السؤال: لقد اغتسلت عن الجنابة وقد كنت غافلاً عن الوقت ثم بعد انتهائي من الغسل شككت في ان وقت الصلاة قد انتهي ثم رأيت الساعة ولم ينته الوقت ثم صليت وهي صلاة الفجر وقد انتهي وقت الصلاة اثناء ادائي الصلاة فهل غسلي صحيح ؟
الجواب: غسلك صحيح .
السؤال: هل يبطل غسل الجنابة حينما لا يتسع الوقت للغسل والصلاة معاً ؟ هل يجب الاغتسال ثانية للتطهر من الحدث الاكبر ؟
الجواب: لا يبعد صحة غسله فيما اذا لم يقصد التشريع المنافي لقصد القربة .
السؤال: اثناء غسل الجنابة اطلقت الريح هل اعيد الغسل ام اتوضأ ؟
الجواب: لا تجب اعادة الغسل ولكن الأحوط وجوباً الوضوء للصلاة .
السؤال: هل يمكن غسل الجنابة مرة واحدة لعدة جنبات في نفس الليلة؟
الجواب: يجوز.
السؤال: هل ان غسل الجنابة من الحرام يجزي عن الوضوء؟
الجواب: يجزي.
السؤال: هل ان غُسل الجنابة يُجزي عن الوضوء مطلقاً ؟ وإذا لا يُجزي مطلقاً فما هي تلك الحالة التي لا يُجزي عندها ؟
الجواب: نعم يجزي عن الوضوء إلاّ إذا أحدث في أثناء الغسل وبنى على إتمامه فيلزمه ضم الوضوء إليه على الأحوط وجوباً .
السؤال: إني أحد مقلديكم وأريد ان استفتيكم في مسألة ابتلائية حدثت لي حيث أنني كنت حوالي أربع سنوات اغتسل من الجنابة بصورة خطأ حيث قرأت انه يتم الغسل مرة واحدة ولم اكن اجهل الحكم وكنت اصب الماء ملئ رأسي ولم اكن اغسل جسمي عضواً عضواً كما هو حال الغسل الترتيبي حيث كنت اظنه انه الغسل مجرد ان تغتسل كما في غسلك لجسمك في الحمام ؟
الجواب: إذا كان جهلك بلزوم الترتيب في الغُسل عن قصور فلا يضر الإخلال به في هذا الحال بصحة صلاتك ، وأما إذا كان جهلك بذلك عن تقصير في تعلّم الأحكام فيجب عليك قضاء تلك الصلوات .
السؤال: اذا ضاق الوقت من غسل الجنابة وتطهير الملابس والبدن عن النجاسة فما الحكم لو ضاق الوقت عن تطهير الملابس او البدن؟
الجواب: اذا ضاق الوقت عنهما جميعاً يتيمم بدلاً عن الغسل ولا يضره نجاسة بدنه وثيابه نعم اذا تمكن من تطهير بعض بدنه او التقليل من لبس الثياب المتنجسة لزمه ذلك، واما اذا ضاق الوقت عن احدهما دون الاخر فليغتسل عن الجنابة وتصح صلاته في الثوب المتنجس على ما تقدم في الصورة الاولي.
السؤال: ما هو حكم المرأة اذا كانت تغسل نصفها الايمن من الراس الى الاسفل طولاً ثم تغسل نصفها الاخر مع نصف البدن الاخر في الحيض والجنابة وكانت تعتقد ـ بغض النظر عن منشأ هذا الاعتقاد ـ بصحة عملها ولذا لم تسال؟
الجواب: اذا كان جهلها بالترتيب مستنداً الى تقصيرها في التعلم فالغسل باطل على الأحوط وكذلك الصلوات التي اتت بها في هذا الحال دون الصيام فانه محكوم بالصحة، واما اذا لم تكن مقصرة كما لو تعلمت كيفية الغسل ممن من شأنها التعلم منه وقد ثقّت بقوله فالأقرب صحة غسلها.
السؤال: شخص لا يعرف طريقة غسل الجنابة وانما يسبح سباحة عادية فان طبيعة الماء يذهب على راسه اولاً يقصد غسل الجنابة وبدون معرفة وجوب الترتيب ـ هل يصح غسله؟
الجواب: اذا كان يحصل الترتيب خارجاًـ وان لم يكن مقصوداً له ـ فلا اشكال في صحة غسله.
السؤال: اذا كان الشخص مجنباً واغتسل غسل الجبيرة ثم برئ من الكسر او غيره فهل يجب عليه اعادة الغسل؟
الجواب: لا تجب على الأقوى.
السؤال: غسل الجنابة اذا كانت غير مصحوبة بالنية هل تبطل بقية الاعمال ام لا؟
الجواب: نعم تبطل الاعمال المشروطة به.
السؤال: المجنب اذا توفي قبل ان يغتسل، فهل يجب تغسيله عن الجنابة اولاً ثم يغسّل الاغسال الثلاثة، ام يكفي تغسيله بالأغسال الثلاثة فقط؟
الجواب: لا يغسل غسل الجنابة.
السؤال: اذا كان الانسان لا يعلم بوجوب غسل الجنابة ولا يعرف كيفيته بل كان يغسل راسه وجسمه ويتوضأ ويصلي ويصوم على هذا النجو فهل يجب عليه قضاء صلاته وصيامه بعد علمه بوجوب الغسل وعرف كيفيته؟
الجواب: اذا كان ينوي بغسل راسه وجسمه الغسل الشرعي وكان الماء يستوعب جميع البشرة ولو مع الاخلال بالترتيب عن جهل قصوري فلا شيء عليه واما مع عدم نية الغسل او عدم استيعاب الماء ولجميع البدن فعليه قضاء الصلوات التي اتي بها في حال الجنابة.
السؤال: ما هي المستحبات في غسل الجنابة؟
الجواب: قد ذكر العلماء رضي الله عنهم : أنه يستحب غسل اليدين أمام الغسل من المرفقين ثلاثاً، ثم المضمضة ثلاثاً ، ثم الاستنشاق ثلاثاً ، و إمرار اليد على ما تناله من الجسد ، خصوصاً في الترتيبي ، بل ينبغي التأكد في ذلك و في تخليل ما يحتاج إلى التخليل ، و نزع الخاتم و نحوه ، و الاستبراء بالبول قبل الغسل .
السؤال: بعد اتمام غسل الجنابة راي المكلف وجود عازل للماء في بقعة معينة على الجسم، فهل يغسل المنطقة المعزولة فقط بعد ازالة العازل، ام يغسل تمام البدن المتبقي بعد العازل وحسب الترتيب المتبع في الغسل؟
الجواب: يغسل ذلك الموضع فقط الا اذا كان في الراس او الرقبة فان الأحوط وجوباً ان يغسل بعده الجسم.
السؤال: متي يجب غسل الجنابة؟
الجواب: يجب غسل الجنابة لأربعة أمور:
(١) الصلاة الواجبة: ما عدا صلاة الميت.
(٢) الاجزاء المنسية من الصلاة: وكذا صلاة الاحتياط ، ولا تعتبر الطهارة في سجود السهو وان كان ذلك أحوط.
(٣) الطواف الواجب: وان كان جزءاً لحجة ، أو عمرة مندوبة.
(٤) الصوم: على تفصيل يأتي.
السؤال: هل يجوز الغسل الواجب بان اغسل الراس والرقبة مع الكتف وثم اغسل الراس والرقبة مع الكتف وثم اغسل الجسم كاملاً بدون تحديد ام يجب البداية باليمين ثم اليسار؟
الجواب: يكفي غسل الراس والرقبة اولاً ثم الجسم كاملاً والكتف من الجسم لا من الرقبة.
السؤال: اذا شك الشخص في الاحتلام هل يجب الغسل؟
الجواب: إذا تحرك المني عن محله بالاحتلام و لم يخرج إلى الخارج ، لا يجب الغسل.
السؤال: هل يجوز لي عندما اغتسل غسل الجنابة او اسبح في الحمام ان ارجع و البس نفس ملابسي قبل الجنابة؟
الجواب: يجوز.
السؤال: إذا كان الجنب يغتسل فترة طويلة خطأ وذلك بغسل نصف الرأس الايمن مع نصف البدن ثم نصف الرأس الايسر مع نصف البدن ما حكم صلاته وصيامه ؟
الجواب: صيامه صحيح وكذلك صلاته إذا كان جهله بالترتيب عن قصور لا عن تقصير والا لزمه قضاء الصلوات السابقة .
