السؤال: أنا مقتنع بان حجاب المرأة هو واجبٌ شرعيٌ ولكن بعض الاصدقاء من يقول انها عبودية واهانة للمرأة ولم يرد الحجاب في القرآن الكريم بدلالة على غطاء الرأس وانما ورد في معاني اخرى تختلف عن هذا المفهوم.
فما هو رأي سماحتكم بذلك؟
الجواب: الحجاب فريضة شرعية ذكرت في القرآن الكريم (سورة النور : آية :٣١ و سورة الاحزاب: آية:١٥٩) و هو من بديهيات التاريخ الاسلامي حيث كانت نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وسائر النساء المؤمنات يواظبن عليها، كما هو واضح لمن اطلع على سيرة المسلمين منذ العصر الاول، بل هي نم الفرائض المشتركة بين الاديان الالهية، حتى انّ المجتمعات المسيحية كانت تراعي ذلك على العموم الى عصر قريب و لا تزال صور (مريم) (عليها السلام) عندهم متضمنة لحجابها. والحكمة من فرضها ضمان العفاف في المجتمع، بسلامة الاجواء الاجتماعية عن عناصر الاغراء من المرأة للرجل الاجنبي لان من شأن الاغراء ــ بحسب سنن الحياة ــ ان يكون لأجل جذب الرجل للعلامة الخاصة، فاذا لم تجز تلك العلاقة كان من الطبيعي تحريم مظاهر الاغراء. فهذه الفريضة تقي المجتمع عن منافيات العفاف و أضرار العلائق غير المشروعة، وقد علم ان المرأة بطبيعتها هي الأكثر تضرراً من الممارسات اللاأخلاقية و من المشهود في المجتمعات التي لا تتقيّد بالحجاب ما يؤدي اليه عدم مراعاته من المفاسد الاخلاقية و بعد فالحجاب موافق لفطرة المرأة فإنها جبلت على الحياء عن الظهور أمام الرجال الاجانب بمظهر الاغراء، و تشعر بالحزازة فيه.
فعلى الانسان ان يلتفت الى مبادئ الامور و غاياتها و مضاعفاتها، و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
السؤال: انا ممرضة في احدى المستشفيات والقانون في بريطانيا يتطلب من الممرضات وكل من يحتك بالمرضى ان يلبسوا مريول العمل ذات الكم القصير لتكون اليد من المرفق الى المعصم بلا قماش فيسهل غسل اليدين جيدا حين الانتقال من مريض لآخر لان القماش قد ينقل العدوى.
انا البس كم طويل تحت المريول وارفعه فقط عند معاينة المرضى او غسل اليدين مع العلم اني البس القفازات عند لمس المرضى الاجانب.
فما الحكم بهذه الحالة.
لكم جزيل الشكر و اسأل المولى ان يوفقكم و يسدد خطاكم.
الجواب: لا يجوز إظهار ذلك المقدار للناظر الأجنبي ما لم يستلزم حرجاً لا يتحمّل عادةً. نعم، إذا لم يكن القفّاز شفافاً بل بحيث يستر لون البشرة وكان طويلاً بحيث يغطّي الجزء الخالي من القماش فلا بأس.
السؤال: انا اسكن في السعودية ولدي سائق خاص وكما تعلمون بان السياقة ممنوعة على النساء. هل تستطيع زوجتي الذهاب لوحدها مع السائق؟
الجواب: لا يجوز مع عدم الامن من الوقوع في الحرام.
السؤال: ما حكم في ان تلمس البنت لشعر الولد من دون ان يكون هناك اي ريبة لكلا الطرفين؟
الجواب: لا يجوز. اذا كانت بالغة و كان الولد بالغا او مميزاَ.
السؤال : هل يُسمح للمرأة أن تعرض قدمها للناس؟ خصوصاً في الصيف عندما يكون الجو حار جداً؟ فهل يسمح لها بالخروج بدون جوراب ؟ أو فقط لبس حذاء صيفي ، وفي هذه الحالة تكون الأصابع والجزء الخلفي من القدم واضحاً للناس؟
الجواب: يجب على المرأة ستر تمام قدميها عن نظر الأجنبي.
السؤال: ما حكم لبس الجوارب للمرأة اثناء أداء الصلاة أو الخروج من المنزل؟
الجواب: يجب عليها ستر قدميها جميعا عن الأجنبي سواء كان في الصلاة أو غيرها ولا يجب الستر في الصلاة ان لم تكن بمرأي الأجنبي.
السؤال: اختي تكبرني في السن ولكنها لم تلبس الحجاب ام لأربعة اولاد ولكنها مواظبة في الصلاة والصوم فما حكم سماحتكم في عدم لبسها للحجاب وهل يجوز مصاحبتها ؟
الجواب: يجب نهيها عن المنكر وان لم يحتمل في حقها التأثير فالاحوط وجوباً اظهار الكراهة عن فعلها ولا مانع من مصاحبتها إلّا اذا كان تركها موجب لارتداعها عن المنكر .
السؤال: ما هي فتواكم في لبس العباءة التي توضع على الكتف ولكن دون ان تكون مفصلة لجسد المراة اي انها فضفاضة ؟
الجواب: يجوز ان لم يوجب الاستهجان عرفاً .
السؤال: هل لبس الجوارب واجب ؟
الجواب: يجب ستر القدمين جميعاً من الاجنبي .
السؤال: هل يجب على المرأة تغطي رجلها بلبس الجورب ام يكفي ان تسدل عباءتها على جوزة القدم ؟
الجواب: يجب عليها ستر القدمين جميعاً عن الاجنبي سواء كان بالجورب او بإسدال العباءة عليها لا تظهر ويجب عليها ستر بدنها بما لا يعدّ زينة بنفسه عدا الوجه والكفين فيجوز لها ابداؤهما بشرط ان لا يكون بقصد ايقاع الرجل في النظر المحرم ولا ان يكون هناك خوف الوقوع في الحرام .
السؤال: ما هي حدود الحجاب الاسلامي عند المراة ؟
الجواب: الواجب ستر الراس والجسم ما عدا الوجه والكفين ويجب ان لا يكون اللباس زينة ولا موجباً لبروز مفاتنها .
السؤال: ما حكم الشرع على الرجل التي تكون زوجته لا ترتدي الحجاب هل عليه اثم ام لا ؟
الجواب: يجب نهيها عن المنكر وله ان لا يأذن لها بالخروج من البيت الا اذا تحجبت .
السؤال: ما هو حكم نزع الحجاب للمرأة المتزوجة في بلدان الغرب، ليس لغرض التجمّل وانما تجّنباً من اثارة المشاكل العنصرية ؟
الجواب: لا يجوز ولكن لا يجب لبس العباءة وإنما الواجب ستر البدن والشعر والرقبة بما يكون ستراً للمفاتن ولا يكون زينة بنفسه.
السؤال: ما هو رأي سماحتكم في كشف الزوجة شعرها أمام والد زوجها؟
الجواب: يجوز.
السؤال: هل يجب ستر يدي المرأة ورجليها عند الذهاب إلى الأماكن العامة ؟
الجواب: نعم يجب عليها ستر قدميها عن الناظر الأجنبي ، كما يلزمها أن تستر عنه يديها عدا الكعبين ما لم تأمن الوقوع في الحرام ومن دون أن يكون موجباً لإثارة الفتنة النوعية ، وإلاّ وجب سترهما (الكفين) أيضاً.
السؤال: لو استعملت امرأة شعراً اصطناعياً سترت به شعرها الحقيقي ، فهل يجوز لنا إظهار صورتها على غير ما هي عليه طلباً للزينة والستر معاً ؟
الجواب: يجوز لها استخدام الشعر الاصطناعي ، ولكنّه زينة يجب ستره عن الرجال الأجانب.
