هناك العديد من الناس يحملون شعورا بالاستياء بخصوص علاقتهم الزوجية، وعلى رأس قائمة العبارات التي يبوحون بها هي "أتمنى لو أن الأمور غير ما هي عليه"، أو أن علاقتنا "على كف عفريت" أو أنني أداري علاقتنا كما أداري الماء في الصينية ....
يفترض أن يكون كلا الزوجين على قناعة تامة من علاقتهما لأنهما -على الأغلب – اقترنا عن تراض ورغبة.
القلق الذي يشعر به الزوج من أمر شريكه بسبب ما يراه من تصرفاته المحيرة أحيانا، كبحثه عن الصغائر ليجعلها مبررا لتوجيه نقد لاذع ولوم قاس فيعرض صفو العلاقة الى ما يكدرها وينزع عنها أجواء السلام.
إن بعض الأزواج – رجالا أو نساء-لا ينتبهون لعواقب هكذا تصرفات تجعلهم قيد خطوة من تحطيم صرح العلاقة الزوجية.
إن سلوك الشريك يجعل شريكه دائم القلق بشأن ما يود أن يتفوه به أو ما يفعله من احتمال أن يكون خاطئا، قد يفسر أي تصرف منه على أنه مقصود، حتى نسيان وضع السكر في الشاي مثلا أو أيا ما يكون من أمر قد يؤدي الى إثارة أعصاب الشريك!
وقد يدفع هذه المخاوف والقلق – أحيانا-للسقوط في أجواء الطلاق العاطفي، حيث يكون من جهة الزوجين معا أو من جهة أحدهما فقط لسبب ما، فيشعر بموت عواطفه اتجاه الطرف الآخر عن عمد أو أنها قد تدخل في سبات تدريجيا من غير قصد، رغم حياة مشاعر الطرف الآخر تجاهه ورجواه بالعودة إلى سابق عهده ولكن دون جدوى!
ولهذا قد يلجأ بعض-الأزواج-الى التفتيش عن الأسرار ليجعلها ذريعة الى تبرير مخاوفه وقلقه كدليل داعم ضد شريكه، وقد أشارت باحثة اجتماعية الى ضرورة ألا تكون هناك أسرار بين الزوجين، مشيرة إلى أن الأسرار تختلف عن الخصوصيات من حيث التأثير على العلاقة الزوجية!
وقد تقع الزوجة ضحية الوساوس حينما تجد بعض التجاعيد في وجهها أو شيبا في شعرها خشية أن يكون ذلك سببا لفتور العلاقة من قبل زوجها وهذه المخاوف تنتهي حينما تكون العلاقة قائمة على الثقة ومبنية على المودة الروحية لا فقط الشكلية.