السؤال: ما حكم من كان يجهل بوجوب غسل الجنابة بمجرد الإتصال الجنسي حتى من غير الأنزال؟ وهل يجب قضاء الصلاة في هذه المسئلة؟
الجواب: عليه قضاء ما صلاّه بعد الجماع حتى صدور غسل مشروع منه وإن كان مستحباً مثل غسل الجمعة ومع التردّد في العدد يكفي قضاء المتيقن فقط.
السؤال: هل يجب تجفيف الشعر بعد غسله بالشامبو عند غسل الجنابة؟
الجواب: لا يجب.
السؤال: أنا أغتسل الجنابة بغسل الرأس والرقبة أولا ثم امسك (الدوش) وأمرّره على الجانب الأيمن من جسمي ثم الجانب الايسر فهل هذا صحيح؟
الجواب: صحيح.
السؤال: ما حكم الماء الساقط من غسل الجنابة؟
الجواب: طاهر.
السؤال: لم اعلم ان الجنابة تؤدي الى الغسل و كنت جاهلاً بذلك فما هو حكم صلاتي و صومي؟
الجواب: عليه قضاء ما فاته من الصلوات و الصيام بالمقدار المتيقن منها.
السؤال: هل غسل الجنابة يكفي عن الوضوء ؟
الجواب: غسل الجنابة بل جميع الأغسال المشروعة ما عدا غسل الاستحاضة المتوسطة يغني عن الوضوء.
السؤال: كيف يصح غسل اظافر اليد من الجهة السفلية في غسل الجنابة؟
الجواب: لا يجب غسل غير الظاهر من البدن بما في ذلك الاظافر.
السؤال: عندما أكون اغتسل غسل الجنابة ونزل مني بول اثناء الغسل فهل أعيد الغسل؟
الجواب: يجوز ان تكمل الغسل والأحوط أن تتوضأ بعده للصلاة.
السؤال: ما هي كيفية غسل الجنابة للمشلول على كرسي الاستحمام خصوصاً انه لا يمكن للماء الوصول الى بعض من الاجزاء السفلى من جسمي اثناء الجلوس على الكرسي؟
الجواب: اذا كان هناك من يساعدك لإيصال الماء وجب الطلب منه وإلاّ تعيّن التيمم.
السؤال: اغتسلت الجنابة ولم اتبول، هل يكون في الغسل نقص او خلل؟
الجواب: الغسل صحيح ولكن اذا خرج مع البول او قبله رطوبة يحتمل كونها من بقايا المني بطل الغسل.
السؤال: هل يجب غسل شعر المرأة عند الاغتسال لغسل الجنابة علما بأن شعرها طويلا؟
الجواب: لا يجب غسل الشعر الطويل بل يجب غسل بشرة الرأس في الغسل.
السؤال: اذا تيمم المكلف بدلا عن غسل الجنابة لعذر مثل ضيق الوقت فهل يجب عليه الغسل ؟
الجواب: نعم يجب بعد ارتفاع العذر للصلاة ونحوها.
السؤال: اثناء غسل الجنابة خرج ريح هل اعيد الغسل ام اتوضأ ؟
الجواب: لا تجب اعادة الغسل ولكن الأحوط وجوباً الوضوء للصلاة .
السؤال: كم مرة يغسل الراس والرقبة ، كم مرة يغسل الجانب الايمن ، كم مرة يغسل الجانب الايسر، هل يجب عليه تخليل الماء الى الاماكن التي لم يصلها الماء ؟
الجواب: الواجب هو غسل الراس والرقبة اولاً على الأحوط مرة واحدة وغسل بقية البدن جميعاً مرة واحدة وان كان الأحوط استحباباً غسل الجانب الايمن قبل الايسر ويستحب التثليث .
السؤال: هل يبطل غسل الجنابة حينما لا يتسع الوقت للغسل والصلاة معاً ؟ هلي يجب الاغتسال ثانية للتطهر من الحدث الاكبر ؟
الجواب: لا يبعد صحة غسله فيما اذا لم يقصد التشريع المنافي لقصد القربة .
السؤال: هل يكون الغسل واجباً في حال نزول ماء الذكر بمجرد المداعبة؟
الجواب: لا يجب إلا إذا كان الخارج منياً.
السؤال: امرأة كانت تقلد سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي ( قدس ) والآن تقلد سماحتكم وكانت إذا أرادت الغسل تغسل أولا الجانب الأيمن من الرأس والجانب الأيمن من البدن ثم تغسل الجانب الأيسر من الرأس والجانب الأيسر من البدن جهلاً منها فما هو تكليفها فيما مضى من صلاتها وصيامها ؟
الجواب: الأحوط وجوباً أن تعيد صلواتها والصوم صحيح ـ نعم اذا كانت جاهلة قاصرة فأعمالها صحيحة .
السؤال: ما هو حكم من اجنب وكان ناوياً للغسل في شهر رمضان واستيقظ في وقت لا يسع للغسل فلما شرع في الغسل دخل وقت الصلاة ولم يكمل الغسل ؟
الجواب: كان عليه ان يتيمم وعلى اي حال فان كان يعتقد ان وظيفته الغسل في ذلك الوقت فصومه صحيح .
السؤال: إذا لم أتأكد من أن الماء قد وصل إلى جميع بدني وقد بنيت على أنه أتى على جسمي كله علماً بأني قد قمت بغسل جميع بدني فما حكم ذلك وهل أعمالي صحيحة ؟
الجواب: اعمالك صحيحة ولا اعتبار بشكك .
السؤال: عندما أغسل رأسي ورقبتي في الإغتسال ينزل الماء من رقبتي إلى بقية جسمي فهل اغتسالي صحيح ؟
الجواب: الغسل صحيح .
السؤال: هل يجوز غسل الجنابة دون جنابة او سبب موجب للاستعاضة عن الوضوء خاصة مع ضيق الوقت ؟
الجواب: لا يجزي عن الوضوء .
السؤال: إذا كانت الجنابة بالحرام هل الإغتسال عنها يجزي عن الوضوء أم يجب عليّ أن أتوضأ ؟
الجواب: يجزيء عنه .
السؤال: هل من موجبات الغسل ان يغتسل الرجل بعد معاشرته لزوجته دون نزول المني منه ؟
الجواب: نعم مع تحقق الدخول .
السؤال: هل من الواجب قول دعاء عند الغسل؟
الجواب: لا يجب وانما يستحب التسمية وقول اللهم طهّر قلبي وتقبل سعيي واجعل ما عندك خيراً لي اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .
السؤال: هل يجوز لي أن أغتسل أنا وزوجتي غسل الجنابة في نفس الوقت ؟
الجواب: يجوز.
السؤال: سؤالي يتعلق بـ امر الاغتسال .. فإذا كنت مريض وبي جرح اثر عملية جراحية وهنا يمنع وصول الماء لها فما الحكم في الاغسال الواجبة هنا ؟
الجواب: تتخير في الصورة المفروضة بين الغسل والتيمم وإذا اخترت الغسل وكان المحل مكشوفاً فلك الاجتزاء بغسل أطرافه وان كان الأحوط استحباباً ان تضع خرقة على موضع الجرح وتمسح عليها .
السؤال: ماذا افعل اذا لا املك ماء و انا مجنب؟
الجواب: اذا ضاق الوقت أو يئست من تحصيل الماء فتيمم للصلاة.
السؤال: هل يجب على الفتاة غسل الجنابة بمجرد تحرك شهوتها لمشاهدة منظر؟
الجواب: ما يخرج من المرأة عند بلوغ الذروة في التهيج الجنسي نجس وموجب للجنابة وكذا على الأحوط ما يخرج منها قبل ذلك اذا كان كثيراً واما البلل الموضعي الذي يحصل بادني تهيج جنسي ولا يتجاوز الفرج فهو طاهر ولا يوجب الغسل بلا فرق في ذلك بين حالتي اليقظة والمنام.
السؤال: هل يجب الغسل على الزوجة عندما يلامس جسدها ماء الرجل؟
الجواب: مجرد ملامسة ماء الرجل لجسد المرأة لا يوجب عليها الغسل.
السؤال: هل يشترط في الغسل جفاف أعضاء الجسم؟
الجواب: لا يشترط .
السؤال: هل المطلوب غسل الشعر أم البشرة تحت الشعر في الوضوء و الغسل؟
الجواب: في غسل الوجه واليدين لابد ان يغسل البشرة وكذا في الغسل واما المسح في الوضوء فيكفي على الشعر النابت في محل المسح لا الشعر المتدلي عليه.