السؤال: اعتاد المسلمات المحجّبات على كشف ذقونهن ، وشيء ممّا تحت الذقن ، وستر الرقبة ، فهل يجوز لهنّ ذلك ؟ وما هو حدّ الوجه الذي يجوز كشفه ، وهل منه الاذنان ؟
الجواب: الوجه لا يشمل الاذنين ، فيجب سترهما ، وأمّا المقدار الذي يرى من الذقن وما تحته عند الاختمار على الوجه المتعارف ، فيلحقه حكم الوجه .
السؤال: امرأة ملتزمة بالحجاب الشرعي ، ولكن زوجها يمنعها من ذلك ،فما حكمها؟
الجواب: ليس لها أن تخلع حجابها.
السؤال: يكثر في وقتنا الحاضر استعمال النقاب ولبس الكتافي بالنسبة للنساء ممّا يعطي الرجل دافعاً قوياً للنظر لمفاتن المرأة ؟
الجواب: إذا كان استعمال النقاب ونحوه في مجتمع ما موجباً لإثارة الفتنة النوعية لزم التجنّب عنه .
السؤال: ما هي صورة الحجاب شرعاً ؟ وهل لبس العباءة ضروري ؟
الجواب: المعتبر في حجاب المرأة ستر ما يجب ستره عن الرجال الأجانب بحيث لا يبرز مفاتن جسدها لهم فإذا كان غير العباءة يفي بهذا الغرض فلا بأس به ، ومع ذلك فسماحة السيد يحبذ للمرأة المسلمة أن تختار التحجّب بالعباءة.
السؤال: هل لبس الحجاب الملوّن يعتبر حجاباً شرعياً؟
الجواب: اذا كان في نفسه زينة فلا يجوز وإلاّ فلا مانع منه مع فرض كونه ساتراً لمفاتن المرأة.
السؤال: ما هو افضل حجاب للمرأة المسلمة وهل يجوز لبس البنطلون؟
الجواب: الأفضل للمرأة المسلمة لبس العباءة ولا يجوز لبس البنطلون إذا كان مجسّماً لمفاتن بدنها أو موجباً لإثارة الفتنة غالباً.
السؤال: الأصل الشرعي في الحجاب وحدوده ، هل هو كشف الوجه أم تغطيته؟
الجواب: يجوز كشف الوجه إذا لم يكن بداعي ايقاع الغير في النظر المحرم ولم تخف الوقوع في الحرام.
السؤال: أنا من أهالي الاحساء، فهل يجوز لي لبس الحجاب الشرعي دون تغطية الوجه كما هو العرف السائد عندنا؟
الجواب: اذا لم يكن الابداء بداعي ايقاع الغير في النظر المحرم و لم يخف الوقوع في الحرام ولم يستلزم الاستهجان عرفاً فلا مانع.
السؤال: ما حكم عدم لباس الجوارب؟
الجواب: الواجب على المرأة ستر قدميها عن الأجنبي.
السؤال: ما رأي الشارع المقدس في الحجاب بالنسبة للمرأة المسافرة الى بلد مسلم أو غيره مثل الدول الأوربية؟
الجواب: يجب مراعاة الحجاب الاسلامي الكامل.
السؤال: هل يجوز للمرأة المتزوجة التي تقيم مع أهل زوجها ـ اخوة زوجها ـ خلع حجابها امامهم؟
الجواب: لا يجوز.
السؤال: هل يجوز للمرأة لبس النقاب؟
الجواب: يجوز ان لم يوجب الاستهجان بحسب العرف.
السؤال: هل يجوز لبس الباروكة اذا منعت الفتاة لبس الحجاب في المدرسة او في العمل ؟
الجواب: يجب سترها حينئذ فإنها زينة بنفسها.
السؤال: ما هي حدود الحجاب الاسلامي عند المراة ؟
الجواب: الواجب ستر الراس والجسم ما عدا الوجه والكفين ويجب ان لا يكون اللباس زينة ولا موجباً لبروز مفاتنها .
السؤال: هل يجب على المراة ان تغطي ذقنها وتستر عورتها ؟
الجواب: لا يجب ستر المقدار الذي يري من الذقن وما تحته عند الاختمار على الوجه المتعارف ويجب ستر كل بدنها عدا الوجه والكفين فكله عورة .
السؤال: ما حكم لبس عباءة الكتف إذا كانت غير مفصلة لجسم المرأة؟
الجواب: لا مانع منها اذا لم يعد استهجاناً ومثيراً للشهوة نوعاً، و على اي حال سماحة السيد (حفظه الله) يحبّذ للمرأة المؤمنة لبس عباءة الراس.
السؤال: ما هو حكم اظهار زينة المراة مع حجابها امام أخ الزوج ؟
الجواب: لا يجوز.
السؤال: هل يجوز ان تجلس خطيبتي معي بلا حجاب؟
الجواب: إذا كان ذلك بعد العقد فلا مانع وإلا فهي أجنبية كبقية النساء إلا إذا أردت الاستعلام عن حالها لمرّة واحدة إن تحقق الغرض بها.
السؤال: ما حكم عمل الفتاة في الدوائر التي يوجد فيها إختلاط إذا كانت ملتزمة بحجابها وكانت بحاجة إلى العمل ؟
الجواب: يجوز مع الامن من الوقوع في الحرام.
السؤال: تفرض التقاليد والعادات على مجتمعنا بتغطية وجه المراة على الرغم من ان بعض النساء يسعين لكسر هذا التقليد او تلك العادة مع الالتزام بحدود الحجاب الشرعي كما في سائر البلاد الاسلامية فهل في رغبتهم تلك اشكال شرعي؟
الجواب: لا اشكال ان لم يكن الابراز بداعي ايقاع الغير في النظر المحرم ولم يكن خوف الوقوع في الحرام ممن لا كان مما تترتب الفتنة النوعية عليه.
السؤال: اذا كان اللبس محتشم هل من الضروري لبس العباءة؟
الجواب: لا مانع منه، لكن سماحة السيد يحبّذ للمرأة المؤمنة لبس العباءة التي فوق الراس.
السؤال: هل يجب إرتداء الحجاب أمام الصبي المميز؟
الجواب: نعم إذا كان مميزاً وامكن ان يترتب على نظره اليها ثوران الشهوة فيه- على الأحوط لزوماً -.
السؤال: هل يجوز للأخ بالرضاعة أن يدخل البيت في حضور البنات بدون حجاب وكذلك بالنسبة للام هل يجوز أن تكون بدون حجاب ؟
الجواب: إذا ثبت الرضاع بمقدار انتشار الحرمة فهو كالأخ من النسب .
السؤال: ما حكم لبس الجورب للمرأة اثناء أداء الصلاة أو الخروج من المنزل؟
الجواب: يجب عليها ستر قدميها جميعاً عن الأجنبي سواء كان في الصلاة أو غيرها ولا يجب الستر في الصلاة ان لم تكن بمرأي الأجنبي.
السؤال: ما حكم لبس الجورب بالنسبة للنساء ؟
الجواب: واجب.
السؤال: ما حكم لبس النقاب ؟
الجواب: يجوز ان لم يوجب الافتتان نوعاً.
السؤال: هل يجب على اخت زوجتي التحجب امامي؟
الجواب: هي أجنبية عنك ويجب عليها التستر .
السؤال: هل يجوز لبس العبائة المكتفة (البالطو) حتى لو كانت واسعة ؟
الجواب: يجوز اذا لم يظهر مفاتنها.
السؤال: هل يجوز للفتاة ازالة الحجاب عند تقدم شاب لخطبتها ؟
الجواب: نعم لو اراد الزواج بها وطلب منها كشف شعرها ووجهها جاز لها ذلك.
