط1948 م : 5/7.
(20) البحرين هنا اسم جامع للبلاد الواقعة على ساحل الخليج العربي من الجزيرة العربية بين البصرة وعمان ، وتعد أوال أهم جزيرة في البحرين تطل على الساحل العربي ، وتقع عمان إلى جنوبها حتى تتصل باليمن : عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي ، مراصد الاطلاع على أسماء الأماكن والبقاع ، تحقيق علي محمد البجاوي ، بيروت ، دار المعرفة ، 1955م : 1|167 ؛ وللمزيد من التفاصيل ينظر: عبد الرحمن عبد الكريم النجم ، البحرين في صدر الإسلام ، وزارة الإعلام العراقية ، مطبعة الجمهورية ، 1973م، ص17.
(21) البلاذي ، فتوح ، ص300 – 301 ، 303 ، 306 ،308 ،313 ،317 ،321؛ ابن الفقيه ، المصدر السابق ، ص161 – 162 ؛ البكري ، المصدر السابق : 1/197 –198 ؛ محمد بن عبد المنعم الحميري ، الروض المعطار في خبر الأقطار ، تحقيق احسان عباس ، بيروت ، ص 410.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|