السؤال: أنا ممن يقلد السيد الخوئي (رحمه الله) و حكمه أنه من أحدث أثناء غسل الجنابة عليه الإعادة . فما حكم من أحدث و استمرّ في الغسل و بعد ذلك توضأ ؟
الجواب: يرى (رحمه الله) الظاهر بطلانه و وجوب إستئنافه .
السؤال: ما هي الطريقة لغسل الجنابة؟
الجواب: اولا وقبل كل شيء يستحب التبول (تستبرء) حتى اذا خرجت اي رطوبة مشتبهة بالمني بعد الغسل لا تضطر لأعادته. ومن ثم تطهر موضع النجاسة بحيث يكون جسمك طاهرا من اي نجاسة وتزيل اي حاجب يمنع من وصول الماء الى البشرة (صبغ الاظافر مثلا). الان تبدأ اولا بالنية فتنوي (اغتسل غسل الجنابة (مثلا) قربة الى الله تعالى) ويكفي في النية القصد في النفس ولا حاجة للفظ. ثم تغسل الرأس والرقبة بصب الماء عليهما محركا يديك لتتأكد من ان الماء قد وصل الى جميع اجزاء الرأس والرقبة ان لم يصل الماء الا بذلك. ثم تغسل بقية البدن والأحوط الاولى ان تغسل الجهة اليمنى من البدن اولا بصب الماء عليها وتحرك يدك لتضمن وصول الماء الى جميع اجزاء الجهة اليمنى بما في ذلك غسل العورتان واي شئ مشترك بين الجهتين اليمنى واليسرى. ولا تنسى باطن القدم وبين الاصابع. ثم تغسل الجهة اليسرى بصب الماء عليها وتحريك اليد لتضمن وصول الماء الى جميع اجزاء البدن وكما فعلت في الجهة اليمنى. حينئذ تكون قد اكملت الغسل. ويمكنك ان تحرك يدك في اي اتجاه تريد اثناء الغسل ويمكنك صب ما تشاء من الماء ولا يجب ان يكون الجسم جافا كما يعتقد البعض وانما يجب ان يكون ماء الغسل اغلب من الرطوبة الموجودة. وهذا النوع من الغسل يسمى الترتيبي. وهناك نوع اخر يسمى الارتماسي وهو ان تغطس جميع جسمك في الماء الكثير (النهر مثلا) مرة واحدة بعد النية. وبالمناسبة فان جميع الاغسال سواء كانت واجبة او مستحبة تختلف في النية فقط (عدا تغسيل الميت) وتغني عن الوضوء (عدا الاستحاضة والاغسال التي لم يثبت استحبابها).
السؤال: هل يجب غسل باطن القدمين عند غسل الجنابة ؟
الجواب: نعم يجب .
السؤال: إمرأة تغتسل و لا تزيل كرم الشعر فما الحكم ؟
الجواب: يكفي الغسل وصولا الماء الى البشرة ولا يجب غسل الشعر .
السؤال: اذا كان بدنه متنجسا واراد الغسل الواجب او المستحب فاغتسل ولم يطهر بدنه هل تجزيه غسلة الغسل نفسها عن تطهير البدن المتنجس؟
الجواب: يكفي اذا اغتسل بماء معتصم كالكر.
السؤال: هل يجب عليّ اعادة غسل الجنابة في حال نزل منيّ ماء الزوج المتبقي في الرحم بعد الغسل بفترة طويلة احياناً تستمر الى يوم كامل؟
الجواب: لا يجب بل يجب غسل الموضع فقط اذا تيقنت انه منه.
السؤال: هل يجب عليّ اعادة غسل الجنابة في حالة نزول ماء الزوج المتبقي في الرحم بعد الغسل بفترة طويلة احيانا تستمر الى يوم كامل؟
الجواب: لا يجب الغسل وانما يجب غسل الموضع اذا علمت انه مني الزوج ولا يكفي الظن ولا اثر للرائحة ونحوها.
السؤال: اذا حصلت جنابة في ايام الحيض بملامسة ظاهرية او احتلام كيف يكون الغسل بنية الحيض ام الجنابة؟
الجواب: يكفي غسل واحد بنيتين ويكفي بنية احدهما ايضا.
السؤال: في حال حدوث خدش بالجلد او زوال قطعة من الجلد او انكشاف ما كان مغطى بجلد ونحوه أو انقلاع شعر أو زوال قشر أو حدوث جرح وذلك بعد غسل جميع ذلك
ولكن في الحالات التالية فما هو الحكم:
١- إذا كان زوال القطعة والخدش او نحوه من العضو الأول قبل الفراغ من غسل العضو الاول قبل الدخول في العضو الثاني؟
٢- إذا حدث ذلك بعد الفراغ من غسل العضو الأول وقبل الدخول في العضو الثاني؟
٣- إذا حدث ذلك بعد الدخول في العضو الثاني وقبل الفراغ منه؟
٤- إذا حدث ذلك بعد الفراغ من الغسل وقبل الحدث الأصغر؟
٥- إذا حدث ذلك بعد الفراغ من الغسل وبعد الحدث الأصغر؟
علما بان في مفروض السؤال فإن في جميع الحالات نفترض حدوث ذلك بعد غسل ذلك الجزء او تلك المنطقة التي أعقبها الخدش او نحوه.
الجواب: ١-٢-٣- يجب غسل ما صار من الظاهر قبل الفراغ من تمام الغسل.
٤-٥- لا تجب الاعادة بعد الفراغ من الغسل بتمامه ولا فرق بين ما قبل الحدث وبعده.
السؤال: هل الحدث الأصغر(أي خروج الغازات من البطن) أثناء الغسل وبعده يبطله ؟
الجواب: لا يبطله تستمر في الغسل ولكن للصلاة الأحوط وجوبا ان تتوضأ ولا تكتفي بالغسل.
السؤال: ماحكم خروج الحدث الأصغر(الريح) اثناء الغسل من الجنابة؟
الجواب: يكمل غسله والأحوط ان يتوضأ بعده للصلاة.
السؤال: هل الغسل من الجنابة أو اي نوع من الغسل ينيب عن الوضوء؟
الجواب: يجزي عن الوضوء كل غسل ثبت وجوبه او استحبابه شرعا.
السؤال: لو أنّ شخصاً اغتسل غسل الجنابة فنزلت مادة لزجة من أذنه، وشك هل هي قبل الغسل أو بعده، فهل يحكم بصحة غسله أم يجب عليه الإعادة؟
الجواب: يحكم بصحته.
السؤال: اني كنت اغتسل تحت الدوش من دون ان اخرج لكن اراعي الغسل الترتيبي فما حكم غسلي علماً اني بعد أن سمعت لابد من الخروج فالآن اخرج ثم أعود وهل المسألة عند سماحة السيد (على الأحوط وجوباً) كما عند السيد الخوئي ؟
الجواب: اذا كان عمود الماء متقطعاً فلا اشكال ، وأما إذا كان متصلاً يصب على البدن عند غسل الرأس وما بعده فالأحوط وجوباً التنحي بعد غسل الرأس والرقبة ثم يدخل تحت الماء بقصد اتمام الغسل .
السؤال: عندما اغتسل غسل الجنابة وراء دقائق بعد الاغتسال يخرج قليل من مادة هل اغتسل مرة اخرى ؟
الجواب: لا يجب إن كنت قد بلت بعد الجنابة.
السؤال: اذا كان شخص يمارس العادة السرية وهو لا يعلم بوجوب الغسل فهل صلاته باطله ام لا ؟
الجواب: يجب قضاء ما صلى بعد الجنابة الى اول غسل شرعي اغتسله سواء كان واجبا او مستحبا كغسل الجمعة ومع الجهل بعدد تلك الصلوات يكفي قضاء المتيقن اي الاقل ولا يجب قضاء الصوم مع الجهل بالحكم ان كان معذورا في جهله .
السؤال: هل يكفي في الغسل تحريك البدن تحت الماء ؟
الجواب: ـ الأحوط وجوباً ـ عدم الاكتفاء في الغُسل بتحريك البدن تحت الماء بقصد الغسل ، كأن يكون جميع بدنه تحت الماء فيقصد الغسل الترتيبي بتحريك الرأس والرقبة أولاً ثم الجانبين ، وكذلك تحريك بعض الأعضاء وهو في الماء بقصد غسله. وايضاً ـ الأحوط وجوباً ـ عدم الاكتفاء في الغسل بإخراج البدن من الماء بقصد الغسل ، ومثله اخراج بعض الأعضاء من الماء بقصد غسله.