السؤال: هل يجوز وضع القفاز في حال وضع الحناء ؟
الجواب: يجوز.
السؤال: هل يجوز اظهار اصابع القدم للفتاة ؟
الجواب: يجب الستر عن الأجنبي.
السؤال: هل يجب للزوجة ان تغطي وجهها عن جدّ زوجها؟
الجواب: لا يجب.
السؤال: هل يجب على الجدة تغطية وجهها عن زوج حفيدتها ؟
الجواب: لا يجب.
السؤال: هل لبس الشيلة الملوّنة وفيها اشياء ملمّعة حرام؟
الجواب: بما انه يعد زينة فلا يجوز الظهور به امام الاجنبي .
السؤال: ماحكم الخادمة التي تعمل في المنزل من غير حجاب مع عائلة مسلمة؟
الجواب: هي أجنبية يجب عليها التستر ويحرم على الرجال النظر إليها متبرجة .
السؤال: هل يجوز لأخوات زوجتي أن يخرجن أمامي بلا حجاب؟
الجواب: لا يجوز.
السؤال: ما مقدار الواجب لتغطية الذقن للمرأة المسلمة؟
الجواب: المقدار المشاهد من الذقن بل وكذا ما تحته مما لا يستره الخمار لا يجب ستره .
السؤال: هل يجوز خروج المرأة دون ستر الوجه ؟
الجواب: يجوز.
السؤال: ما حكم لبس العباءة المغربية؟
الجواب: يجوز ان لم يوجب الاستهجان عرفاً.
السؤال: هل يمكن خلع الحجاب أمام أخو زوجي؟
الجواب: لا يجوز.
السؤال: متي يكون واجب على البنت ارتداء الحجاب؟
الجواب: إذا اكملت السنة التاسعة هلالية وجب عليها كل ما يجب على الكبار ويحرم عليها ما يحرم عليهن.
السؤال: هل يجوز ان ينظر الولد للبنت وبدون حجاب؟ اي ان ينظر الى وجها وشعرها قبل الزواج؟
الجواب: يجوز إذا أراد الزواج منها من دون قصد التلذذ الجنسي ولم يكن هناك مانع من الزواج منها وكان النظر للاستعلام فقط.
السؤال: هل ارتداء الحجاب من زوج الأخت واجب ؟
الجواب: يجب عليها التحجب عنه ولا فرق بينه وبين بقية الرجال الاجانب.
السؤال: يكثر في وقتنا الحاضر استعمال النقاب ولبس الكتافي بالنسبة لنساء في منطقتنا مما يعطي الرجل دافعاً قوياً للنظر لمفاتن المراة، ما هو تعليقكم على هذا؟
السؤال: هل يجوز في الحجاب الشرعي للمرأة ان يكون محدداً لجسمها بحيث تظهر منه حجم جسمها؟
الجواب: لا يجوز اذا كان مجسماً لمفاتن بدنها.
السؤال: هل يجوز في الحجاب الشرعي ان تستخدم فيه بعض الترتيبات مثل الكريستال، والزخارف الملونة والقطع الشفافة والتي قد تكشف عن بعض اجزاء الجسم؟
الجواب: اما استخدام القطع الشفافة فلا يجوز من حيث منافاتها للستر الواجب واما استخدام الزينة على الحجاب فهو غير جائز ايضاً لعدم استثنائهم من الزينة التي لا يجوز ابداؤها للرجال الاجانب.
السؤال: هل يجوز في الحجاب الشرعي ان يكون مخالفاً للعرف، بحيث يلفت انتباه المارة لأنه على غير عادة البلد؟
الجواب: اذا عدّ من لباس الشهرة لم يجز لبسه.
السؤال: هل يجوز لأخت الزوجة ان لا تتقيد باصول الحجاب امام زوج اختها؟
الجواب: لا يجوز لها ذلك بل عليها ان تلتزم بالحجاب امام زوج اختها.
السؤال: هل يجب ان يغطي الحنك عند حجاب المراة ام يعتبر جزء من الوجه؟
الجواب: نعم يجب قال تعالى {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] اي يسترنها بخمارهن.
السؤال: ما هو السن الذي يجب على المرأة فيه الالتزام بالحجاب وسائر التكاليف الشرعية ؟
الجواب: إذا اكملت التاسعة القمرية وجب عليها ذلك .
السؤال: بعض النساء كبيرات السن لا يرتدين الجواريب مثلاً او يخففن من الحجاب وقد يظهر معه شعرها او ما شاكل ذلك فما حكم ذلك شرعاً ؟
الجواب: إذا كانت كبيرة السن بحيث لا ترجو النكاح فلا حرج عليها في ذلك .
السؤال : هل يجب (التحنك) او وضع الربطة بحيث تستر ما تحت الذقن عند الظهور امام الأجنبي ؟
الجواب: لا يجب على المرأة ان تستر امام الاجنبي ما تحت الذقن بالمقدار الذي يرى عند اختمارها .
السؤال: هل يجوز الظهور بالحجاب المعروف بحجاب الأميرة امام الاجنبي ؟
الجواب: إذا لم تعد من ملابس الزينة فلا يضر ذلك.
السؤال: جدي لأمي له زوجة أخرى غير جدتي لأمي ، فهل يجب عليها التحجب مني أم لا ؟
الجواب: لا يجب .
السؤال: هل يجوز للمرأة ان تلبس القلادة والحجاب المسمى بالحجاب الفرنسي علماً ان الحجاب وإن كان من طبقتين فانه لا يستر ؟
الجواب: لابدّ من حصول الستر على الوجه المطلوب شرعاً وإلاّ فلا يجزي .
السؤال: خروج المرأة من البيت للعمل في دوائر الدولة إذا كان ضمن حدود الحجاب وعدم التبرج هل هو حرام او حلال ، مع رضى ولي الأمر ؟
الجواب: إذا كان مع رعاية جميع الحدود الشرعية ومنها الأمن على نفسها من الوقوع في الحرام حتى مثل المزاح والمفاكهة مع الأجنبي فلا مانع وإلاّ فلا يجوز .
السؤال: هل يجوز للطالبة ارتداء القميص والتنورة أم لابدّ لها من لبس الجُبّة ؟
الجواب: المهم أن تكون ساترة لبدنها ( عدا الوجه والكفين ) غير مجسمة لمفاتن بدنها ولا مثيرة.
السؤال: هل يجوز للفتاة اظهار ظاهر قدمها للأجانب ؟
الجواب: لا يجوز .
السؤال: هل على الزوج الزام زوجته المتبرجة بالحجاب او منعها من ممارسة بعض المعاصي كسماع الاغاني، وما عليه ان يفعل ان لم يستطع ردعها عن ذلك؟
الجواب: يلزمه امرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وفق المراتب المذكورة في الرسالة العملية وان لم تستجب فلا شيء عليه بشأنها ولكن لابد ان يتخذ الاجراء المناسب لئلا يؤثر سلوكها المنحرف في تربية اولاده.
السؤال: إذا كان لبس النقاب في بلد مثيراً للاستغراب ، والتساؤل أحياناً ، فهل يجب خلعه باعتباره من لباس الشهرة؟
الجواب: لا يجب ، نعم إذا كان لبسه مثيراً للاستهجان والاستقباح عند عامة الناس في البلد ، يكون من لباس الشهرة في ذلك البلد ، فلا يجوز لبسه فيه.
السؤال: اعتاد العدد الغفير من المسلمات المحجبات على كشف ذقونهن ، وشيء مما تحت الذقن ، وستر الرقبة ، فهل يجوز لهن ذلك؟ وما هو حدُ الوجه الذي يجوز كشفه ، وهل منه الأذنان؟
الجواب: الوجه لا يشمل الأذنين ، فيجب سترهما ، وأما المقدار الذي يرى من الذقن وما تحته عند الإختمار على الوجه المتعارف ، فيلحقه حكم الوجه.