السؤال: ما هو الحكم في حال أحدث بالأصغر أثناء الغسل ؟
الجواب: اذا أحدث بالأصغر اثناء غسل الجنابة فله ان يتمه ، ـ والأحوط وجوباً ـ ضم الوضوء اليه حينئذٍ ، وله العدول الاستئنافي من الترتيبي إلى الارتماسي وبالعكس ، ولا حاجة حينئذٍ إلى ضم الوضوء.
السؤال: اذا أراد شخص ان يغسل في نفس الوقت غسل الجنابة والغسل الاعتيادي (باستخدام الصابون والشامبو). فأي غسل يجب ان يغسل أولا ؟
الجواب: لا أولوية في ذلك، و انما يلزم طهارة العضو المغسول و لو بنفس الغسلة للغسل فيما اذا كان الماء معتصماً.
السؤال: في غسل الجنابة هل يغسل العضو الذكري مع كل جهة من الجهتين؟ وهل يكفي ايصال الماء اليه مباشرة من الدوش أم يجب تمرير اليد عليه للتأكد من وصول الماء اليه؟
الجواب: لا ترتيب بين الجهة اليمني واليسرى في الغسل فيجزيه غسله مع البدن كيفما تحقق، واللازم هو وصول الماء الى العضو بإمرار اليد أو بأي نحو آخر.
السؤال: شخص يصلي ويصوم ولكنّه كان كثيراً ما يخطيَ في الغسل.. فهو الاَن متأكّد تماماً من أن بعضاً من أغساله السابقة باطلة، ولكنّه لا يدري كم هي، وتبعاً لذلك فهو لا يدري كم صلاة باطلة صلاّها بها، وكم صيام؟
الجواب: صيامه صحيح وان كان غسله باطلاً، ولكن يجب عليه أن يقضي كلّ صلاة صلاّها بغسل باطل، واذا تردّدت بين الاَقل والاَكثر جاز له الاِقتصار على الاَقل.
السؤال: بلغنا بأنه تم تعديل بعض الأحكام بخصوص غسل الجنابة عند السيد السيستاني (دام ظله) بأنه عند الغسل أو لا يتم غسل الرأس والرقبة ومن ثم القطع من تحت الدش أو رشاش الماء (وجوب احتياطي) ومن ثم الرجوع وإكمال الغسل وهل هذا يكون على جميع الأغسال أم فقط على غسل الجنابة؟
الجواب: نعم يجري في جميع الأغسال ولكن هذا إذا كان الماء متصلاً على الأحوط وأما إذا كان منقطعاً فيصح غسله.
السؤال: شخص مصاب بمرض السكري وكل فترة زمنية يتم تغيير العلاج له وفي الآونة الاخيرة تم تركيب جهاز على جسمه يسمي (مضخة الانسلين) وهي عبارة عن ابرة بلاستيكية موجودة في البطن وموصولة بمضخة الانسولين وابرة بلاستيكية اخرى موجودة على اليد موصولة بجهاز صغير ومغطي بلاصقة تمنع وصول الماء له لأن الماء يسبب له الخراب ولا يستطيع تغيير هذا الجهاز الصغير الموجود على اليد إلا كل اسبوع مرة واحدة ولا يستطيع ازالة الاصق من على الجهاز... فما هو الحل بالنسبة الى الاغسال وكيف يتم التعامل مع غسل الجنابة؟
الجواب: في المورد المذكور يجب عليه التيمم بدلاً عن الغسل لأداء الصلاة مادام العذر موجوداً ومع حصول الحدث الأصغر وعدم ارتفاع العذر يجب ضم الوضوء إلى التيمم (اذا كان الحاجب في غير مواضع الوضوء) كما يجب الغسل عند رفع الحاجب ولا يجب قضاء الصلوات التي أديت بالتيمم وقد خرج وقتها. والله الموفق.
السؤال: يخطئ بعض الناس في غسله أو وضوئه، ثم يكتشف خطأه بعد مضي سنوات صلى خلالها وصام وحج، وحين يسأل يقال له: أعد صلاتك وحجك، ولما كانت عملية الإعادة هذه صعبة فهل من حلّ يصحح صلاة وحج من اغتسل وتوضأ معتقداً صحة غسله ووضوئه، تخفيفاً عنه وخوفاً عليه من التمرد الكلي على الواجبات في بلدان تحثه باستمرار على هذا التمرد والتحلل ؟
الجواب: إذا كان جاهلاً قاصراً فأخلّ بما لا يضرّ الاخلال به في هذا الحال كعدم رعاية الترتيب بين غسل الرأس وسائر البدن في الغسل والمسح بالماء الجديد في الوضوء، حكم بصحة وضوئه وغسله، وبالتالي يحكم بصحة صلاته وحجه.
وأما إذا كان جاهلاً مقصراً في تعلّم الأحكام، أو أخلّ بما يضرّ الإخلال به بصحة العمل في مطلق الأحوال كترك غسل بعض ما يجب غسله في الوضوء أو الغسل فلا طريق الى تصحيح صلاته وحجه، ولكن إذا كان يخاف عليه من التمرد الكلي، فلا يستحسن أمره بقضاء عباداته لعل الله يحُدث بعد ذلك أمرا.
السؤال: سمعت ان في غسل الجنابة يجوز للمرأة ان لا تغسل شعرها اذا كانت متجملة وتريد الاحتفاظ بهذا التجمل هل هذا الشيء صحيح؟
الجواب: المعتبر في الاغسال (كغسل الجنابة) هو غسل ظاهر البشرة، ولا يجب غسل الشعر إلاّ ما كان من توابع البدن كالشعر الرقيق.
السؤال: ما حكم من احدث اثناء غسل الجنابة ؟
الجواب: يكمل غسله والأحوط وجوبا ان يتوضأ بعده للصلاة.
السؤال: هل يجوز الوضوء بعد غسل الجنابة بدون مبرر ام انه جائز ولا يترتب عليه اثر ام يمكن ان يكون بدعة؟
الجواب: الوضوء بعد غسل الجنابة غير مشروع.
السؤال: نظراً لكثرة من لا يعرفون بتغير رأيكم في بعض المسائل لذا نرجو من سماحة المرجع السيد السيستاني (دام ظله) الإجابة عن مسألتنا التالية :
أثناء الغسل الترتيبي المستحب أو الواجب، هل الإنفصال عن الماء بعد غسل الرأس والرقبة وقبل غسل البدن احتياط وجوبي أم استحبابي أم فتوي، فما تقولون في ذلك؟
الجواب: تحقق الغسل بمحض قصده خلال تواجده تحت الدوش لا يخلو عن إشكال. نعم إذا كان الماء النازل من الدوش متقطعاً كالمطر. أو كان الشخص قد تحرك تحت الماء بعد الغسل بحيث انقطع الماء عن مكان و انصب على مكان آخر ـ ولو عند قصده استيعاب الجسم ـ صحّ غسله حينئذ.
السؤال: في غسل الجنابة يجوز للمرأة أن لا تغسل شعرها إذا كان الاحتفاظ بهذا التجمل. هل هذا الشيء صحيح؟
الجواب: المعتبر في الاغسال (كغسل الجنابة) هو غسل ظاهر البشرة، ولا يجب غسل الشعر إلاّ ما كان من توابع البدن كالشعر الرقيق.
السؤال: ١ ـ هل اذا تذكرت حدث قديم من الناحية الجنسية مع زوجي.. هل يكفيني يوم ان اغتسل غسل واحد يجزي عن كل الاغسال التي لم أفعلها بغسل الجنابة؟
٢ ـ أوقات أعجز عن إزالة أوساخ على جسدي وأنا اغتسل.. هل يعتبر غسلي باطل والوسخ اصبح أصغر من رأس الأبرة ومثلا كالكحل أزيله كثيرا ولكن لما أنتهي من أي غسل أوقات على الفوطة أرى بقايا كحل خفيفة وأنا قد تعبت من أزالتها؟
٣ ـ هل غسلي صحيح من الرأس والرقبة وأنا شعري طويل أحركه حتى يصل الماء الى رقبتي.. ومن بعدها ابداء من الكتف الجزء اليمين وبعدها الجزء اليسار هل هذا صحيح؟
٤ ـ أصبحت أوسوس كثيرا أو اشك وانا اغتسل او حتى عند الخروج من الحمام انني ماذا نويت بالغسل.. او هل وصل الماء لجزء معين من جسدي.. هل يعتبر غسلي صحيح حتى لو صححت نيتي بسرعة وانا قد انهيت الرأس والرقبة؟
٥ ـ هل يجزي غسل الحيض عن الجنابة الواقعة حالياً او حتى الجنابات السابقة التي لم أغتسلها فالماضي في غسل الحيض حالياً عندما يقع حدثه هو.. أو الجنابة؟
الجواب: ١ ـ لا تتحقق الجنابة بمجرد تذكر الأمور المرتبطة بالناحية الجنسية ولا يجب الغسل لذلك وانما تتحقق الجنابة للمرأة اما بالجماع في قبلها او دبرها او بخروج السائل من قبلها بشهوة بحيث يصدق معه الانزال وهو ما لا يحمل عادة إلا مع شدة التهيج الجنسي. و يجزي غسل واحد عن الجنابات المتعددة وان كانت قد حصلت فيما مضي. نعم يجب قضاء الصلوات الواقعة بعد تلك الجنابات التي لم يتطهر منها بغسل صحيح وان كان هو غسل الحيض او الجمعة مثلاً.
٢ ـ اذا لم يكن الوسخ حاجباً يمنع وصول الماء الى البشرة فلا بأس به وكذلك الحال في الأثر المتخلف من الكحل بعد إزالته فانه لا يضر اذا لم يحجب وصول الماء الى ما تحته.
٣ ـ نعم يصح ذلك.
٤ ـ الغسل محكوم بالصحة في الفرض ويجب عدم الاعتناء بالوسواس والبناء على الصحة.
٥ ـ نعم يجزي. والله الموفق.
السيرة الذاتية لسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
وبعد / لقد أثمر منبر الإمام السيد الخوئي (قدس سرّه ) خلال أكثر من نصف قرن ثماراً عظيمة جليلة هي الأزكى والأفضل عطاءاً على صعيد الفكر الإسلامي وفي مختلف العلوم والقضايا والمواقف الإسلامية المهمّة ، حيث تخرّج من بين يديه مئات العلماء والفضلاء العظام الذين اخذوا على عاتقهم مواصلة مسيرته الفكرية ودربه الحافل بالبذل والعطاء والتضحية لخدمة الإسلام والعلم والمجتمع، ومعظمهم اليوم أساتذة الحوزات العلمية وبالخصوص في النجف الأشرف ومنهم من هو في مستوى الكفاية والجدارة العلمية والاجتماعية التي تؤهله للقيام بمسؤولية التربية والتعليم ورعاية الأمة في يومنا الحاضر.
المزيد
ومن أهم وابرز أولئك العباقرة هو سيدنا الأستاذ آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه ) فهو من أبرز تلامذة الإمام الخوئي الراحل (قدس سرّه ) نبوغاً وعلماً وفضلاً وأهليّةً ، وحديثنا في هذه السطور حول شخصية هذا العلم الكبير موجز في عدّة نقاط :
ولادته ونشاته
ولد سماحته في التاسع من شهر ربيع الأول عام 1349 للهجرة في المشهد الرضوي الشريف في أسرة علمية معروفة ، فوالده هو العالم المقدّس( السيد محمد باقر ) ووالدته هي العلوية الجليلة كريمة العلامة ( المرحوم السيد رضا المهرباني السرابي) وجدّه الادنى هو العالم الجليل ( السيد علي ) الذي ترجم له العلامة الشيخ آغا بزرك في طبقات أعلام الشيعة قائلاً: ( انه كان في النجف الأشرف من تلامذة الحجّة المؤسس المولى علي النهاوندي وفي سامراء من تلامذة المجدد الشيرازي، ثم اختص بالحجة السيد اسماعيل الصدر، وفي حدود سنة 1318 هـ عاد إلى مشهد الرضا ( عليه السلام ) واستقر فيه وحاز مكانة سامية مع ما كان له من حظ وافر من العلم مقروناً بالتقى والصلاح ) ومن تلامذته المعروفين الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سرّه ).
وأسرة سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) ــ التي هي من الاسر العلوية الحسينية ــ كانت تقطن مدينة (اصفهان) في القرن الحادي عشر الهجري ، ومن ابرز اعلامها يومذاك الفيلسوف الشهير ( محمد باقر الداماد ) صاحب كتاب القبسات، ومن أحفاده العلم الكبير ( السيد محمد ) الذي عيّن في منصب ( شيخ الاسلام ) في بلاد ( سيستان ) في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل اليها وسكنها هو وذريته من بعده، وأول من هاجر منهم إلى مشهد الرضا (ع) هو المرحوم( السيد علي ) المار ذكره، حيث استقرّ فيه برهة من الزمن في مدرسة المرحوم الملا محمد باقر السبزواري ومن ثمّ هاجر الى النجف الأشرف لاكمال دراسته ثم الى سامراء المقدسة للغرض نفسه.
وقد نشأ سيدنا ( دام ظلّه ) في مسقط رأسه المشهد الرضوي نشأة عالية فتدرج في الأوليات والمقدمات ، حيث بدأ وهو في الخامسة من عمره بتعلم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراء والكتابة ونحوهما ، فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم أثناء ذلك فن الخط من استاذه ( الميرزا علي اقا ظالم ).وفي أوائل عام (1360 هـ.ق) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية ، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية كشرح الألفية للسيوطي والمغني لابن هشام والمطول للتفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الاديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن، وقرأ شرح اللمعة والقوانين عند المرحوم السيد احمد اليزدي المعروف بـ (نهنگ ) وقرأ جملة من السطوح العالية كالمكاسب والرسائل والكفاية عند آية الله الميرزا هاشم القزويني، وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري وشرح الاشراق والاسفار عند المرحوم الايسي، وقرأ شوارق الالهام عند المرحوم آية الله الشيخ مجتبى القزويني ، وحضر في المعارف الالهية دروس آية الله المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفى أواخر سنة (1365 هـ . ق) كما حضر بحوث الخارج لآية الله الميرزا مهدي الآشتياني صاحب التعليقة على شرح المنظومة وآية الله المرحوم الميرزا هاشم القزويني (قدّس سرهما).
وفي أواخر عام 1368 هـ انتقل الى الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة فحضر بحوث المرجع الكبير السيد حسين الطباطبائي البروجردي في الفقه والاصول، وتلقى عنه الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث، كما حضر درس الفقيه الكبير السيد محمد الحجّة الكوهكمري(قدّس سرّه).
وخلال مدّة اقامته في قم راسل العلاّمة المرحوم السيد علي البهبهاني عالم الأهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الطهراني، وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش سيدنا الأستاذ (مدّ ظلّه) بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها ، وبعد تبادل عدّة رسائل كتب المرحوم السيد البهباني لسيدنا الأستاذ (دام ظلّه) رسالة مؤرخة في ( 7/ رجب /1370 هـ ) ــ وهو شاب في الواحدة والعشرين من العمر ــ يثني فيها على مهارته العلمية واصفاً اياه بـ (عمدة العلماء المحققين ونخبة الفقهاء المدققين) وموكّلا ﱟ تكميل البحث إلى حين اللقاء به عند التشرّف بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام ).
وفي أوائل عام (1371 هـ ) غادر سيدنا الأستاذ ( مدّ ظلّه ) مدينة قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية النجف الأشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكرى أربعين الامام الحسين ( عليه السلام ) ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف فسكن ( مدرسة البخارائي العلمية )، وحضر البحوث الفقهية والاصولية للعلمين الكبيرين السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي (قدّس سرّه ) والشيخ حسين الحلّي (قدّس سرّه ) ولازمهما مدّة طويلة ، وحضر خلال ذلك ايضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين منهم السيد الحكيم (قدّس سرّه ) والسيد الشاهرودي (قدّس سرّه ).