السؤال: امرأة ملتزمة بالحجاب الشرعي ، ولكن زوجها يمنعها من ذلك ، ويخيّرها بين خلع الحجاب والطلاق ؟
الجواب: ليس لها أن تخلع حجابها وإن انجّر أمرها إلى الطلاق .
السؤال: هل يجوز للزوجة ان تتحجب عن حميها؟
الجواب: يجب ان تتحجب فاخو الزوج كغيره من الرجال الاجانب.
السؤال: ما حكم لبس العباءة التي فيها زخارف ونقوش وبعضها تحتوي على الوان زاهية ؟
الجواب: لا يجوز لبسها امام الرجال الأجانب .
السؤال: ما حدود حجاب اليدين من غير الكفين؟
الجواب: يجب ستر ما عدا الكفين الى المعصم.
السؤال: لي اخت مخطوبة وباقي لها ايام كي تتزوج ولكن هي تريد ارتداء الحجاب في الزواج ولكن زوجها غير موافق على ذلك فما حكم ذلك؟
الجواب: لا يجوز لها ان تطيع زوجها في ذلك فان اطاعت فالذنب عليها.
السؤال: هل يجب على المرأة لبس الجوارب وما هو حكم اظهار المرأة قدمها بالجوارب الشفافة؟
الجواب: يجب ولا يجوز لها إظهار بشرة الرجل.
السؤال: هل يجب على المرأة تغطية وجهها عن الاجانب؟
الجواب: لا يجب إلا إذا كان الابداء بداعي إيقاع الرجل في النظر المحرم أو كان مع خوف الوقوع في الحرام جراء ذلك.
السؤال: ما حكم والد يطلب من أبته لبس (البوشية) مع العلم بأنٌ البنت تقلد من لا يرى إشكال في إظهار الوجه أمام الأجنبي؟
الجواب: لا يجوز مخالفة الاب اذا كانت موجبة لتأذيه الناشئ من شفقته عليك.
السؤال: هل يجوز رؤية الولد المصاب بتخلف عقلي لغير محارمه بغير حجاب (عمر الولد ١٧)؟
الجواب: لا يجوز لهن القاء الحجاب امامه الا اذا لم يكن مميزاً.
السؤال: ما حكم لبس الملابس من غير العبائة أثناء الدوام؟
الجواب: يجوز اذا كان محتشما لا تبرز معه مفاتن المراة ولا تعد من الزينة.
السؤال: ما هي حدود الحجاب الشرعي؟
الجواب: الواجب على المراة ان تستر كل جسمها عن الاجنبي الا الوجه والكفين من دون تزين ويجب ان لا يعد اللباس من الزينة وان لا يبرز مفاتن المراة.
السؤال: هل يجوز لبس الشورت أمام زوجة الأخ وهل يجوز لها أن تكشف عن شعرها أمامه وهل يجوز لها كشف ظاهر قدميها؟
الجواب: زوجة الاخ ليست من المحارم فلا بد من ملاحظة كل الاحكام.
السؤال: تسال المؤمنات خصوصاً الجامعيات في فرنسا والمناطق الخاضعة للنفوذ الفرنسي بعد الضغوط التي يواجهونها من قبل الحكومة بنزع الحجاب .هل يمكن استعمال الشعر الاصطناعي تجنباً للحرام ام لا ؟
الجواب: الشعر الصناعي يعّد - عادةً - من الزينة التي يجب على المرأة سترها عن الرجل الاجنبي ، وعلى ذلك فلا يتحقق باستخدامه الستر الواجب . ولو اضطرت المرأة الى كشف شعرها الاصلي او استخدام الشعر الصناعي فالاحوط لزوماً اختيار التالي مع رعاية كونه أبعد عن الزينة مهما أمكن .
السؤال: هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة وبناته من ارتداء الحجاب؟
الجواب: لا يجوز لاحد منعهن من ذلك ولا يجوز لهن اطاعة احد في ذلك.
السؤال: لم أفهم جواب سماحة السيد فيما يخص الجواب : اذا لم يكن الابداء بداعي ايقاع الغير في النظر المحرم ولم يخف الوقوع في الحرام ولم يستلزم الاستهجان عرفا فلا مانع , أرجو التفصيل ؟
الجواب: العبارة واضحة والمعنى انه لا يجوز للمرأة ان تبدي وجهها بقصد ان ينظر اليها الرجال نظرة محرمة كما لا يجوز لها ذلك اذا خافت الوقوع في الحرام وكذلك اذا كان ابداء الوجه في موضع مستهجنا عرفا بحيث يوجب هتكها.
السؤال: هل يجوز للمرأة سياقة الدراجة الهوائية ؟
الجواب: يجوز اذا تمكنت من حفظ حجابها كاملا ومع ذلك فالأفضل تركه .
السؤال: ما هو الواجب ستره للمرأة ؟
الجواب: يجب على المرأة ان تستر شعرها وما عدا الوجه والكفين من بدنها عن غير الزوج والمحارم من البالغين مطلقاً ، بل الأحوط لزوماً ان تتستر عن غير البالغ أيضاً إذا كان مميزاً وأمكن ان يترتب على نظره اليها ثوران الشهوة فيه ، واما الوجه والكفان فيجوز لها ابداؤها إلاّ مع خوف الوقوع في الحرام أو كونه بداعي ايقاع الرجل في النظر المحرم فيحرم الابداء حينئذٍ حتى بالنسبة الى المحارم. هذا في غير المرأة المسنة التي لا ترجوا النكاح واما هي فيجوز لها ابداء شعرها وذراعها ونحوهما مما لا يستره الخمار والجلباب عادة ـ من دون ان تتبرج بزينة.
السؤال: هل يجوز للمرأة ان تحسن صوتها مع سماع الاجنبي ؟
الجواب: اذا كان صوتها بما يشتمل عليه من الترقيق والتحسين مهيجا عادة للسامع فاللازم التجنب عن ذلك مع احراز سماع الاجنبي لصوتها وإلا فلا بأس به.
السؤال: هل يجب تغطية ظاهر القدمين على زوج الاخت؟
الجواب: نعم هي واجبة .
السؤال: اِمرأة ملتزمة بالحجاب الشرعي، ولكن زوجها يمنعها من ذلك ويخيّرها بين خلع الحجاب والطلاق؟
الجواب: ليس لها أن تخلع حجابها واِن انجر امرها الى الطلاق .
السؤال: امرأة تخرج للناس وظاهر قدمها مكشوف لعين الناظر الاجنبي؟
الجواب: لا يجوز لها ذلك.
السيرة الذاتية لسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
وبعد / لقد أثمر منبر الإمام السيد الخوئي (قدس سرّه ) خلال أكثر من نصف قرن ثماراً عظيمة جليلة هي الأزكى والأفضل عطاءاً على صعيد الفكر الإسلامي وفي مختلف العلوم والقضايا والمواقف الإسلامية المهمّة ، حيث تخرّج من بين يديه مئات العلماء والفضلاء العظام الذين اخذوا على عاتقهم مواصلة مسيرته الفكرية ودربه الحافل بالبذل والعطاء والتضحية لخدمة الإسلام والعلم والمجتمع، ومعظمهم اليوم أساتذة الحوزات العلمية وبالخصوص في النجف الأشرف ومنهم من هو في مستوى الكفاية والجدارة العلمية والاجتماعية التي تؤهله للقيام بمسؤولية التربية والتعليم ورعاية الأمة في يومنا الحاضر.