نبوغه العلمي
لقد برز السيد السيستاني ( دام ظلّه ) في بحوث اساتذته بتفوق بالغ على اقرانه وذلك في قوّة الإشكال وسرعة البديهة وكثرة التحقيق والتتبع ومواصلة النشاط العلمي وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية، ومما يشهد على ذلك أنه منح من بين زملاه واقرانه في عام 1380 هـ وهو في الحادية والثلاثين من عمره ـ ( شهادة الاجتهاد المطلق ) من قبل استاذيه السيد الخوئي (قدّس سرّه ) والشيخ الحلي (قدّس سرّه ) ولم يمنح السيد الخوئي شهادة الاجتهاد الإّ لنادرٍ من تلامذته منهم سيدنا الأستاذ وآية الله الشيخ علي الفلسفي من مشاهير علماء مشهد المقدسة كما لم يمنح الشيخ الحلي اجازة الاجتهاد المطلق لغيره ( دام ظلّه ) وقد كتب له ايضاً شيخ محدّثي عصره العلاّمة الشيخ آغا برزك الطهراني (قدّس سرّه ) شهادة يطري فيها على مهارته في علمي الرجال والحديث وهي مؤرخة كذلك في عام 1380 هـ.
عطاؤه الفكري وتأليفاته
اشتغل سيدنا الأستاذ (دام ظلّه) من أوائل عام 1381 هـ بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) في الفقه في ضوء مكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري، وأعقبه بشرح العروة الوثقى ، فتمّ له منه شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وقسم من كتاب الخمس وتمام كتاب الصوم والاعتكاف ثم شرع في شرح كتاب الزكاة.
وقد كانت له محاضرات فقهية اخرى خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وابحاث الربا وقاعدة الإلزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية،كما كانت له محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما.
وابتدأ ( دام ظلّه ) بإلقاء محاضراته في علم الأصول من شعبان عام (1384 هـ ) وقد أكمل دورته الثالثة في شعبان عام ( 1411 هـ ) ، ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والأصولية من عام 1397 هـ وإلى اليوم.
وقد خرّج بحثه الشريف عدّة من الفضلاء البارزين وبعضهم من أساتذة البحث الخارج : كالعلاّمة الشيخ مهدي مرواريد ، والعلاّمة السيد مرتضى المهري والعلاّمة المرحوم السيد حبيب حسينيان والعلاّمة السيد أحمد المددي والعلاّمة الشيخ مصطفى الهرندي والعلاّمة السيد هاشم الهاشمي وغيرهم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية.
وضمن اشتغال سماحته ( دام ظلّه ) بالدرس والبحث خلال هذه المدّة كان مهتمّاً بتأليف كتب مهمّة وجملة من الرسائل بالإضافة إلى ما كتبه من تقريرات بحوث اساتذته فقه وأصولاً، وسيأتي ذكر جملة منها في موضع آخر.
منهجه في البحث والتدريس
وهو منهج متميز على مناهج كثير من أساتذة الحوزة وأرباب البحث الخارج فعلى صعيد الأصول يتجلّى منهجه بعدّة خصائص :
أ- التحدث عن تأريخ البحث ومعرفة جذوره التي ربما تكون فلسفية كمسالة بساطة المشتق وتركيبه أو عقائدية وسياسية كبحث التعادل والتراجح الذي أوضح فيه أن قضية اختلاف الأحاديث فرضتها الصراعات الفكرية العقائدية آنذاك والظروف السياسية التي احاطت بالأئمة( عليهم السلام ) ومن الواضح أن الإطّلاع على تأريخ البحث يكشف عن زوايا المسألة ويوصلنا إلى واقع الآراء المطروحة فيها .
ب- الربط بين الفكر الحوزوي والثقافات المعاصرة ففي بحثه حول المعنى الحرفي في بيان الفارق بينه وبين المعنى الاسمي وهل هو فارق ذاتي ام لحاظي؟
اختار اتجاه صاحب الكفاية في أن الفرق باللحاظ لكن بناه على النظرية الفلسفية الحديثة وهي نظرية التكثر الادراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته، فيمكن للذهن تصور مطلب واحد بصورتين: تارة بصورة الاستقلال والوضوح فيعبر عنه بالاسم وتارة بالآلية والانكماش ويعبر عنه بالحرف.
وعندما دخل في بحث المشتق في النزاع الدائر بين العلماء حول اسم الزمان، تحدّث عن الزمان بنظرة فلسفية جديدة وهي انتزاع الزمان من المكان (زمكان) بلحاظ تعاقب النور والظلام ، وفي بحثه حول مدلول صيغة الأمر ومادته وبحثه في التجري طرح نظرية بعض علماء الاجتماع من أن تقسيم الطلب بامر والتماس وسؤال نتيجة لتدخل صفة الطالب في حقيقة طلبه من كونه عالياً أو مساوياً أو سافلاً.
وكذلك جعل ضابط استحقاق العقوبة عنوان تمرد العبد وطغيانه على المولى مبني على التقسيم الطبقي للمجتمعات البشرية القديمة من وجود موالي وعبيد وعالي وسافل وما أشبه ذلك. فهذه نظرة من رواسب الثقافات السالفة التي تتحدث باللغة الطبقية لا باللغة القانونية المبنية على المصالح الانسانية العامة.
ج- الاهتمام بالأصول المرتبطة بالفقه : ان الطالب الحوزوي يلاحظ في كثير من العلماء اغراقهم واسهابهم في بحوث اصولية لا يعدّ الاسهاب فيها الإّ ترفاً فكريّاً لا ينتج ثمرةً علميةً للفقيه في مسيرته الفقهية كبحثه في الوضع وكونه امراً اعتبارياً أو تكوينياً وأنّه تعهد أو تخصص ، وبحثهم في بيان موضوع العلم وبعض العوارض الذاتية في تعريف الفلاسفة لموضوع العلم وما شاكل ذلك.
ولكن الملاحظ في دروس سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) هو الاغراق وبذل الجهد الشاق في الخروج بمبنى علمي رصين في البحوث الأصولية المرتبطة بعملية الاستنباط كمباحث الاصول العملية والتعادل والتراجح والعام والخاص ، وأمّا البحوث الأخرى التي أشرنا لبعض مسمياتها ، فبحثه فيها إنما هو بمقدار الثمرة العلمية في بحوث أخرى أو الثمرة العملية في الفقه.
د- الابداع والتجديد : هناك كثير من الأساتذة الماهرين في الحوزة لا يملك روح التجديد بل يصب اهتمامه على التعليق فقط والتركيز على جماليات البحث لا على جوهره فيطرح الآراء الموجودة ويعلّق على بعضها ويختار الأقوى في نظره ، الإّ أن سيدنا الأستاذ يختلف في هذا النهج فيحاول الابداع والتجديد إما بصياغة المطلب بصياغة جديدة تتناسب مع الحاجة للبحث كما صنع ذلك عندما دخل بحث استعمال اللفظ في عدة معانٍ حيث بحثه الأصوليون من زاوية الإمكان والاستحالة كبحث عقلي فلسفي لا ثمرة عملية تترتب عليه وبحثه سيدنا الأستاذ من حيث الوقوع وعدمه لانه أقوى دليل على الإمكان، وبحثه كذلك من حيث الاستظهار وعدمه.
وعندما دخل بحث التعادل والتراجح رأى أن سرّ البحث يكمن في علّة اختلاف الأحاديث فإذا بحثنا وحدّدنا أسباب اختلاف النصوص الشرعية انحلّت المشكلة العويصة التي تعترض الفقيه والباحث والمستفيد من نصوص أهل البيت ( عليهم السلام ) وذلك يغنينا عن روايات الترجيح والتخيير كما حملها صاحب الكفاية على الاستحباب .
وهذا البحث تناوله غيره ولكنه بشكل عقلي صرف،أما السيد الأستاذ فإنه حشد فيه الشواهد التأريخية والحديثية وخرج منه بقواعد مهمّة لحلّ الاختلافات وقام بتطبيقها في دروسه الفقهية أيضاً.
هـ - المقارنة بين المدارس المختلفة : ان المعروف عن الكثير من الأساتذة حصر البحث في مدرسة معينة أو اتجاه خاص ولكن السيد السيستاني يقارن بحثه بين فكر مدرسة مشهد وفكر مدرسة قم وفكر مدرسة النجف الأشرف فهو يطرح آراء الميرزا مهدي الاصفهاني (قدّس سرّه) من علماء مشهد وآراء السيد البروجردي (قدّس سرّه ) كتعبير عن فكر مدرسة قم وآراء المحققين الثلاثة ( الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ الاصفهاني ) والسيد الخوئي (قدّس سرّه ) والشيخ حسين الحلّي (قدّس سرّه) كمثال لمدرسة النجف الأشرف.
وتعدّد الاتجاهات هذه يوسع امامنا زوايا البحث والرؤيا الواضحة لواقع المطلب العلمي .