المزيد
ومن أهم وابرز أولئك العباقرة هو سيدنا الأستاذ آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه ) فهو من أبرز تلامذة الإمام الخوئي الراحل (قدس سرّه ) نبوغاً وعلماً وفضلاً وأهليّةً ، وحديثنا في هذه السطور حول شخصية هذا العلم الكبير موجز في عدّة نقاط :
ولادته ونشاته
ولد سماحته في التاسع من شهر ربيع الأول عام 1349 للهجرة في المشهد الرضوي الشريف في أسرة علمية معروفة ، فوالده هو العالم المقدّس( السيد محمد باقر ) ووالدته هي العلوية الجليلة كريمة العلامة ( المرحوم السيد رضا المهرباني السرابي) وجدّه الادنى هو العالم الجليل ( السيد علي ) الذي ترجم له العلامة الشيخ آغا بزرك في طبقات أعلام الشيعة قائلاً: ( انه كان في النجف الأشرف من تلامذة الحجّة المؤسس المولى علي النهاوندي وفي سامراء من تلامذة المجدد الشيرازي، ثم اختص بالحجة السيد اسماعيل الصدر، وفي حدود سنة 1318 هـ عاد إلى مشهد الرضا ( عليه السلام ) واستقر فيه وحاز مكانة سامية مع ما كان له من حظ وافر من العلم مقروناً بالتقى والصلاح ) ومن تلامذته المعروفين الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سرّه ).
وأسرة سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) ــ التي هي من الاسر العلوية الحسينية ــ كانت تقطن مدينة (اصفهان) في القرن الحادي عشر الهجري ، ومن ابرز اعلامها يومذاك الفيلسوف الشهير ( محمد باقر الداماد ) صاحب كتاب القبسات، ومن أحفاده العلم الكبير ( السيد محمد ) الذي عيّن في منصب ( شيخ الاسلام ) في بلاد ( سيستان ) في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل اليها وسكنها هو وذريته من بعده، وأول من هاجر منهم إلى مشهد الرضا (ع) هو المرحوم( السيد علي ) المار ذكره، حيث استقرّ فيه برهة من الزمن في مدرسة المرحوم الملا محمد باقر السبزواري ومن ثمّ هاجر الى النجف الأشرف لاكمال دراسته ثم الى سامراء المقدسة للغرض نفسه.
وقد نشأ سيدنا ( دام ظلّه ) في مسقط رأسه المشهد الرضوي نشأة عالية فتدرج في الأوليات والمقدمات ، حيث بدأ وهو في الخامسة من عمره بتعلم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراء والكتابة ونحوهما ، فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم أثناء ذلك فن الخط من استاذه ( الميرزا علي اقا ظالم ).وفي أوائل عام (1360 هـ.ق) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية ، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية كشرح الألفية للسيوطي والمغني لابن هشام والمطول للتفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الاديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن، وقرأ شرح اللمعة والقوانين عند المرحوم السيد احمد اليزدي المعروف بـ (نهنگ ) وقرأ جملة من السطوح العالية كالمكاسب والرسائل والكفاية عند آية الله الميرزا هاشم القزويني، وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري وشرح الاشراق والاسفار عند المرحوم الايسي، وقرأ شوارق الالهام عند المرحوم آية الله الشيخ مجتبى القزويني ، وحضر في المعارف الالهية دروس آية الله المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفى أواخر سنة (1365 هـ . ق) كما حضر بحوث الخارج لآية الله الميرزا مهدي الآشتياني صاحب التعليقة على شرح المنظومة وآية الله المرحوم الميرزا هاشم القزويني (قدّس سرهما).
وفي أواخر عام 1368 هـ انتقل الى الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة فحضر بحوث المرجع الكبير السيد حسين الطباطبائي البروجردي في الفقه والاصول، وتلقى عنه الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث، كما حضر درس الفقيه الكبير السيد محمد الحجّة الكوهكمري(قدّس سرّه).
وخلال مدّة اقامته في قم راسل العلاّمة المرحوم السيد علي البهبهاني عالم الأهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الطهراني، وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش سيدنا الأستاذ (مدّ ظلّه) بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها ، وبعد تبادل عدّة رسائل كتب المرحوم السيد البهباني لسيدنا الأستاذ (دام ظلّه) رسالة مؤرخة في ( 7/ رجب /1370 هـ ) ــ وهو شاب في الواحدة والعشرين من العمر ــ يثني فيها على مهارته العلمية واصفاً اياه بـ (عمدة العلماء المحققين ونخبة الفقهاء المدققين) وموكّلا ﱟ تكميل البحث إلى حين اللقاء به عند التشرّف بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام ).
وفي أوائل عام (1371 هـ ) غادر سيدنا الأستاذ ( مدّ ظلّه ) مدينة قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية النجف الأشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكرى أربعين الامام الحسين ( عليه السلام ) ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف فسكن ( مدرسة البخارائي العلمية )، وحضر البحوث الفقهية والاصولية للعلمين الكبيرين السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي (قدّس سرّه ) والشيخ حسين الحلّي (قدّس سرّه ) ولازمهما مدّة طويلة ، وحضر خلال ذلك ايضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين منهم السيد الحكيم (قدّس سرّه ) والسيد الشاهرودي (قدّس سرّه ).
نبوغه العلمي
لقد برز السيد السيستاني ( دام ظلّه ) في بحوث اساتذته بتفوق بالغ على اقرانه وذلك في قوّة الإشكال وسرعة البديهة وكثرة التحقيق والتتبع ومواصلة النشاط العلمي وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية، ومما يشهد على ذلك أنه منح من بين زملاه واقرانه في عام 1380 هـ وهو في الحادية والثلاثين من عمره ـ ( شهادة الاجتهاد المطلق ) من قبل استاذيه السيد الخوئي (قدّس سرّه ) والشيخ الحلي (قدّس سرّه ) ولم يمنح السيد الخوئي شهادة الاجتهاد الإّ لنادرٍ من تلامذته منهم سيدنا الأستاذ وآية الله الشيخ علي الفلسفي من مشاهير علماء مشهد المقدسة كما لم يمنح الشيخ الحلي اجازة الاجتهاد المطلق لغيره ( دام ظلّه ) وقد كتب له ايضاً شيخ محدّثي عصره العلاّمة الشيخ آغا برزك الطهراني (قدّس سرّه ) شهادة يطري فيها على مهارته في علمي الرجال والحديث وهي مؤرخة كذلك في عام 1380 هـ.
عطاؤه الفكري وتأليفاته
اشتغل سيدنا الأستاذ (دام ظلّه) من أوائل عام 1381 هـ بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) في الفقه في ضوء مكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري، وأعقبه بشرح العروة الوثقى ، فتمّ له منه شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وقسم من كتاب الخمس وتمام كتاب الصوم والاعتكاف ثم شرع في شرح كتاب الزكاة.
وقد كانت له محاضرات فقهية اخرى خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وابحاث الربا وقاعدة الإلزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية،كما كانت له محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما.
وابتدأ ( دام ظلّه ) بإلقاء محاضراته في علم الأصول من شعبان عام (1384 هـ ) وقد أكمل دورته الثالثة في شعبان عام ( 1411 هـ ) ، ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والأصولية من عام 1397 هـ وإلى اليوم.
وقد خرّج بحثه الشريف عدّة من الفضلاء البارزين وبعضهم من أساتذة البحث الخارج : كالعلاّمة الشيخ مهدي مرواريد ، والعلاّمة السيد مرتضى المهري والعلاّمة المرحوم السيد حبيب حسينيان والعلاّمة السيد أحمد المددي والعلاّمة الشيخ مصطفى الهرندي والعلاّمة السيد هاشم الهاشمي وغيرهم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية.
وضمن اشتغال سماحته ( دام ظلّه ) بالدرس والبحث خلال هذه المدّة كان مهتمّاً بتأليف كتب مهمّة وجملة من الرسائل بالإضافة إلى ما كتبه من تقريرات بحوث اساتذته فقه وأصولاً، وسيأتي ذكر جملة منها في موضع آخر.