وأمّا منهجه الفقهي فله فيه منهج خاص يتميز في تدريس الفقه وطرحه ، ولهذا المنهج عدّة ملامح :
1- المقارنة بين فقه الشيعة وفقه غيرهم من المذاهب الاسلامية الأخرى ، فإنّ الإطّلاع على الفكر الفقهي السني المعاصر لزمان النص كالاطلاع على موطأ مالك واخراج ابي يوسف وآراء الفقهاء الآخرين يوضّح أمامنا مقاصد الأئمة ( عليهم السلام ) ونظرهم حين طرح النصوص.
2- الاستفادة من علم القانون الحديث في بعض المواضع الفقهية كمراجعته للقانون العراقي والمصري والفرنسي عند بحثه في كتاب البيع والخيارات ، والاحاطة بالفكر القانوني المعاصر تزوّد الإنسان خبرة قانونية يستعين بها على تحليل القواعد الفقهية وتوسعة مداركها وموارد تطبيقها .
3- التجديد في الأطروحة : إنّ معظم علمائنا الأعلام يتلقون بعض القواعد الفقهية بنفس الصياغة التي طرحها السابقون ولا يزيدون في البحث فيها الإّ عن صلاحية المدرك لها أو عدمه ووجود مدرك آخر وعدمه ، أما السيد السيستاني فإنّه يحاول الإهتمام في بعض القواعد الفقهية بتغيير الصياغة ، مثلاً بالنسبة لقاعدة الإلزام التي يفهمها بعض الفقهاء من الزاوية المصلحية بمعنى أنّ للمسلم المؤمن الاستفادة في تحقيق بعض رغباته الشخصية من بعض القوانين للمذاهب الأخرى وإن كان مذهبه لا يقرّه ، يطرحه السيد السيستاني على أساس الاحترام ويسميّها بقاعدة الاحترام أي احترام آراء الآخرين وقوانينهم ، وانطلاقه من حريّة الرأي وهي على سياق ( لكلّ قوم نكاح ) و (نكاح أهل الشرك جائز ) وكذلك بالنسبة الى قاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء والأصوليون كقاعدة عقلية أو عقلائية صرفة يدخلها السيد الأستاذ تحت قاعدة الاضطرار التي هي قاعدة شرعية اشارت لها النصوص نحو ( ما من شيء حرّمه الله الإّ وقد أحلّه لمن اضطر إليه ) فإنّ مؤدى قاعدة الاضطرار هو مؤدى قاعدة التزاحم بضميمة متمم الجعل التطبيقي .
وأحياناً يقوم بتوسعة القاعدة كما في قاعدة ( لا تعاد ) حيث خصّها الفقهاء بالصلاة لورود النص في ذلك بينما السيد السيستاني جعل صدر الرواية المتضمن لقوله (ع) : ( لا تعاد الصلاة إلا ّ من خمسة ) مصداقاً لكبرى أخرى تعمّ الصلاة وغيرها من الواجبات ، وهذه الكبرى موجودة في ذيل النص ( ولا تنقض السنّة الفريضة)، فالمناط هو تقديم الفريضة على السنّة في الصلاة وغيرها ، ومن مصاديق هذا التقديم هو تقديم الوقت والقبلة ...الخ على غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها لأنّ الوقت والقبلة من الفرائض لا من السنن .
4- النظرة الاجتماعية للنص : إنّ من الفقهاء من هو حرفي الفهم بمعنى أنّه جامد على حدود حروف النص من دون محاولة التصرف في سعة دلالات النص وهناك من الفقهاء من يقرأ أجواء النص والظروف المحيطة به ليتعرف على سائر الملابسات التي تؤثر على دلالته ، فمثلاً في ما ورد من أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله ) حرّم أكل لحم الحمر الأهلية يوم خيبر ، أخذنا بالفهم الحرفي لقلنا بالحرمة أو الكراهة لأكل لحم الحمر الاهلية ولو اتبعنا الفهم الاجتماعي لرأينا أنّ النص ناظر لظروف حرجة وهي ظروف الحرب مع اليهود في خيبر والحرب تحتاج لنقل السلاح والمؤنة ولم تكن هناك وسائل نقل إلاّ الدواب ومنها الحمير ، فالنهي في الواقع نهي إداري لمصلحة موضوعية اقتضتها الظروف آنذاك ولا يستفاد منه تشريع الحرمة ولا الكراهة ، وسيدنا الأستاذ من النمط الثاني من العلماء في التعامل مع النص.
5- توفير الخبرة بمواد الاستنباط : إنّ السيد السيستاني يركّز دائماً على انّ الفقيه لا يكون فقيهاً بالمعنى الأتم حتى يتوفر لديه خبرة وافية بكلام العرب وخطبهم واشعارهم ومجازاتهم كي يكون قادراً على تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعيّا لا ذاتيا وأن يكون على اطلاع تام بكتب اللغة وأحوال مؤلفيها ومناهج الكتابة فيها فإنّ ذلك دخيل في الاعتماد على قول اللغوي أو عدم الاعتماد عليه وأن يكون على احاطة باحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ورواتها بالتفصيل ، فإنّ علم الرجال فن ضروري للمجتهد لتحصيل الوثوق الموضوعي التام بصلاحية المدرك ، وله آراء خاصّة يخالف بها المشهور في هذا العصر مثلاً ما اشتهر من عدم الاعتداد بقدح اين الغضائري اما لكثرة قدحه أو لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه مما لا يرتضيه سيدا الأستاذ بل يرى ثبوت الكتاب وان ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل اكثر من النجاشي والشيخ وامثالهما ويرى الاعتماد على منهج الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه ومعرفة كون الحديث مسنداً أو مرسلاً على ما قرّره السيد البروجردي (قدّس سرّه ).
ويرى أيضاً ضرورة الإلمام بكتب الحديث واختلاف النسخ ومعرفة حال المؤلف من حيث الضبط والتثبت ومنهج التأليف ، وأما ما يشاع في هذا المجال من كون الصدوق اضبط من الشيخ فلا يرتضيه، بل يرى الشيخ ناقلاً أميناً لما وجده من الكتب الحاضرة عنده بقرائن يستند اليها.
فهذه الجهات الخبرية قد لا يعتمد عليها كثير من الفقهاء في مقام الاستنباط بل يكتفي بعضهم بالظهور الشخصي من دون أن يجمع القرائن المختلفة لتحقيق الظهور الموضوعي بل قد يعتمد على كلام بعض اللغويين بدون التحقيق في المؤلف ومنهج التأليف ولا يكون لبعض آخر أي رصيد في علم الرجال والخبرة بكتب الحديث.
معالم شخصيته
إنّ من يعاشر السيد السيستاني ( دام ظلّه ) ويتصل به يرى فيه شخصية فذّة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حثّ عليها أهل البيت ( عليهم السلام) والتي تجعل منه ومن امثاله من العلماء المخلصين مظهراً جليّاً لكلمة ( عالم رباني ) وقوله ( عليه السلام ) ( مجاري الامور بيد العلماء امناء الله على حلاله وحرامه ) ومن أجل وضع النقاط على الحروف اطرح بعض المعالم الفاضلة التي رأيتها بنفسي عند اتصالي به درساً ومعاشرة :
ﺃ- الانصاف واحترام الرأي : فان السيد السيستاني انطلاقاً من عشق العلم والمعرفة ورغبة في الوصول إلى الحقيقة وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البناءة تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ومعرفة الآراء حتى آراء بعض العلماء من غير اساتذته أو آراء بعض المغمورين في خضم الحوزة العلمية فتراه بعض الاحيان قد يشير في بحثه لرأي لطيف لأحد الأفاضل مع أنه ليس من أساتذته كالشيخ محمد رضا المظفر في كتابه اصول الفقه، فطرح هذه الآراء ومناقشتها مع أنها لم تصدر من اساطين اساتذته يمثل لنا صورة حيّة من صور الانصاف واحترام آراء الآخرين .
ب- الأدب في الحوار : ان بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء او الأستاذ وتلميذه وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية وأحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لا يوصل لهدف علمي بل مضمونه ابراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة وذلك ما يستهلك وقت الطالب الطموح ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف، أما بحث السيد السيستاني (دام ظلّه) فإنّه بعيد كل البعد عن الجدل واساليب الإسكات والتوهين فهو في النقاش مع أساتذته وآراء الآخرين يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاندفاع ، وفي اجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الارشاد والتوجيه ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلى الجدل الفارغ عن المحتوى فان السيد السيستاني يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ومع اصرار الطالب فان السيد الأستاذ حينئذ يفضل السكوت على الكلام.