منهجه في البحث والتدريس
وهو منهج متميز على مناهج كثير من أساتذة الحوزة وأرباب البحث الخارج فعلى صعيد الأصول يتجلّى منهجه بعدّة خصائص :
أ- التحدث عن تأريخ البحث ومعرفة جذوره التي ربما تكون فلسفية كمسالة بساطة المشتق وتركيبه أو عقائدية وسياسية كبحث التعادل والتراجح الذي أوضح فيه أن قضية اختلاف الأحاديث فرضتها الصراعات الفكرية العقائدية آنذاك والظروف السياسية التي احاطت بالأئمة( عليهم السلام ) ومن الواضح أن الإطّلاع على تأريخ البحث يكشف عن زوايا المسألة ويوصلنا إلى واقع الآراء المطروحة فيها .
ب- الربط بين الفكر الحوزوي والثقافات المعاصرة ففي بحثه حول المعنى الحرفي في بيان الفارق بينه وبين المعنى الاسمي وهل هو فارق ذاتي ام لحاظي؟
اختار اتجاه صاحب الكفاية في أن الفرق باللحاظ لكن بناه على النظرية الفلسفية الحديثة وهي نظرية التكثر الادراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته، فيمكن للذهن تصور مطلب واحد بصورتين: تارة بصورة الاستقلال والوضوح فيعبر عنه بالاسم وتارة بالآلية والانكماش ويعبر عنه بالحرف.
وعندما دخل في بحث المشتق في النزاع الدائر بين العلماء حول اسم الزمان، تحدّث عن الزمان بنظرة فلسفية جديدة وهي انتزاع الزمان من المكان (زمكان) بلحاظ تعاقب النور والظلام ، وفي بحثه حول مدلول صيغة الأمر ومادته وبحثه في التجري طرح نظرية بعض علماء الاجتماع من أن تقسيم الطلب بامر والتماس وسؤال نتيجة لتدخل صفة الطالب في حقيقة طلبه من كونه عالياً أو مساوياً أو سافلاً.
وكذلك جعل ضابط استحقاق العقوبة عنوان تمرد العبد وطغيانه على المولى مبني على التقسيم الطبقي للمجتمعات البشرية القديمة من وجود موالي وعبيد وعالي وسافل وما أشبه ذلك. فهذه نظرة من رواسب الثقافات السالفة التي تتحدث باللغة الطبقية لا باللغة القانونية المبنية على المصالح الانسانية العامة.
ج- الاهتمام بالأصول المرتبطة بالفقه : ان الطالب الحوزوي يلاحظ في كثير من العلماء اغراقهم واسهابهم في بحوث اصولية لا يعدّ الاسهاب فيها الإّ ترفاً فكريّاً لا ينتج ثمرةً علميةً للفقيه في مسيرته الفقهية كبحثه في الوضع وكونه امراً اعتبارياً أو تكوينياً وأنّه تعهد أو تخصص ، وبحثهم في بيان موضوع العلم وبعض العوارض الذاتية في تعريف الفلاسفة لموضوع العلم وما شاكل ذلك.
ولكن الملاحظ في دروس سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) هو الاغراق وبذل الجهد الشاق في الخروج بمبنى علمي رصين في البحوث الأصولية المرتبطة بعملية الاستنباط كمباحث الاصول العملية والتعادل والتراجح والعام والخاص ، وأمّا البحوث الأخرى التي أشرنا لبعض مسمياتها ، فبحثه فيها إنما هو بمقدار الثمرة العلمية في بحوث أخرى أو الثمرة العملية في الفقه.
د- الابداع والتجديد : هناك كثير من الأساتذة الماهرين في الحوزة لا يملك روح التجديد بل يصب اهتمامه على التعليق فقط والتركيز على جماليات البحث لا على جوهره فيطرح الآراء الموجودة ويعلّق على بعضها ويختار الأقوى في نظره ، الإّ أن سيدنا الأستاذ يختلف في هذا النهج فيحاول الابداع والتجديد إما بصياغة المطلب بصياغة جديدة تتناسب مع الحاجة للبحث كما صنع ذلك عندما دخل بحث استعمال اللفظ في عدة معانٍ حيث بحثه الأصوليون من زاوية الإمكان والاستحالة كبحث عقلي فلسفي لا ثمرة عملية تترتب عليه وبحثه سيدنا الأستاذ من حيث الوقوع وعدمه لانه أقوى دليل على الإمكان، وبحثه كذلك من حيث الاستظهار وعدمه.
وعندما دخل بحث التعادل والتراجح رأى أن سرّ البحث يكمن في علّة اختلاف الأحاديث فإذا بحثنا وحدّدنا أسباب اختلاف النصوص الشرعية انحلّت المشكلة العويصة التي تعترض الفقيه والباحث والمستفيد من نصوص أهل البيت ( عليهم السلام ) وذلك يغنينا عن روايات الترجيح والتخيير كما حملها صاحب الكفاية على الاستحباب .
وهذا البحث تناوله غيره ولكنه بشكل عقلي صرف،أما السيد الأستاذ فإنه حشد فيه الشواهد التأريخية والحديثية وخرج منه بقواعد مهمّة لحلّ الاختلافات وقام بتطبيقها في دروسه الفقهية أيضاً.
هـ - المقارنة بين المدارس المختلفة : ان المعروف عن الكثير من الأساتذة حصر البحث في مدرسة معينة أو اتجاه خاص ولكن السيد السيستاني يقارن بحثه بين فكر مدرسة مشهد وفكر مدرسة قم وفكر مدرسة النجف الأشرف فهو يطرح آراء الميرزا مهدي الاصفهاني (قدّس سرّه) من علماء مشهد وآراء السيد البروجردي (قدّس سرّه ) كتعبير عن فكر مدرسة قم وآراء المحققين الثلاثة ( الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ الاصفهاني ) والسيد الخوئي (قدّس سرّه ) والشيخ حسين الحلّي (قدّس سرّه) كمثال لمدرسة النجف الأشرف.
وتعدّد الاتجاهات هذه يوسع امامنا زوايا البحث والرؤيا الواضحة لواقع المطلب العلمي .
وأمّا منهجه الفقهي فله فيه منهج خاص يتميز في تدريس الفقه وطرحه ، ولهذا المنهج عدّة ملامح :
1- المقارنة بين فقه الشيعة وفقه غيرهم من المذاهب الاسلامية الأخرى ، فإنّ الإطّلاع على الفكر الفقهي السني المعاصر لزمان النص كالاطلاع على موطأ مالك واخراج ابي يوسف وآراء الفقهاء الآخرين يوضّح أمامنا مقاصد الأئمة ( عليهم السلام ) ونظرهم حين طرح النصوص.
2- الاستفادة من علم القانون الحديث في بعض المواضع الفقهية كمراجعته للقانون العراقي والمصري والفرنسي عند بحثه في كتاب البيع والخيارات ، والاحاطة بالفكر القانوني المعاصر تزوّد الإنسان خبرة قانونية يستعين بها على تحليل القواعد الفقهية وتوسعة مداركها وموارد تطبيقها .
3- التجديد في الأطروحة : إنّ معظم علمائنا الأعلام يتلقون بعض القواعد الفقهية بنفس الصياغة التي طرحها السابقون ولا يزيدون في البحث فيها الإّ عن صلاحية المدرك لها أو عدمه ووجود مدرك آخر وعدمه ، أما السيد السيستاني فإنّه يحاول الإهتمام في بعض القواعد الفقهية بتغيير الصياغة ، مثلاً بالنسبة لقاعدة الإلزام التي يفهمها بعض الفقهاء من الزاوية المصلحية بمعنى أنّ للمسلم المؤمن الاستفادة في تحقيق بعض رغباته الشخصية من بعض القوانين للمذاهب الأخرى وإن كان مذهبه لا يقرّه ، يطرحه السيد السيستاني على أساس الاحترام ويسميّها بقاعدة الاحترام أي احترام آراء الآخرين وقوانينهم ، وانطلاقه من حريّة الرأي وهي على سياق ( لكلّ قوم نكاح ) و (نكاح أهل الشرك جائز ) وكذلك بالنسبة الى قاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء والأصوليون كقاعدة عقلية أو عقلائية صرفة يدخلها السيد الأستاذ تحت قاعدة الاضطرار التي هي قاعدة شرعية اشارت لها النصوص نحو ( ما من شيء حرّمه الله الإّ وقد أحلّه لمن اضطر إليه ) فإنّ مؤدى قاعدة الاضطرار هو مؤدى قاعدة التزاحم بضميمة متمم الجعل التطبيقي .
وأحياناً يقوم بتوسعة القاعدة كما في قاعدة ( لا تعاد ) حيث خصّها الفقهاء بالصلاة لورود النص في ذلك بينما السيد السيستاني جعل صدر الرواية المتضمن لقوله (ع) : ( لا تعاد الصلاة إلا ّ من خمسة ) مصداقاً لكبرى أخرى تعمّ الصلاة وغيرها من الواجبات ، وهذه الكبرى موجودة في ذيل النص ( ولا تنقض السنّة الفريضة)، فالمناط هو تقديم الفريضة على السنّة في الصلاة وغيرها ، ومن مصاديق هذا التقديم هو تقديم الوقت والقبلة ...الخ على غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها لأنّ الوقت والقبلة من الفرائض لا من السنن .
4- النظرة الاجتماعية للنص : إنّ من الفقهاء من هو حرفي الفهم بمعنى أنّه جامد على حدود حروف النص من دون محاولة التصرف في سعة دلالات النص وهناك من الفقهاء من يقرأ أجواء النص والظروف المحيطة به ليتعرف على سائر الملابسات التي تؤثر على دلالته ، فمثلاً في ما ورد من أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله ) حرّم أكل لحم الحمر الأهلية يوم خيبر ، أخذنا بالفهم الحرفي لقلنا بالحرمة أو الكراهة لأكل لحم الحمر الاهلية ولو اتبعنا الفهم الاجتماعي لرأينا أنّ النص ناظر لظروف حرجة وهي ظروف الحرب مع اليهود في خيبر والحرب تحتاج لنقل السلاح والمؤنة ولم تكن هناك وسائل نقل إلاّ الدواب ومنها الحمير ، فالنهي في الواقع نهي إداري لمصلحة موضوعية اقتضتها الظروف آنذاك ولا يستفاد منه تشريع الحرمة ولا الكراهة ، وسيدنا الأستاذ من النمط الثاني من العلماء في التعامل مع النص.
5- توفير الخبرة بمواد الاستنباط : إنّ السيد السيستاني يركّز دائماً على انّ الفقيه لا يكون فقيهاً بالمعنى الأتم حتى يتوفر لديه خبرة وافية بكلام العرب وخطبهم واشعارهم ومجازاتهم كي يكون قادراً على تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعيّا لا ذاتيا وأن يكون على اطلاع تام بكتب اللغة وأحوال مؤلفيها ومناهج الكتابة فيها فإنّ ذلك دخيل في الاعتماد على قول اللغوي أو عدم الاعتماد عليه وأن يكون على احاطة باحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ورواتها بالتفصيل ، فإنّ علم الرجال فن ضروري للمجتهد لتحصيل الوثوق الموضوعي التام بصلاحية المدرك ، وله آراء خاصّة يخالف بها المشهور في هذا العصر مثلاً ما اشتهر من عدم الاعتداد بقدح اين الغضائري اما لكثرة قدحه أو لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه مما لا يرتضيه سيدا الأستاذ بل يرى ثبوت الكتاب وان ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل اكثر من النجاشي والشيخ وامثالهما ويرى الاعتماد على منهج الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه ومعرفة كون الحديث مسنداً أو مرسلاً على ما قرّره السيد البروجردي (قدّس سرّه ).
ويرى أيضاً ضرورة الإلمام بكتب الحديث واختلاف النسخ ومعرفة حال المؤلف من حيث الضبط والتثبت ومنهج التأليف ، وأما ما يشاع في هذا المجال من كون الصدوق اضبط من الشيخ فلا يرتضيه، بل يرى الشيخ ناقلاً أميناً لما وجده من الكتب الحاضرة عنده بقرائن يستند اليها.
فهذه الجهات الخبرية قد لا يعتمد عليها كثير من الفقهاء في مقام الاستنباط بل يكتفي بعضهم بالظهور الشخصي من دون أن يجمع القرائن المختلفة لتحقيق الظهور الموضوعي بل قد يعتمد على كلام بعض اللغويين بدون التحقيق في المؤلف ومنهج التأليف ولا يكون لبعض آخر أي رصيد في علم الرجال والخبرة بكتب الحديث.
معالم شخصيته
إنّ من يعاشر السيد السيستاني ( دام ظلّه ) ويتصل به يرى فيه شخصية فذّة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حثّ عليها أهل البيت ( عليهم السلام) والتي تجعل منه ومن امثاله من العلماء المخلصين مظهراً جليّاً لكلمة ( عالم رباني ) وقوله ( عليه السلام ) ( مجاري الامور بيد العلماء امناء الله على حلاله وحرامه ) ومن أجل وضع النقاط على الحروف اطرح بعض المعالم الفاضلة التي رأيتها بنفسي عند اتصالي به درساً ومعاشرة :
ﺃ- الانصاف واحترام الرأي : فان السيد السيستاني انطلاقاً من عشق العلم والمعرفة ورغبة في الوصول إلى الحقيقة وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البناءة تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ومعرفة الآراء حتى آراء بعض العلماء من غير اساتذته أو آراء بعض المغمورين في خضم الحوزة العلمية فتراه بعض الاحيان قد يشير في بحثه لرأي لطيف لأحد الأفاضل مع أنه ليس من أساتذته كالشيخ محمد رضا المظفر في كتابه اصول الفقه، فطرح هذه الآراء ومناقشتها مع أنها لم تصدر من اساطين اساتذته يمثل لنا صورة حيّة من صور الانصاف واحترام آراء الآخرين .
ب- الأدب في الحوار : ان بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء او الأستاذ وتلميذه وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية وأحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لا يوصل لهدف علمي بل مضمونه ابراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة وذلك ما يستهلك وقت الطالب الطموح ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف، أما بحث السيد السيستاني (دام ظلّه) فإنّه بعيد كل البعد عن الجدل واساليب الإسكات والتوهين فهو في النقاش مع أساتذته وآراء الآخرين يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاندفاع ، وفي اجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الارشاد والتوجيه ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلى الجدل الفارغ عن المحتوى فان السيد السيستاني يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ومع اصرار الطالب فان السيد الأستاذ حينئذ يفضل السكوت على الكلام.