ج ـ خلق التربية : التدريس ليس وظيفة رسمية او روتينية يمارسها الأستاذ في مقابل مقدار من المال ، فإن هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور، كما أن التدريس لا يقتصر على التربية العلمية في محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والإشفاق على الطالب وحثّه نحو العلم وآداب العلم ايضاً وإذا كان يحصل في الحوزة أو غيرها احياناً رجال لا يخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم فإن في الحوزات أساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة ساوية لابدّ من مزاولتها بروح المحبّة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية ، وقد كان الإمام الحكيم (قدّس سرّه) مضرب المثل في خلقه التربوي لتلامذته وطلاّبه وكما كانت علاقة الإمام الخوئي (قدّس سرّه) بتلامذته فقد رأيت هذا الخلق متجسّداً في شخصية السيد السيستاني (دام ظلّه ) فهو يحثّ دائماً بعد الدرس على سؤاله ونقاشه فيقول : اسألوا ولو على رقم الصفحة لبحث معين او اسم كتاب معين حتى تعتادوا على حوار الأستاذ والصلة العلمية به وكان يدفعنا لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة والوقوف عند نقاط الضعف والقوة وكان يؤكد دائماً على احترام العلماء والالتزام بالأدب في نقاش أقوالهم ويتحدث عن أساتذته بروحية وهمّة عالية وأمثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع .
د – الورع : إنّ هناك ظاهرة جليّة في كثير من العلماء والأعاظم وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن وربما يعتبر هذا البعد عن البعض موقفاً سلبيّاً لأنه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس ولكنه عند التامل يظهر بانه موقف ايجابي وضروري احياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وارضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف ، فلو وقعت في الساحة الإسلامية أو المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الأساسية في الشريعة الإسلامية وجب على العلماء بالدرجة الاولى التصدي لإزاحة الشبهات وابراز الحقائق الناصعة فإذا ظهرت البدع وجب على العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب منه نور الإيمان ، كما جاء في الحديث .
ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معيّن أو خط معيّن او كانت الأجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنار الحقد والحسد المتبادل فإنّ علماء الحوزة ومنهم السيد السيستاني ( دام ظلّه ) يلتزمون دوماً الصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة وما يحدث غالباً من التنافس على الألقاب والمناصب والاختلافات الجزئية كما هو الحال في يومنا الحاضر ، هذا مضافاً لزهده المتمثّل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لا يملكه وأثاثه البسيط.
هـ ـ الإنتاج الفكري: السيد السيستاني ليس فقيهاً فقط بل هو رجل مثقّف مطّلع على الثقافات المعاصرة ومتفتح على الأفكار الحضارية المختلفة ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي وعنده نظرات إدارية جيدة وأفكاراً إجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ واستيعاب للأوضاع المعاصرة بحيث تكون الفتوى في نظره طريقاً صالحاً للخير في المجتمع المسلم.
إمامته في الصلاة
كان سيدنا الأستاذ (مدّ ظلّه ) في عيادة استاذه المرحوم الإمام الخوئي ( قدّس سرّه )في (29/ ربيع الآخر / 1409 هـ ) لوعكة صحية ألمّت به فطلب منه أن يقيم صلاة الجماعة في محرابه في جامع الخضراء فلم يوافق على ذلك في البداية فألحّ عليه في الطلب وقال له ( لو كنت احكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج آقا حسين القمّي لحكمت عليكم بلزوم القبول ) فاستمهله بضعة أيّام وفي نهاية الأمر استجاب لطلبه وأمّ المصلين من يوم الجمعة (5/ جمادى الأولى / 1409 هـ ) إلى الجمعة الأخيرة من ذي الحجّة عام 1414 هـ حيث أغلق الجامع من قبل السلطة كما سيأتي .
مسيرته الجهادية
كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولى من تسلمه السلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الأجانب، ولاقى سيدنا الأستاذ ( مدّ ظلّه ) عناءاً بالغاً من جرّاء ذلك وكاد ان يسفّر عدّة مرّات وتمّ تسفير مجاميع من تلامذته وطلاّب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثمّ كانت الظروف القاسية جدّاً أيّام الحرب العراقية الإيرانية ، ولكن على الرغم من ذلك فقد أصرّ ( دام ظلّه ) على البقاء في النجف الأشرف وواصل التدريس في حوزته العلمية المقدّسة إيماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار.
وفي عام 1411 هـ عندما قضى النظام على الانتفاضة الشعبانية اعتقل سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ مرتضى البروجردي والشهيد الميرزا علي الغروي وقد تعرّضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية إلى أن فرّج الله عنهم ببركة أهل البيت ( عليهم السلام ).
وفي عام 1413 هـ عندما توفي الإمام السيد الخوئي ( رضوان الله عليه ) وتصدّى سيدّنا الأستاذ ( دام ظلّه ) للمرجعية ـ كما سيأتي ـ حاولت سلطات النظام السابق تغيير مسار المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبذلت ما في وسعها في الحطّ من موقع السيد الأستاذ ( دام ظلّه ) ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت إلى تفرق المؤمنين عنه بأساليب متعدّدة منها إغلاق جامع الخضراء في أواخر ذي الحجّة عام 1414 هـ كما تقدّم .
وعندما وجد النظام أنّ محاولاته قد باءت جميعاً بالفشل خطّط لاغتيال سيدنا الأستاذ وتصفيته ، وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخطّطات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
وهكذا بقي سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) رهين داره منذ أواخر عام 1418 هـ حتى أنّه لم يتشرف بزيارة جدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) طوال هذه الفترة.
وقد تعرّض لضغوط كثيرة من اجهزة النظام وأزلامه ولكنه قاوم جميع الضغوطات إلى أن منّ الله على العراقيين بزوال النظام ونسأله تبارك وتعالى ان يمنّ عليهم بالتحرر من الاحتلال ايضاً.
مرجعيته
في السنوات الاخيرة من حياة سماحة الإمام الخوئي ( رضوان الله عليه ) كان هاجس كثير من الفضلاء في النجف الأشرف وخارجها البحث عمن يصلح ان يخلف الإمام الخوئي ( قدّس سرّه ) في مرجعيته للطائفة الإمامية ليحافظ على كيان الحوزة العلمية واستقلالية المرجعية الدينية ويتحلى بما يلزم توفره في شخص المرجع من مؤهلات علمية وورع وتقوى وحكمة وتدبير.
وقد توجّه أنظار الكثير من الفضلاء إلى سيدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) وقد اختاره الإمام الخوئي ( قدّس سرّه ) للصلاة في محرابه في جامع الخضراء كما تقدّم فبدأ ينتشر صيته في أوساط العامة بعد ان كان محصوراً في الأوساط العلمية والحوزوية التي عرفته أستاذاً قديراً في البحث الخارج طوال ربع قرن من الزمن .
وعندما التحق الإمام الخوئي بالرفيق الأعلى في (8/ صفر / 1413 هـ ) ارجع اليه في التقليد جمع من العلماء الأعلام يأتي في مقدمتهم سماحة آية الله السيد علي البهشتي (قدّس سرّه ) وسماحة آية الله الشيخ مرتضى البروجردي (قدّس سرّه ) فقلّده كثير من المؤمنين في العراق وايران وبلاد الخليج وباكستان والهند ، وبعد وفاة آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري في (27/ صفر /1414 هـ ) رجع اليه معظم مقلديه في العراق وقسم في خارجه ، وعندما توفي آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني (قدّس سرّه ) في (24 / جمادي الآخرة / 1414 هـ ) عمّ تقليد سيدّنا الأستاذ (دام ظلّه ) وبشكل سريع مختلف الأقطار الإسلامية ورجع إليه معظم المؤمنين في العراق والاحساء والقطيف وايران ولبنان ودول الخليج وباكستان والهند والمغتربين في اوربا والامريكيتين واستراليا وغيرهم، وقد توسع الرجوع إليه أكثر فأكثر بعد وفاة آية الله العظمى الشيخ محمد علي الأراكي (قدّس سرّه ) وآية الله العظمى السيد محمد الروحاني (قدّس سرّه )، فسيدنا الأستاذ (دام ظلّه ) ــ اليوم ــ هو المرجع الأعلى للطائفة الإمامية، أدام ظلّه السامي ونفع بوجوده الإسلام والمسلمين . رجوع