ج ـ خلق التربية : التدريس ليس وظيفة رسمية او روتينية يمارسها الأستاذ في مقابل مقدار من المال ، فإن هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور، كما أن التدريس لا يقتصر على التربية العلمية في محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والإشفاق على الطالب وحثّه نحو العلم وآداب العلم ايضاً وإذا كان يحصل في الحوزة أو غيرها احياناً رجال لا يخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم فإن في الحوزات أساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة ساوية لابدّ من مزاولتها بروح المحبّة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية ، وقد كان الإمام الحكيم (قدّس سرّه) مضرب المثل في خلقه التربوي لتلامذته وطلاّبه وكما كانت علاقة الإمام الخوئي (قدّس سرّه) بتلامذته فقد رأيت هذا الخلق متجسّداً في شخصية السيد السيستاني (دام ظلّه ) فهو يحثّ دائماً بعد الدرس على سؤاله ونقاشه فيقول : اسألوا ولو على رقم الصفحة لبحث معين او اسم كتاب معين حتى تعتادوا على حوار الأستاذ والصلة العلمية به وكان يدفعنا لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة والوقوف عند نقاط الضعف والقوة وكان يؤكد دائماً على احترام العلماء والالتزام بالأدب في نقاش أقوالهم ويتحدث عن أساتذته بروحية وهمّة عالية وأمثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع .
د – الورع : إنّ هناك ظاهرة جليّة في كثير من العلماء والأعاظم وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن وربما يعتبر هذا البعد عن البعض موقفاً سلبيّاً لأنه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس ولكنه عند التامل يظهر بانه موقف ايجابي وضروري احياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وارضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف ، فلو وقعت في الساحة الإسلامية أو المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الأساسية في الشريعة الإسلامية وجب على العلماء بالدرجة الاولى التصدي لإزاحة الشبهات وابراز الحقائق الناصعة فإذا ظهرت البدع وجب على العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب منه نور الإيمان ، كما جاء في الحديث .
ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معيّن أو خط معيّن او كانت الأجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنار الحقد والحسد المتبادل فإنّ علماء الحوزة ومنهم السيد السيستاني ( دام ظلّه ) يلتزمون دوماً الصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة وما يحدث غالباً من التنافس على الألقاب والمناصب والاختلافات الجزئية كما هو الحال في يومنا الحاضر ، هذا مضافاً لزهده المتمثّل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لا يملكه وأثاثه البسيط.
هـ ـ الإنتاج الفكري: السيد السيستاني ليس فقيهاً فقط بل هو رجل مثقّف مطّلع على الثقافات المعاصرة ومتفتح على الأفكار الحضارية المختلفة ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي وعنده نظرات إدارية جيدة وأفكاراً إجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ واستيعاب للأوضاع المعاصرة بحيث تكون الفتوى في نظره طريقاً صالحاً للخير في المجتمع المسلم.
إمامته في الصلاة
كان سيدنا الأستاذ (مدّ ظلّه ) في عيادة استاذه المرحوم الإمام الخوئي ( قدّس سرّه )في (29/ ربيع الآخر / 1409 هـ ) لوعكة صحية ألمّت به فطلب منه أن يقيم صلاة الجماعة في محرابه في جامع الخضراء فلم يوافق على ذلك في البداية فألحّ عليه في الطلب وقال له ( لو كنت احكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج آقا حسين القمّي لحكمت عليكم بلزوم القبول ) فاستمهله بضعة أيّام وفي نهاية الأمر استجاب لطلبه وأمّ المصلين من يوم الجمعة (5/ جمادى الأولى / 1409 هـ ) إلى الجمعة الأخيرة من ذي الحجّة عام 1414 هـ حيث أغلق الجامع من قبل السلطة كما سيأتي .
مسيرته الجهادية
كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولى من تسلمه السلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الأجانب، ولاقى سيدنا الأستاذ ( مدّ ظلّه ) عناءاً بالغاً من جرّاء ذلك وكاد ان يسفّر عدّة مرّات وتمّ تسفير مجاميع من تلامذته وطلاّب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثمّ كانت الظروف القاسية جدّاً أيّام الحرب العراقية الإيرانية ، ولكن على الرغم من ذلك فقد أصرّ ( دام ظلّه ) على البقاء في النجف الأشرف وواصل التدريس في حوزته العلمية المقدّسة إيماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار.
وفي عام 1411 هـ عندما قضى النظام على الانتفاضة الشعبانية اعتقل سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ مرتضى البروجردي والشهيد الميرزا علي الغروي وقد تعرّضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية إلى أن فرّج الله عنهم ببركة أهل البيت ( عليهم السلام ).
وفي عام 1413 هـ عندما توفي الإمام السيد الخوئي ( رضوان الله عليه ) وتصدّى سيدّنا الأستاذ ( دام ظلّه ) للمرجعية ـ كما سيأتي ـ حاولت سلطات النظام السابق تغيير مسار المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبذلت ما في وسعها في الحطّ من موقع السيد الأستاذ ( دام ظلّه ) ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت إلى تفرق المؤمنين عنه بأساليب متعدّدة منها إغلاق جامع الخضراء في أواخر ذي الحجّة عام 1414 هـ كما تقدّم .
وعندما وجد النظام أنّ محاولاته قد باءت جميعاً بالفشل خطّط لاغتيال سيدنا الأستاذ وتصفيته ، وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخطّطات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
وهكذا بقي سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) رهين داره منذ أواخر عام 1418 هـ حتى أنّه لم يتشرف بزيارة جدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) طوال هذه الفترة.
وقد تعرّض لضغوط كثيرة من اجهزة النظام وأزلامه ولكنه قاوم جميع الضغوطات إلى أن منّ الله على العراقيين بزوال النظام ونسأله تبارك وتعالى ان يمنّ عليهم بالتحرر من الاحتلال ايضاً.
مرجعيته
في السنوات الاخيرة من حياة سماحة الإمام الخوئي ( رضوان الله عليه ) كان هاجس كثير من الفضلاء في النجف الأشرف وخارجها البحث عمن يصلح ان يخلف الإمام الخوئي ( قدّس سرّه ) في مرجعيته للطائفة الإمامية ليحافظ على كيان الحوزة العلمية واستقلالية المرجعية الدينية ويتحلى بما يلزم توفره في شخص المرجع من مؤهلات علمية وورع وتقوى وحكمة وتدبير.
وقد توجّه أنظار الكثير من الفضلاء إلى سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) وقد اختاره الإمام الخوئي ( قدّس سرّه ) للصلاة في محرابه في جامع الخضراء كما تقدّم فبدأ ينتشر صيته في أوساط العامة بعد ان كان محصوراً في الأوساط العلمية والحوزوية التي عرفته أستاذاً قديراً في البحث الخارج طوال ربع قرن من الزمن .
وعندما التحق الإمام الخوئي بالرفيق الأعلى في (8/ صفر / 1413 هـ ) ارجع اليه في التقليد جمع من العلماء الأعلام يأتي في مقدمتهم سماحة آية الله السيد علي البهشتي (قدّس سرّه ) وسماحة آية الله الشيخ مرتضى البروجردي (قدّس سرّه ) فقلّده كثير من المؤمنين في العراق وايران وبلاد الخليج وباكستان والهند ، وبعد وفاة آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري في (27/ صفر /1414 هـ ) رجع اليه معظم مقلديه في العراق وقسم في خارجه ، وعندما توفي آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني (قدّس سرّه ) في (24 / جمادي الآخرة / 1414 هـ ) عمّ تقليد سيدّنا الأستاذ (دام ظلّه ) وبشكل سريع مختلف الأقطار الإسلامية ورجع إليه معظم المؤمنين في العراق والاحساء والقطيف وايران ولبنان ودول الخليج وباكستان والهند والمغتربين في اوربا والامريكيتين واستراليا وغيرهم، وقد توسع الرجوع إليه أكثر فأكثر بعد وفاة آية الله العظمى الشيخ محمد علي الأراكي (قدّس سرّه ) وآية الله العظمى السيد محمد الروحاني (قدّس سرّه )، فسيدنا الأستاذ (دام ظلّه ) ــ اليوم ــ هو المرجع الأعلى للطائفة الإمامية، أدام ظلّه السامي ونفع بوجوده الإسلام والمسلمين . رجوع